"خوخ" غزة ينتصر على الاعتداءات "الإسرائيلية" والتغيرات المناخية

الساعة 09:44 م|02 يونيو 2023

فلسطين اليوم

يمُر موسم فاكهة الخوخ في قِطاع غزة بفترة انتعاش، تُعتبر الأفضل والأنجح مُنذ ما يزيد على خمس سنوات، من ‏حيث غزارة الإنتاج وكبر الثمار ومذاقها، بعد فترة معاناة عاشها قِطاع اللوزيات بفعل مُمارسات الاحتلال الإسرائيلي.

وعلى الرغم من عدم توقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الزراعية، إلا أن ثمة خطوات اتُّخِذت خلال السنوات الخمس الأخيرة، للعناية الجيدة بقِطاع اللوزيات عُموماً، وأشجار الخوخ على وجه التحديد، زادت من نِسب إنتاجه، وجودته.

ويواصل المزارعون جني المحاصيل الناضجة بأنواعها المختلفة، ‏من الأراضي المزروعة بفاكهة الخوخ، في مختلف محافظات قطاع غزة، وعلى وجه التحديد في المناطِق الشمالية والشرقية، للأسبوع الثالث على التوالي، حيث تُفرَز الثمار ‏حسب الحجم ثم تُنقَل إلى الأسواق.‏

التغلب على المُمارسات الإسرائيلية

ويُعتبر قِطاع اللوزيات وزراعة أشجار الخوخ من المحاصيل ذات القيمة الاقتصادية العالية، حيث تضُم ما يزيد على 500 مُزارع، يُعيلون نحو 2500 فرد، وتحظى الفواكه الصيفية ذات القيمة ‏الغذائية العالية، بالإقبال لدى المُستهلك الفلسطيني.

ويقول الناطق باسم وزارة الزراعة، أدهم البسيوني، إن موسم الخوخ يعيش حالة هي الأفضل مُنذ ما يزيد على خمسة أعوام، بفِعل التوسع في زراعتها خلال السنوات الماضية، وفق الأُسس والمعايير العلمية الصحيحة، وذلك بهدف التغلب على المُمارسات الإسرائيلية التي ساهمت بتأثر تلك الفاكهة لسنوات طويلة.

ويوضح البسيوني أن المساحة المزروعة من اللوزيات في القطاع تشكل ‏حوالى 2000 دونم زراعي، من بينها 900 دونم خوخ، وتُقَدّر المساحة المُثمرة منها بنحو ‏‏700 دونم، كذلك يُقدَّر الإنتاج السنوي من محصول الخوخ بنحو 2200 طن، من مُجمل إنتاج اللوزيات، الذي يُقدَّر بنحو 3500 طن، بزيادة في المساحات الزراعية وصلت إلى نحو 10%، فضلاً عن زيادة في الإنتاج تقدَّر بنحو 15% مُقارنة بالسنوات الماضية.

ويُبين أن الموسم الحالي حافَظ على استمرارية الإنتاج، على الرغم من قساوة الظروف المُناخية، غير المواتية لمعظم المحاصيل، من خلال اتباع سياسة حماية المُنتج المحلي، إذ أُوقف إدخال فاكهة الخوخ من بداية الموسم حتى نهايته.

زيادة المساحة المزروعة

ويلفت البسيوني إلى أن خطوات الوزارة غير مُرتبطة فقط بمحصول الخوخ، بل تأتي في إطار زيادة المساحة المزروعة في المحاصيل كافة، وتعزيز قدرات المزارعين للاستمرار في العملية الإنتاجية، وخصوصاً في ما يتعلق بمحاصيل اللوزيات التي تعرضت لتراجع كبير لسببين رئيسيين، يتعلق الأول بممارسات الاحتلال الإسرائيلي، والثاني بطبيعة الزراعة.

