بعد عمليات إطلاق النار الأخيرة

جرأة عمليات المقاومة تدفع الاحتلال للتلويح مجدداً بعملية عسكرية واسعة شمال الضفة..!

الساعة 11:29 ص|03 يونيو 2023

فلسطين اليوم

مجدداً يلوحُ الاحتلال بخيار العملية العسكرية ضد منطقة شمال الضفة الغربية المحتلة، التي باتت تؤرق المؤسسة الأمنية للاحتلال، التي لا ترغب رؤية مشهد جثث جنوده القتلى التي تعود إليهم كل يوم من الضفة، في أعقاب عملية حرميش البطولية التي قتل فيها جندي من جيش الاحتلال مؤخراً.

أشكالُ المقاومة المتنوعة ضد جيش الاحتلال في الضفة المحتلة من تفجير لعبوات ناسفة كبيرة الحجم، وعمليات إطلاق نار تجاه سيارات المستوطنين من مسافات قريبة، وإطلاق النار على الحواجز، وإلقاء العبوات الناسفة، جعل جيش الاحتلال يُهدد بتنفيذ عملية عسكرية ضد منطقة شمال الضفة، بحسب العديد من المحللين.

المحلل السياسي، عدنان الصباح، اعتبر أن الاحتلال لا يمكن أن توقف مهمة تأمين وجوده أكثر من أي وقت مضى، في مواجهة حالة تصاعد المقاومة في الضفة المحتلة.

الاحتلال لا يرغب في انتشار المقاومة

واعتقد الصباح خلال حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن المقاومة الفلسطينية في الضفة تأخذ العديد من الأشكال وتشهد ارتفاعاً كبيراً في أعدادها في الآونة الأخيرة، مشيراً إلى أن الاحتلال لا يرغب في أن تصبح المقاومة حالة منتشرة في كل الأرض الفلسطينية .

وتوقع المحلل الصباح، بأن تكون مناورة "اللكمة القاضية" التي يجريها الاحتلال هي بمثابة تغطية لقرار اتخذه الاحتلال بشن عملية عسكرية على شمال الضفة الغربية المحتلة.

كما اعتقد بأن تكون العملية العسكرية التي تحدث عنها الاحتلال في شمال الضفة، هي قادمة وربما تكون "الليلة القادمة"، متسائلاً بقوله: "هل ستطال العملية شمال الضفة المحتلة، أم أنها ستكون أبعد من ذلك؟".

ورأى الصباح أن حكومة نتنياهو الفاشية تعاني من عدة أزمات وهي تزداد تعمقاً على خلفية الاحتجاجات المتواصلة من جمهور "المعارضة الإسرائيلية".

العمليات ستتواصل

وتوقع الصباح، أنه في حالة شن الاحتلال عملية عسكرية واسعة في الضفة الغربية فإن المقاومة في قطاع غزة لن تبقى صامتة.

وقال: "جيش الاحتلال يدرك بأنه حتى لو لم يقم بعمليته العسكرية في شمال الضفة المحتلة، فإنه سيواصل عملياته الإجرامية بحق الفلسطينيين واقتحام مدينتي جنين ونابلس".

وقدّر الصباح، بأن جيش الاحتلال سيقوم أولاً بفتح النار باتجاه الضفة المحتلة، وسيفتح النار أيضاً باتجاه لبنان، موضحاً أن هناك محاولات دولية لنزع فتيل ما يجري والاحتلال لن يقبل بهذه المحاولات.

انتقادات تطال الأجهزة الأمنية

من جانبه، رأى المختص في الشأن "الإسرائيلي"، أن تلويح الاحتلال بشن عملية عسكرية في شمال الضفة ليس جديداً وإنما جاء على خلفية الانتقادات التي وجهت لجيش الاحتلال، الذي يريد أن يظهر لقادة مستوطنيه أن لديه خيارات.

واعتقد منصور في حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن جيش الاحتلال لا يمتلك أي خيارات لمواجهة المقاومة في الضفة المحتلة، وأن المقاومة قادرة على مباغتته وإيقاع الأضرار والخسائر البشرية فيه.

الاحتلال يتخبط

وقال المختص: "كلما وسع جيش الاحتلال من عملياته في الضفة المحتلة، كلما زاد الحافز من المقاومة لتنفيذ عمليات ضده، مشيراً إلى أن ذلك يعكس تخبط جيش الاحتلال وفشله في مواجهة تطور المقاومة بالضفة.

وكانت كشفت صحيفة معاريف العبرية، أمس الجمعة، أن المؤسسة الأمنية تستعد لاحتمال توسيع نطاق عمليات الجيش الإسرائيلي المخطط لها "لتطهير" المسلحين الفلسطينيين في مناطق الضفة الغربية عقب تصاعد موجة العمليات الفلسطينية.

وقال المحلل العسكري لصحيفة العبرية، تال ليف رام: إن العملية الأخيرة التي وقعت هذا الأسبوع بالقرب من مستوطنة حرميش، والتي أسفرت عن مقتل "مئير تمري" برصاص مسلحين فلسطينيين أطلقوا النار على سيارته عبر سيارة مسرعة عند مدخل المستوطنة، إلى جانب عمليات أخرى وقعت مؤخرًا، توضح أن خطورة الوضع الأمني في الضفة الغربية وغور الأردن ليس موجة عمليات عابرة، ففي العام الماضي وحده قُتل 20 إسرائيليًا.

وتابع المحلل العسكري: "طالما استمر هذا الاتجاه في المستقبل القريب، فإن النظام الأمني يستعد لاحتمال حدوث خطوة كبيرة للغاية في حجم ونطاق عمليات الجيش الإسرائيلي المخطط لها. من المحتمل أن يكون الاختبار الميداني وعدد الإصابات في الجانب الإسرائيلي هي التي ستحدد ترتيب الأمور".

ويحتمل أن ينفذ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة في نابلس أو مخيم جنين - والتي، على الرغم من انتشار العمليات إلى مناطق أخرى، لا تزال هذه المناطق تعمل كمحرك رئيسي لتصاعد موجة العمليات. وقد تحدث العملية المحتملة في وقت واحد في عدة مناطق.

كلمات دلالية