خبير يوضح.. كيف يمكن استغلال الاجازة الصيفية فيما يفيد الطلاب؟

الساعة 06:44 م|04 يونيو 2023

فلسطين اليوم- غزة

انتهى العام الدراسي هذا بما صاحبه من ظروف استثنائية عانى منها الطلبة في المراحل الدراسية المختلفة في قطاع غزة، وبعد أن تغلب أبنائنا الطلاب على مختلف الصعوبات التي رافقتهم خلال رحلتهم الدراسية، و اجتيازها بأقل الخسائر، تأتي الإجازة الصيفية، ونحن لا زلنا نعاني من ظروف اجتماعية ومعيشية صعبة في القطاع المحاصر، ما يضع عقبات جديدة في طريق توفير إجازة صيفية جيدة لأبنائنا الذين انهوا عاماً طويلاً من الجد والتعب.

وتعتبر الإجازة الصيفية فترة يجب أن يستغلها الطلبة بأفضل السبل لاستعادةً أنشطتهم الترفيهية وتوازنهم النفسي، بعد انتهاء ضغوط الدراسة والامتحانات، ولذلك فإننا في "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية". نحاول الإجابة على الكثير من تساؤلات الطلبة وذويهم، حول كيفية استغلال الاجازة، واغتنام هذه الفترة بأفضل ما يمكن.

وتباينت آراء الطلبة الذين تحدثنا الى عدد منهم، فمنهم من يرى أنه سيستغل الاجازة الصيفية في تعلم اللغة الإنجليزية، ومنهم من قال إنه سيشارك في أنشطة رياضية مثل كرة القدم، بينما قال آخرون بأنهم سينضمون الى المخيمات الصيفية التي تنظمها المؤسسات والأونروا في قطاع غزة.

الطفلة سجى حمد، 11 عاماً من جهتها قالت إنها ستذهب الى المسجد لتكمل حفظ أجزاء من القرآن الكريم.

ولفتت الى أنها انقطعت عن المسجد في أيام الدراسة، لذلك ستذهب لمراجعة ما حفظته سابقاً، و تكمل حفظ أجزاء أخرى.

أما الطفل ناجي عياد، 9 سنوات فقال إنه يقضي الاجازة الصيفية من خلال المشاركة في المخيمات الصيفية، والأنشطة التي يتم تنظيمها في منطقة سكنه، كمباريات كرة القدم.

بدوره قال عاطف أبو نصار، 45 عاماً، وهو أب لأربعة من الأبناء، الذين انهوا عامهم الدراسي: "إنه سيساعد ابناءه في اختيار الأنشطة التي سيقومون بها خلال الاجازة الصيفية، بحيث يتم استغلال الاجازة في أمور يمكن أن تنفعهم مستقبلاً".

ولفت الى أن ابناءه يختلف ميولهم عن بعضهم البعض، فلكل واحد منهم هواية تختلف عن هواية أخيه، لذلك سأساعدهم في تنمية وتطوير ميولتهم.

بدوره أكد الخبير في التنمية البشرية، د.مؤمن عبد الواحد على أهمية معرفة الأهل لاتجاهات أبنائهم نحو قضاء الإجازة الصيفية، وتوجيههم نحوها بالترغيب والتعزيز والقدوة والتشجيع.

ووفقاً للخبير عبد الواحد، ولكي يكون الكلام تطبيقيا نضرب مثالاً , بالرسم , فلو الأب قال أمام الضيوف :هذا رسم محمد وأثنى عليه الضيوف وتفاخر الأب به، ثم اشترى له علبة ألوان وكراسة رسم كمكافأة, فإنه بهذا يزرع اتجاها إيجابيا نحو الرسم ".

وأضاف: "بين ايدي ابنائنا ثلاثة شهور إن أحسنوا استغلالها، سيعود ذلك عليهم بفوائد جمة و لكن إن لم يحسنوا استغلالها فسيندمون على ذهابها".

ودعا عبد الواحد أولياء الأمور لتوظيف قدرات الطلاب، وحثهم وتشجيعهم على التوجه الى أماكن هم يحتاجونها، فمن يجيد كرة القدم نترك المساحة له، ومن يجيد السباحة، أن يذهب لتعلم السباحة، على أن لا نجبرهم على القيام بشيء في غير ميولهم، وفي نفس الوقت الأخذ بأيديهم لمعالجة نقاط الضعف الموجودة لديهم في الحياة العلمية، كاللغة الإنجليزية مثلا..

ورأى عبد الواحد أنه من المهم استغلال الاجازة في أشياء أكثر عمقا، وأكثر لزوماً في المستقبل، مثل قضايا الحاسوب و اللغة الانجليزية، لا سيما أن العالم يتجه نحو توجه مختلف، وأن نزرع في أبنائنا ان العمل الحر هو الخلاص من عبودية الوظيفة التي ليست هي المستقبل.

وأضاف: "شبابنا الخريجين لديهم قناعة ان الوظيفة لا مخرج غيرها، وهذه مصيبة، في ظل الواقع الذي نعيشه نحتاج ان نزرع في أولادنا ان يبدعوا ويصنعوا فرصة عمل بأيديهم، وألا ينتظروا ان يمن عليهم أحد، بل الاعتماد على امكانياتهم في مواجهة الواسطة و المحسوبية، لأن القدرات والامكانيات هي السيف الذي لا يستطيع أن ينافسهم عليها احد.

ودعا الدكتور عبد الواحد أولياء الأمور أن يتركوا أبنائهم يخوضون التجربة من خلال التطوع والعمل لاكتساب الخبرة، وليتعلموا كيف يأتي المال، والابتعاد عن الأمور النمطية في التفكير والتعاطي معهم.

كلمات دلالية