عائلة الدكتور رمضان شلح في الذكرى الثالثة لاستشهاده …ذكريات لن تنسى من حياته

الساعة 10:27 ص|06 يونيو 2023

فلسطين اليوم

تمر علينا هذه الأيام الذكرى الثالثة لرحيل القيادي الوطني د. رمضان عبد الله شلّح الأمين العام السابق لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، ليخلد في قلوب الفلسطينيين إرثاً مقاومًا ، سار على دربه رجال أوفياء تمكنوا في زمن التسوية والتطبيع من مشاغلة الاحتلال في جنين وغزة ونابلس وكافة أراضينا المحتلة حتى القدس العاصمة، وخوض معارك عدة وصولاً إلى معركة ثأر الأحرار للمحافظة على نهج الشقاقي وشلح

عائلته في ذكرى رحيله

"غيابه شكل لنا ثغرة كبيرة " بهذه الكلمات عبر "يوسف" شقيق الدكتور رمضان شلح عن فقده للدكتور رمضان، في حوار خاص مع وكالة فلسطين اليوم الإخبارية للتعرف على الوجه الإنساني للدكتور رمضان شلح بعيداً عن صفته القيادية والوطنية الجامعة ومسيرته الجهادية الطويلة في مقارعة الاحتلال في كافة الميادين.

يوسف تحدث بنبرة اشتياق ومحبة " رمضان الأب الروحي والشقيق الأكبر الحنون والصادق والحكيم مثل الماء والهواء بالنسبة لنا " لأن أخلاقه وخلقه وأدبه جعلته يتمركز في قلوب الجميع.

رمضان بين إخوانه... أجاب يوسف كان دوماً يتفقدنا بالرغم من بعد المسافات والمسؤوليات التي تقع على عاتقه، كان حاضراً بيننا روحاً في كافة المناسبات بالأفراح والأتراح يتفقد جميع العائلة واحتياجاتهم، حرمه الاحتلال من العودة إلى القطاع بعد آخر زيارة له في عام 1987م فحال بينه وبين وداع أمه عندما انتقلت إلى الرفيق الأعلى فودعها عن طريق الهاتف في آخر لحظاتها.

"ليتني أعود إلى الشجاعية"

تابع "يوسف" حديثه "ذهبت إلى دمشق في زيارة بعد 20 عاماً من البعد فأجلسني أمامه وبدأ يستمع إلى جميع أخبار الحي بشوق وأطلق بنبرة حزينة "ليتني أعود إلى الشجاعية وأجلس بين أهلي ثم بعدها أموت" وعندما قررت العودة إلى أرض الوطن كان في ذلك الوقت شهر رمضان المبارك، جلس يبكي بحرقة .

وعن مواقفه الإنسانية تابع "يوسف" حديثه رمضان صاحب القلب الطيب والرحيم بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 2014   بدأ يتفقد الأهل والجيران وأهالي الحي عموماً وعندما عَلِم عن بعض العائلات المتعففة التي هُدمت بيوتهم أرسل إليهم المعونة، وأضاف كان يستقبل أي زائر من القطاع ويعمل على خدمته ومساعدته.

وبالعودة إلى الذاكرة تحدث "يوسف" د. رمضان كان له غرفة خاصة من ألواح الصفيح حارةٌ في الصيف باردةٌ بالشتاء يجلس بها وقت طويل ليدرس مشروعه النضالي مع رفيق دربه الدكتور فتحي الشقاقي بعد عودته من مصر. 

كان خطيباَ زاهداً

وتابع "يوسف" حديثه كان خطيباَ زاهداً يخطب في مساجد غزة ويعمل على إحياء ليلة القدر في المسجد الأقصى التي تجمع الآلاف من المصلين، على الرغم من استدعائه إلى السجن في القدس وفي عام 1982م أحّيا سنة مهجورة فدعا إلى صلاة العيد في العراء فكان صاحب المبادرة الأولى بالقطاع.

