رفاق الغربة والبعد …أطفال الـروح والجسد الواحد غادروا دون إذن !

الساعة 08:52 ص|29 مايو 2023

فلسطين اليوم

" روحٌ واحدة، قلبٌ واحد، مدرسةٌ واحدة، بيتٌ واحد حتى الفكر عندهم كان واحد وكأنهم جسد واحد لا فرق بين أبنائي وميار وعلي… " بهذه الكلمات وصفت زوجة الأسير المحرر المبعد إلى قطاع غزة كفاح العارضة الصديق المقرب إلى الشهيد طارق عزالدين العلاقة الوطيدة بين أطفالها والشهداء ميار وعلي .

وأضافت أم مصطفى " خلال كلمات خطتها على صفحتها على الفيس بوك "ميار، مصطفى كنان، علي، ومحمد، مهجة القلب والروح ،هم من جعلوا  لحياتنا معنى، لطقوسنا لعيدنا لفرحنا ولرحلاتنا، "كل تفاصيل الحياة لا تخلوا منهم ولا من تدخلهم أو الإشارة لنا برأيهم، كيف لا وكل شيء نفعله لأجلهم".

وتابعت أم مصطفى " بكل التفاصيل أتذكر طفلة قلبي البهية ميار، شبيهة طفلي المصطفى فصفاتهم وأفكارهم واحدة، لا أتذكر خلال العشر سنوات التي عاشوها بكل تفاصيلها أنهم تشاجرا، دائمًا كنت أهمس في أذن أم محمد عن مدى التوافق بينهم، وندعو لهم بالحفظ وأن يجملهم الله بالحكمة."

 وذكرت أم مصطفى " كبرت ميار أمام أعيننا، ترعرعت مع أطفالي حيث يفصل باب بيتنا عن بيت ميار ما يقارب 3 أمتار."

اطفال كفاح عارضة وابناء الشهيد.jpg

فقد الأصدقاء

ميار "11 عاماً" لم تكن طفلة عادية، كانت صبية حكيمة بتصرفاتها، محبة للحياة .

أينما حلت نثرت عبيرها، كيف لا وهي فراشة قلبنا فاكهتنا وأميرتنا التي زينت حياتنا.

وتابعت أم مصطفى  حديثها  "لا أنسى كلماتها التي ترددها دائمًا على مسمعي يا خالتو جيبيلي بنت والله ياخالتو مش رح أخليكي  تتعبي فيها،  بنتك يا خالتو رح تكون صاحبتي وحبيبتي ولا رح تشعري بيها."

كانت ميار كأي طفلة دائماً تهتم بتفاصيلها الصغيرة وتردد خالتو "سارة" شوفي عملت شعري فيري ،خالتو سارة اشتريت بنطلون جينز مثل الصبايا"

أما علي(8أعوام)  الصديق الصدوق لكنان ومحمد ومصطفى رفيق دربهم لا يحلو لهم لعب الكرة إلا سويًا،  تقارب السن مع كنان الذي يكبره بأسبوعين فقط كان له الدور الأكبر في تعاضدهم كانوا سندًا يشدون بعضهم بعضًا، أشداء أقوياء رحماء بينهم.

لا تفارقني ضحكاتهم وحتى همساتهم في تحديد موعد خروجهم والتقائهم للعب معًا، كانوا يستغلون أية فرصة حتى يروا بعضهم فيها ليلعبوا، فقد كان مصطفى ومياريقودون المركب بهم، يتنافسوا بصنع الصواريخ الورقية ولعب البلابل والجمباز.  وهذا مصطفى وكنان ومحمد يا علي اشتروا كل الألعاب التي كنت تحبها وأسمعهم يرددون فيما بينهم "هاي اللعبة علي كان يحبها".

 

اطفال الطفولة.jpg

 ووجهت أم مصطفى كلماتها إلى "ميار وعلي" لا تعلموا حجم الفقد الذي تركتموه في قلب توأم روحكم.

وختمت أم مصطفى حديثها  بعبارة رددوها أبنائي منذ ساعات  "يا ماما ميار وعلي أكثر ناس محظوظين بالدنيا راحو شهداء" داعية الله أن يربط الله على قلبي وقلب زوجي وأطفالي فمصابنا جلل والحمد لله رب العالمين.

الكلمات والذكريات تأتي ألماً على استشهاد الطفلين ميار وعلي عز الدين أنباء الشهيد طارق عز الدين المبعد من الضفة منذ سنوات والذي رافقهم رحلة الغربة في قطاع غزة ، وخاصة أن كفاح عارضة و وطارق عز الدين أُبعدا إلى قطاع غزة جراء صفقة تبادل مع الاحتلال .

وكان الاحتلال قد اقترف جريمة بشعة في التاسع من مايو أدت لاستشهاد الأطفال في جريمة بشعة وهم نيام في حضن عائلاتهم " وكأن صيداً ثميناً قد نجح الاحتلال في اغتياله .

اطفال كفاح عارضة وابناء الشهيد.jpg
ابناء الشهيد واطفال عارضة.jpg
اطفال الطفولة.jpg
شهداء.jpg
اصدقاء الطفولة ..ابناء الشهيد العارضة.jpg
 

 

 

 

كلمات دلالية