التهجير الصامت

بالصور هكذا أجبرت "إسرائيل" ومستوطنوها سكان تجمع بدوي "عين سامية" على الرحيل!

الساعة 08:56 ص|30 مايو 2023

فلسطين اليوم

في الطريق إلى حيث انتقل بدو تجمع عين سامية بعد إجبارهم على الرحيل بعد تصاعد اعتداءات المستوطنين بحماية جيش الاحتلال، صادفنا مجموعة من رعاة الأغنام في خيمة وإلى جانبهم صهريج مياه متنقل، كانوا 4 من المستوطنين الشباب يرتدون ملابس البدو ويرافقوا قطيع من المواشي.

ليس في هذا المكان فقط بل في كل المناطق المصنفة (جيم) والتي تسعى "إسرائيل" لضمها من خلال إطلاق يد المستوطنين على السكان، يحاول المستوطنين العيش حياة البدو الفلسطينيين للسيطرة على المكان من خلال ما بات يعرف بالاستيطان الرعوي.

ولعل هذا النوع من الاستيطان هو ما أجبر 200 من البدو على هجرة المكان و التفرق في مناطق أخرى:" كنا قادرين على صد الاعتداءات، ولكن مع الوقت زادت مع حماية كاملة من جيش الاحتلال" قال محمد حسين كعابنة  مختار التجمع عين سامية،  وتابع:" وصل بهم الأمر لحرق واقتحام خيامنا وسرقة مواشينا".

جمع بدوي عين سامية1.jpg
 

وأكملت عائلات التجمع يوم الخميس الفائت ( 25 أيار/ مايو) الرحيل من موقعها بالقرب من عين سامية، وتفرقت 37 عائلة ما بين منطقة المغير التي رحل إليها المختار وأبنائه وأحفاده وهم قرابة 12 عائلة، بينما تفرقت العائلات الأخرى في كل من منطقة الطيبة شرق رام الله والنويعمة القريبة من أريحا.

أصولها إلى عشيرة الكعابنة

وكانت هذه العائلات، والتي تعود أصولها إلى عشيرة الكعابنة التي هجرت في العام 1948 من النقب الفلسطيني المحتل، قد انتقلت للمكان قبل 40 عاما بعد سلسلة عمليات تهجير قسري من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. يقول المختار: "بعد خروجنا من النقب استقرت العشيرة في العوجا القريبة من أريحا، بقينا حتى العام 1969 عندما أجبرتنا إسرائيل بعد احتلال الضفة على الرحيل".

الرحيل هذه المرة أيضا كان إجباريا حيث أنذرتهم قوات الاحتلال حينها على الرحيل خلال ساعات، بحجة مساعدتهم لمنفذي العمليات المتسللين عبر الحدود الأردنية واخفائهم آثارهم. ومن العوجا إلى منطقة المعرجات، بين رام الله وأريحا، هجرت العشيرة هذه المرة.

تغير مكان الإقامة

في المعرجات لم تطول  إقامة العائلات قبل أن تداهم قوات الاحتلال من جديد خيامهم وتجمعهم في مركباتهم مع مواشيهم وتلقي بهم في عين سامية ، ليس هذا فقط فقد تفاجأ الأهالي بتغير مكان الإقامة في بطاقاتهم الشخصية إلى محافظة رام الله.

ومنذ ذلك الحين وحتى الأن استقر السكان المنطقة وعاشوا فيها بالرغم من تضيقات الاحتلال على حركتهم، وهو ما أجبر عدد منهم خلال سنوات السابقة على الرحيل إلى مناطق أخرى وخاصة العائلات التي كانت تسعى لإدخال أبنائها في مدارس مما قلل عدد العائلات من 50 عائلة إلى 37 عائلة.

جمع بدوي عين سامية4.jpg
 

ولم يكن الرحيل الأخير سهلا على العائلات وأطفالهم الذين ولد معظمهم وكبر في هذه المنطقة، فقد خاضت العائلات في السابق  معارك قانونية طوال العشر سنوات الأخيرة، ضد قرارات الهدم لمنازلهم ومدرستهم الوحيدة التي بنيت للصفوف الأساسية من الصفيح، بحجة أنها تقع ضمن تصنيف ج.

التهديد الأكبر للتجمع كان بعد إقامة أربع بؤر رعوية على التلال المحيطة به وتنظيم المستوطنين حملات مركزة من الملاحقة والتهديد وتقليص مساحات الرعي، كان آخرها السطو

خطة الاحتلال منذ سنوات طويلة

في وضح النهار، بمشاركة قوة من شرطة وجيش الاحتلال على 40 رأس غنم، ادعى أحد المستعمرين أنها مسروقة منه.

ورغم فشل المحاولات الرسمية لترحيل التجمع بإصدار ما يسمى الإدارة المدنية للاحتلال، أوامر هدم للمنشآت التي يقيمون بها، وقدرتهم على الصمود رغم ذلك، إلا أن التهديدات حياتهم وأملاكهم وحرية أبنائهم اضطرهم للرحيل.

خنق السكان وإجبارهم على الرحيل هي خطة الاحتلال منذ سنوات طويلة، وهي خلق  ظروف تجبرهم على الرحيل، كما يقول منسق الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان   جمال جمعة، فبعد أوسلو بدأ الاحتلال بالعمل على قتل أي عملية تنمية في  هذه المناطق ومنع أي أحد من البناء في هذه التجمعات.

وفي العام 97 بدأت عمليات هدم مساكن البدو ومنعهم من البناء و التوسع، كما حدث مع تجمع عين سامية، يتابع جمعة:" هناك تجنيد لكل إمكانيات السلطات الإسرائيلية من الإدارة المدنية والجيش للتضييق على السكان، ومن جهة أخرى إطلاق يد المستوطنين".

التجمعات البدوية في خطر

وبحسب جمعة فإن هذه السياسية ليست بالجديدة بل بدأت قبل 20 عاما، وبشكل بطيء وممنهج لكن في المرحلة الأخيرة زادت حتى بدأ المواطنين يشعروا بأنهم غير آمنين على أنفسهم ولا على أبنائهم.

جمع بدوي عين سامية3.jpg
 

وهذا لا ينطبق فقط على التجمعات البدوية ولكن في كل القرى المهدد بالاستيطان مثل حواره وبورين وعصيرة، كما يقول جمعة.

ما تحدث عنه جمعة جعل مغادرة السكان أمر صعب على نفوسهم، فكما يقول المختار حسين "هذه الأرض غالية علينا"، ولكن ما جبرهم هو تركهم بلا حماية ولا مساندة من أي جهة حكومية أو أهلية.

وحتى بعد رحيلهم، لا يجد أهالي التجمع الأمان فهم يعرفون جيدا إن الهدف الذي تسعى إليه سلطات الاحتلال الإسرائيلي هو ترحيل كل التجمعات من كل مناطق تواجدهم، كما يقول المختار حسين وكل سكان التجمع الذي بات كل همهم الأمان على حياتهم وحياة أطفالهم.

جمع بدوي عين سامية1.jpg
جمع بدوي عين سامية2.jpg
جمع بدوي عين سامية3.jpg
جمع بدوي عين سامية6.jpg
جمع بدوي عين سامية4.jpg
 

كلمات دلالية