واشنطن تبدي استعدادها لإجراء محادثات مع روسيا والصين بشأن الاسلحة الننوية

الساعة 08:42 م|02 يونيو 2023

فلسطين اليوم

عرض مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جايك سوليفان، تفاصيل الاستراتيجية الأميركية بشأن الأسلحة النووية، اليوم الجمعة، مشيرا إلى "حقبة جديدة تتطلب استراتيجيات جديدة"، مع تأكيد الرغبة في الحوار مع روسيا والصين.

وقال مستشار الرئيس جو بايدن، إن الولايات المتحدة، مستعدة للالتزام بالقيود المفروضة على عدد الرؤوس الحربية النووية، التي نصت عليها اتفاقية "نيو ستارت" (ستارت الجديدة)، للحد من انتشار الأسلحة النووية التي وقعتها مع موسكو، "طالما أن روسيا تفعل الشيء نفسه".

وعلّقت روسيا مشاركتها في هذه المعاهدة، وهي آخر اتفاقية ثنائية من نوعها تربط بين الخصمين السابقين في الحرب الباردة، وينتهي العمل بها في عام 2026، لكن الولايات المتحدة أبدت استعدادها لأن تبحث مع روسيا، ما سيحدث بعد ذلك التاريخ.

وقال سوليفان إن أي مناقشة بشأن التزامات عدم الانتشار النووي، بعد انتهاء صلاحية معاهدة "نيو ستارت"، يجب أن تأخذ في الاعتبار تطوير ترسانة الصين.

وأكد أنه على الرغم من التوتر الشديد بين القوتين العظميين، فإن الإدارة الأميركية مستعدة لمناقشة الحد من الانتشار النووي "بدون شروط مسبقة" مع الصين، مشيرا مع ذلك إلى أن بكين "لم تظهر إرادة" للقيام بذلك حتى الآن.

وكرر شعار إدارة بايدن بشأن العلاقات مع الصين، وهو أنه لا ينبغي أن يتصاعد "التنافس" ليتحول إلى "نزاع".

ورفضت الصين مؤخرا، دعوة الولايات المتحدة، لعقد اجتماع بين وزيري دفاع البلدين.

ويقدر معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (Sipri) أن الصين تمتلك ترسانة تضم 350 رأسًا نووية - فيما تمتلك روسيا 4477 رأسًا والولايات المتحدة 3708. لكن واشنطن تتوقع ان تمتلك بكين 1500 رأس نووية بحلول عام 2035.

وأكد سوليفان أن الصين لم تُبدِ حتى الآن رغبة في التواصل مع الولايات المتحدة، بشأن "حجم" ترسانتها النووية أو سياستها في هذا الشأن. ولكنه قال إن واشنطن لا تنوي مع ذلك الشروع في سباق تسلح.

وقال إن الولايات المتحدة تعمل على "تحديث" ترسانتها النووية، لكنها "لا تحتاج إلى زيادتها"، وهدفها ليس تجاوز عدد الرؤوس الحربية التي يمتلكها منافسوها.

وفي ما يتعلق بالردع النووي، قال سوليفان إن إستراتيجية واشنطن، ليست امتلاك "أكثر بل أفضل".

كما دعا إلى تعميق الحوار متعدد الأطراف، بين القوى النووية الخمس وهم الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة: الولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا.

وقال على سبيل المثال، إنه سيكون من المنطقي اعتماد نظام للتحذير المتبادل داخل هذه المجموعة، بشأن إطلاق الصواريخ.

وقال: "إنها خطوة صغيرة من شأنها أن تقلل من مخاطر سوء التفسير في أوقات الأزمات".

وناقش جايك سوليفان كذلك التهديدات التي تمثلها كوريا الشمالية، والبرنامج النووي الإيراني.

وفي كانون الثاني/ يناير 2022، وفي إجماع نادر، وقعت الدول الخمس دائمة العضوية، بيانًا مشتركًا يعلن أنه "لا يمكن الانتصار في حرب نووية"، وهو ما دأبت موسكو وواشنطن على تأكيده خلال الحرب الباردة.

وبعد فترة وجيزة، شنت روسيا حربا في أوكرانيا، وأثارت لاحقًا إمكان استخدام الأسلحة النووية في هذا النزاع.

"نزع السلاح النووي رهن بالصين"

وفي سياق ذي صلة، قال مسؤول في تصريحات أدلى بها لصحافيين، قبل الخطاب الذي ألقاه سوليفان حول نزع السلاح النووي: "سنكون مستعدين لاحترام القيود والمشاركة في نظام للحد من التسلح بعد عام 2026، لكن المتغير الرئيسي سيكون طبيعة مبادلاتنا مع الصين حتى ذلك الحين".

ووفقًا للمسؤول الكبير الذي لم تورد وكالة "فرانس برس" اسمه، فإن الولايات المتحدة ما زالت تتبع روسيا، التي علقت مشاركتها في معاهدة "نيو ستارت" لنزع السلاح النووي، وهي الاتفاقية الثنائية الأخيرة من نوعها التي تربط بين البلدين وينتهي العمل بها في 2026.

وأكد المصدر أن الولايات المتحدة "منفتحة" على حوار "غير مشروط" مع موسكو حول مسألة التسلح النووي، موضحا أن الأميركيين يسعون دائما للحصول من الروس على "مستوى معين من المعاملة بالمثل".

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أمس الخمي، عن "إجراءات مضادة" ردا على قرار روسيا تعليق مشاركتها في المعاهدة. لذلك ستقيد الولايات المتحدة تقاسم المعلومات مع روسيا بشأن ترسانتها النووية.

وفي ما يتعلق بالمسائل النووية كما هي الحال بالنسبة لبقية نشاطها الدبلوماسي، تركز الولايات المتحدة في المقام الأول على الصين التي تطور ترسانتها بسرعة، كما ذكر المسؤول الكبير.

وشدد على أن "حجم ترسانتها وطبيعة قوتها والتطورات الأخرى في سياستها ستؤثر على موقفنا في المستقبل".

وسيكون لذلك تداعيات على تموضع روسيا الذي بدوره سينعكس على فرنسا وبريطانيا، مؤكدا ان "كل شيء مترابط للغاية".

وأكد أن إدارة بايدن على الرغم من افتراضها منطق التنافس مع الصين أشارت لبكين إلى "استعدادها" و"اهتمامها" بالنقاشات المتعلقة بالتسلح النووي.

والعلاقات متوترة جدا بين القوتين العظميين رغم آمال "التحسن" التي أعرب عنها مؤخرًا، بايدن.

 

 

كلمات دلالية