في الإطار، يُشير مُدير دائرة البستنة الشجرية في وزارة الزراعة في قِطاع غزة، محمد أبو عودة، إلى أن الخوخ ‏وعموم اللوزيات تعتبر من الأشجار الواعدة التي جرى التوسع في زراعتها خلال ‏السنوات الماضية، مبيناً أن تربة مناطق القطاع مناسبة لزراعة مختلف أنواع ‏اللوزيات، وخصوصاً الخوخ.‏

ويُبين أبو عودة، أن الموسم الجيد جاء بعد جُملة من الأسباب والتحديات التي كانت تؤثر سلباً في البستنة عموماً، وأشجار الخوخ تحديداً، وفي مُقدمتها الاعتداءات الإسرائيلية، خصوصاً أن تلك الأشجار تُزرع في المناطق الشمالية، والشرقية، وهي المناطق التي تفصِل قِطاع غزة عن الأراضي المُحتلة عام 1948.

اقتصاد الناس

غزة تُحصي خسائر 5 أيام من جرائم الاحتلال

وتتعرض هذه الأراضي بشكل متواصل للتجريف خلال أي تصعيد أو اجتياح حدودي، علاوة على قصفها خلال الحروب والتصعيدات العسكرية، ما ساهم بانحسار المساحات المزروعة، وعدم تمكين المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، والعناية بها بالشكل المطلوب، وقد ساهم تكرار عمليات التجريف في تغيير طبيعة تلك المناطق وجُغرافيتها، وأثّر في جدواها الزراعية.

وتُعتبر محدودية الأراضي الزراعية من العوامل التي أدت كذلك إلى تأثّر المواسم السابقة، وفق حديث أبو عودة، إذ تُعتبر نسبة كبيرة من أراضي قِطاع غزة موبوءة بأمراض التُّربة، بفعل استمرار استخدامها على مدار المواسم، نظراً لمحدوديتها، دون مراعاة الدورة الزراعية، أو التعقيم الشمسي، ما يُصيبها بضعف عام بسبب استنزاف العناصر الغذائية فيها، إلى جانب المسببات المرضية، حيث تُعتبر شجرة الخوخ غير مُعَمَّرة، وتنعكس حالتها الصحية على حالتها الإنتاجية.

إنتاج وفير

أما رئيس قسم البستنة الشجرية في مديرية زراعة شمال قِطاع غزة، رائد أبو زعيتر، فيشير في حديث مع "العربي الجديد" إلى أنّ الاعتماد في السابق كان على ثلاثة أصول في زراعة المحصول، هي "النيماغارد"، و"الموربيلان"، و"اللوز المُر"، وتطعيمها بأصناف "العوديت"، و"التيكساس"، و"بوز العجل"، و"1270"، و"السويلنج"، و"الموك"، و"الفيرموزا"، وهي أصناف موجودة ومتوافرة، وقد جُلبَت أصول جديدة، هي "هينسون"، وGF، وتُعتبر أصولاً مقاوِمة للأمراض الفطرية، إلى جانب أنها مُعمرة وإنتاجها وافر، وقد أثبتت نجاحها.

ويُبين أبو زعيتر أن زراعة الخوخ في منطقة شَمال القِطاع منذ عامين إلى ثلاثة أعوام، كانت لا تتعدى 150 دونماً، وتراوح في الوقت الحالي بين 380-400 دونم.

ويتضمن مشروع "تخضير فلسطين" حصة لقطاع اللوزيات، حيث وُجِّه المزارعون لزيادة الرقعة الزراعية، كذلك اتُّفِق مع مؤسسة عامِلة في المجال الزراعي على تشجيع عملية إحلال الوارِدات عبر بِناء أربعة "بيوت أمهات" تختص بإنتاج أصناف الشتول الصغيرة، بدلاً من استيرادها، ما سيساهم في الاستثمار والتوسع في قِطاع اللوزيات عموماً، وأشجار الخوخ خصوصاً.

تقرير: العربي الجديد

كلمات دلالية