تحاكي حرباً متعددة الجبهات

"إسـرائيل" تستعد بالنيران خشية المفاجأة !

الساعة 12:36 م|30 مايو 2023

فلسطين اليوم

مناورة ضخمة يُجريها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" وتحاكي حرباً متعددة الجبهات قد تندلع في أي لحظة، وتأتي بعد أيام على مناورة "حزب الله" التي أظهر فيها جهوزيةً واستعداداً كبيرين، بل أكثر من ذلك من خلال مشاهد الاقتحام للحدود وتفجير الجدار وأسر الجنود.

إذا ما نظرنا بعين فاحصة لهذه المناورة وحيثياتها فسنجد لها العديد من الأهداف، فما هي أهداف هذه المناورة اذا؟ ولماذا تُجري في هذا التوقيت؟ وهل لها علاقة بالتطورات التي حصلت في المنطقة مؤخراً؟

المختص في الشأن الصهيوني، أيمن الرفاتي، رأى أن المناورة التي يُجريها جيش الاحتلال تأتي في إطار ترابط الجبهات بين قوى محور المقاومة في المنطقة في مواجهة الاحتلال، وهو قد تدرب على ذلك منذ وقت.

جاء ذلك في أعقاب إعلان جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، مساء أمس الاثنين، عن انطلاق مناورات عسكرية مشتركة لـ "هيئة الأركان" التابعة له تحت اسم "اللكمة القاضية". منوهًا إلى أنها ستستمر لقرابة الـ 14 يومًا.

وقال الرفاتي في تصريحات خاصة لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "لأول مرة في رمضان الماضي شهدت وحدة الجبهات والساحات تطبيقاً عملياً لهذا الأمر وأُطلقت الصواريخ من لبنان وغزة وسوريا في وقت واحد".

الاحتلال لا يقدِر على تعدد الجبهات

واعتقد أنه ليس بإمكان الاحتلال التعامل مع سيناريو تعدد الجبهات وليس له القدرة للتعامل معه، مبيناً أنه لم يستطع أيضاً أن يردع أطراف محور المقاومة وتحديداً حزب الله والمقاومة الفلسطينية.

ورأى الرفاتي، أن "حزب الله" بات لديه تغيير في العقيدة القتالية، موضحاً أن هذا التغيير دفع الاحتلال الصهيوني للذهاب للمبادرة والقيام بعمل هجومي.

واعتبر المختص في الشأن "الإسرائيلي"، أن الأسلحة التي يمتلكها الاحتلال لم تعد قادرة على ردع المقاومة اللبنانية التي باتت تمتلك أسلحة استراتيجية قادرة على التأثير على "الجبهة الداخلية" الصهيونية من خلال كثافة الصواريخ في حال اندلاع مواجهة، وامتلاك حزب الله للصواريخ الدقيقة التي يمكنها ضرب أهداف مهمة في "إسرائيل" بما في ذلك المطارات العسكرية؛ ما سيؤثر على سلاح الطيران الذي يعتمد عليه الاحتلال.

رسائل لمحور المقاومة

وأشار إلى أن الاحتلال من خلال هذه التدريبات يُريد إيصال رسالة لـ"محور المقاومة" و"حزب الله" بأنه يستطيع أن يحول هذه التهديدات إلى عمل عسكري يمكن من خلاله أن يردع حزب الله، لكي لا يقوم بعمل مبادر ضد كيان الاحتلال في الفترة المقبلة.

واعتقد الرفاتي، أن نتنياهو يريد من هذه المناورة أن يستفيد مما حصل في معركة "ثأر الأحرار" التي خاضتها حركة الجهاد الإسلامي والمقاومة مع الاحتلال، بعد التجاهل الأمريكي لها نتيجة هذا العدوان، من خلال إيصال رسالة لأمريكا بإمكانية شن عمليات هجومية ضد بعض الأطراف في المنطقة.

عملية هجومية

ولم يستبعد أن يقوم الاحتلال بعملية هجومة مباغتة خلال الفترة القادمة في محاولة من نتنياهو للهروب من الوضع الداخلي السيء، منبهاً لأن أي عمل مبادر لن يتم التعامل معه كما حصل في المعركة الأخيرة وخصوصاً في حال طال هذا العمل "حزب الله".