وأضاف "يوسف" عمل د. رمضان محاضرًا في الجامعة الإسلامية ولم ينشغل عن مشروعه الجهادي ثم انتقل إلى بريطانيا لاستكمال مسيرته التعليمية وفور الانتهاء من الدراسة طلبت منه والدتي أن يتزوج فذهب إلى الكويت وتزوج ابنة خالتي ورزق منها أربع من الأولاد ، ثم ذهب إلى الولايات المتحدة الأمريكية  ليعمل محاضراً في جامعاتها، وسراً كان ناشطاً دعوياً إسلامياً جهادياً يدعوا للمشروع النضالي المسلح ضد الاحتلال الإسرائيلي، وفي صيف 1995م قرر رمضان العودة إلى فلسطين وأرسل زوجته وأبناءه إلى هنا لكن كل شيء تغير بعد اغتيال رفيق دربه الدكتور فتحي الشقاقي فاتخذ مجلس الشورى بالحركة قرارًا بانتخاب د.رمضان خليفة للشقاقي ومنذ ذلك الوقت حتى 2018 م بعد أن اشتد عليه المرض، عمل رمضان على  ترسيخ مبدأ الدكتور الشقاقي  الذي يتمثل في 3 كلمات " الإسلام ،فلسطين والجهاد" فنشط عمله على كافة ميادين القتال والمجالات  السياسية والاقتصادية.

 الرقم الصعب

وختم " يوسف حديثه " د. رمضان شلح ومن قبله د. فتحي الشقاقي ومن بعده الأخ زياد النخالة يسيرون على ذات الدرب والطريق ويعيدون بوصلة العالم نحو القدس فأصبحت حركة الجهاد الإسلامي تمثل أيقونة المقاومة الفلسطينية المشروعة ضد الاحتلال لتصبح الحركة الرقم الصعب الذي يلهث الاحتلال لكسره لكن هيهات هيهات لن نتخلى عن وصية الشهداء وسنواصل الطريق حتى تحرير آخر شبر من أرض فلسطين" 

رمضان شلح. أيقونة ستخلد في تاريخ القضية الفلسطينية

•       أيقونة وطنية ستخلد في قلوب الفلسطينيين كعاشق للقدس ومدافع عنها مؤمناً بأن الإسلام وفلسطين لا يفترقان وكان يردد أن من يريد أن يفصل بين الإسلام وفلسطين فعليه أن يحذف سورة الإسراء من القرآن الكريم

•       قائد مثقف حكيم وأستاذ الاقتصاد البارع وصاحب الكاريزما العالية، صفات اجتمعت به وجعلت له مكانة مميزة فلسطينيا وعربيا

•       خطيباً مفكراً، وقائداً سياسياً، يدرك أن الكلمة مسؤولية، فيقدم الحجة والدليل على خطاب المشاعر والعواطف

•       قائداَ وحدوياً آمن بوحدة هذا الشعب وكان ينبذ الانقسام والفرقة حيث أطلق عدة مبادرات لإنهاء الانقسام الفلسطيني بين حركتي "حماس" و"فتح" المتواصل منذ العام 2007

•       حدّد ركائز النهضة الإسلامية وأسسها وذلك يعني أن تحرير فلسطين والقضاء على المشروع الصهيوني فيها، باعتباره رأس حربة الهجمة الغربية على الأمة الإسلامية، وهو الشرط الموضوعي لتحقيق النهضة والريادة، مؤكداً

•       وأدرجته واشنطن، على قائمة "الشخصيات الإرهابية" عام 2003، وفي العام 2007 ضمته الإدارة الأمريكية لبرنامج "مكافآت من أجل العدالة" وعرضت مبلغ 5 ملايين دولار مقابل المساهمة في اعتقاله.

•       عام 2017 أدرجه مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي على قائمة المطلوبين.

ويوافق اليوم الثلاثاء السادس من حزيران الذكرى السنوية الثالثة لوفاة الأمين العام السابق لحركة الجهاد الاسلامي الدكتور رمضان عبد الله شلح عن عمر يناهز 62 عاما، بعد صراع طويل مع المرض.

 

 

كلمات دلالية