من جانبه، اتفق الخبير في الشأن العسكري والاستراتيجي، د. محمود العجرمي، مع سابقه بأن كيان الاحتلال خلال العامين الماضيين أقام مناورات عسكرية تحاكي حرباً على عدة جبهات.

وقال العجرمي: "إقامة الاحتلال للمناورات متعددة الجبهات جاء نتيجة تولّد القناعات لديه بأن هناك خطراً جدياً بدأ يطرق الأبواب؛ نتيجة تطور قدرات المقاومة وعلى جميع الجبهات، كون طرق الإمداد مفتوحة من طهران إلى بغداد إلى دمشق إلى بيروت إلى فلسطين وفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة.

الاحتلال قد يرتكب حماقة

واعتقد أن مناورات "حزب الله" مؤخراُ والتي حاكت الدخول إلى "الجليل الأعلى" واقتحام المستوطنات وتفجير الجدار وأسر الجنود، مبيناً أن الاحتلال في ضوء هذه الحقائق والتطورات يعيش في وضع غير مريح.

وقدّر العجرمي بأنه في ضوء هذه التطورات قد يلجأ الاحتلال إلى ارتكاب حماقة، وتساءل متى وكيف يتم ذلك؟، موضحاً أن هذا الأمر موضوع على جدول حكومة كيان الاحتلال الأكثر تطرفاً وفاشية.

هروب من وحدة الجبهات

وأشار إلى أن العدو الصهيوني لا يريد أن يقاتل على أكثر من جبهة في آن واحد، وهو لا يستطيع اليوم التحكم بكيفية تحرك جبهات المقاومة في المنطقة، معتقداً بأن هناك تنسيقاً جدياً وتعاوناً واضحاً ومشتركاً بين جبهات المقاومة، وما يؤكد ذلك ما حصل خلال رمضان الماضي حينما أُطلقت الصواريخ من لبنان وسوريا وقطاع غزة والعمليات من الضفة المحتلة.

ورأى العجرمي، أن غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة في غزة يوازيها غرفة عمليات لمحور المقاومة، موضحاً أن التبكير بهذه المناورات من قبل الاحتلال جاء مباشرة بعد عملية "مجدو" شمال فلسطين المحتلة والتي علق عليها العديد من قادة الاحتلال بقولهم: "علينا أن نستعد لحرب على عدة جبهات".

تصدير نتنياهو لأزمته

كما اعتقد الخبير العسكري، بأن هذه المناورة تأتي رغبة من نتنياهو الذي يسعى دوماً لتصدير أزمته الداخلية مع المعارضة وملاحقته بقضايا الفساد لخارج حدود فلسطين المحتلة.

وأوضح العجرمي، أن من يُدير هذه المناورة التي تستمر لمدة أسبوعين هي "الجبهة الداخلية"، معتقداً بأن المناورة تحاكي بأن هناك هجوماً ضد كيان الاحتلال وكيف سيتم الرد على هذا الهجوم، ونقل المعارك إلى خارج فلسطين المحتلة إلى جبهات أخرى "لبنان".

ولفت، إلى وجود هوس وقلق جدي يجتاح كيان الاحتلال من احتمال اندلاع مواجهة متعددة الجبهات، موضحاً وجود انقسامات حقيقية في تركيبات المستوطنين في داخل فلسطين المحتلة.

وبيّن العجرمي، أن حالة القلق تتعزز داخل الجبهة الداخلية الصهيونية، في ظل وجود الضفة المُشتعلة، وغزة المقاومة، وحزب الله الذي يقول العدو الصهيوني أنه يمتلك ربع مليون صاروخ بعيارات ورؤس مختلفة ومنها الدقيقة وتغطي مساحة الكيان بأكمله، إيران التي تقترب من صنع القنبلة النووية بحسب مزاعم الاحتلال، مشيراً إلى أن كل هذه الأمور تعزز المأزق الداخلي "الإسرائيلي"

جدير ذكره أنه تسود حالة من الخوف والقلق لدى الاحتلال الصهيوني من احتمالية اندلاع مواجهة متعددة الساحات والجبهات؛ في أعقاب مناورة حزب الله التي أُجريت مؤخراً، والرشقات الصاروخية التي أطلقت باتجاه كيان الاحتلال من لبنان وسوريا وغزة خلال شهر رمضان الماضي.

كلمات دلالية