خبر الدكتور الهندي لأهالي الضفة: لا تستنسخوا تجربة غزة المريرة مهما كانت المبررات

الساعة 08:53 ص|03 يونيو 2009

فلسطين اليوم : غزة

دعا الدكتور محمد الهندي، القيادي بحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، جماهير شعبنا الفلسطيني في الضفة المحتلة، وأهالي محافظة قلقيلية على وجه الخصوص بعدم استنساخ تجربة غزة المريرة مهما كانت المبررات، في إشارةٍ واضحة إلى عدم تكرار مشاهد الاقتتال التي شهدتها محافظات القطاع خلال العام 2006م.

جاءت دعوة الدكتور الهندي في كلمةٍ استعرضت آخر المستجدات على الساحة الداخلية وعبّر فيها عن موقف حركته إزاءها، خلال المهرجان الفني الكبير "فلسطين بين واقع الانهيار وحتمية الانتصار"، الذي نظمته حركة الجهاد الإسلامي في قاعة مركز رشاد الشوا بغزة في ذكرى سقوط فلسطين واغتصاب مدينة القدس الـ 32 .

وقال القيادي في الجهاد: نلتقي اليوم في ذكرى سقوط القدس في ذكرى النكبة الثانية ولازالت القدس ضائعة ولا زال شعبنا يعيش النكبة ونكبتنا تتجدد لأن البعض يعيش النكبة في روحه وفي عقله.. نكبتنا بالقيادة السياسية وطابور المنتفعين الذين لا يؤمنون بالشعب ولا يؤمنون بالمقاومة ورهانهم الوحيد على هذا العدو المجرم".

 

وأضاف: القدس تضيع والمستوطنات تتكاثر والأرض تسرق وخيارهم الاستراتيجي هو هذا السلام _ الوهم_ خيارهم الاستراتيجي ملاحقة المقاومة والالتزام بالاتفاقيات الموقعة التي لم يبق منها سوى تتبع المقاومة وملاحقتها (..)قبل أيام قليلة كان يوما حزينا على شعبنا سقط فيه ستة ضحايا لسياسة التنسيق الأمني في قلقيلية منهم شهيدان قادة في القسام. ولم يكلف أحد نفسه بالاعتذار لشعبنا الصابر، بالتحقيق في هذه الجريمة، بل سمعنا تصريحات خطيرة توحي بالإصرار أن هذا المسلسل مستمرُ وسمعنا أصواتا تتحدث عن السلاح الشرعي وعن ضبط الأمن.. أي أمن هذا؟ هل هو أمن إسرائيل ؟ وأي سلاح شرعي هو الذي يعمل تحت حراسة العدو ووفق توجيهاته ؟ أين كان هذا السلاح عندما تعرض شعبنا للاعتداءات المتكررة من المستوطنين ؟ ومن الذي أعطاه هذه الشرعية؟".

 

واعتبر القيادي الهندي أن وظيفة أي قيادة محترمة هي الدفاع عن شعبها وحمايته وتعزيز وحدته لا حماية أمن أعدائه "ومن حقنا أن نتساءل: هل هناك عنوان لسيادة فعلية على الأرض الفلسطينية أو على المصير الفلسطيني تبرر الحديث عن الشرعية أو تبرر تصرفات السلطة؟ لماذا التنسيق الأمني وملاحقة المجاهدين ؟ لماذا القتال وعلى ماذا ؟ هل هناك مشروع سياسي ؟ هل توقف الاستيطان؟ هل توقف الجدار ؟ هل توقف تهويد القدس ؟ هل هناك عملية سلام؟ كل ما هنالك أنكم دخلتم إلى عملية ابتزاز طويلة ومعقدة وإسرائيل تطالب بالمزيد ليس مقابل إعادة فتات الحقوق ولكن في عملية إدارة الصراع وإثبات الشراكة".

 

وقال: غداً يأتي الرئيس أوباما إلى مصر ليوجه خطابه – الذي يتضمن خطته للسلام- للأمة العربية غداً يعلن الرئيس أوباما أنه مع حل الدولتين ويطالب العرب بالتطبيع مع إسرائيل، غداً نعود مره أخرى ندور في نفس الدائرة التي خبرناها من قبل الإيحاء بمسار سياسي في فلسطين والحشد لمعركة أخرى في مكان آخر هذه المرة اسمها معركة ردع إيران.وعلى الأرض تواصل إسرائيل سياسة تهويد القدس وبناء المستوطنات وتقول لأمريكا لا وقف للاستيطان. فماذا يقول العرب ؟ هل يكتفون بالمناشدة لقبول مبادرتهم؟".

 

وتساءل د. الهندي: أين هي الأرض التي ستقوم عليها الدولة الفلسطينية؟ ماذا عن اللاجئين ؟ماذا عن القدس ؟ماذا عن مئات الأنفاق والكنس التي تبنى تحت الأقصى وفي محيطة وعشرات آلاف الدونمات التي تصادر من حوله؟".

 

وأردف بالقول: أمام هذه المؤامرات المتجددة وأمام غياب أي موقف عربي صائب ومن أجل فلسطين ومن أجل القدس التي تضيع وتهود ومن أجل الأقصى الذي تهدد أساساته بالأنفاق. نقول لأبناء شعبنا حافظوا على عهد الأسرى ووصايا الشهداء ولا تستمعوا للقلوب المتحجرة التي لا تشعر بالمعاناة الفلسطينية ولا ترى حاجة شعبنا الصابر إلى الوحدة والتوافق الموجه أساساً لحقن الدم وتمتين الساحة الداخلية لمواجهة الاحتلال والمؤامرات".

 

ووجه القيادي في الجهاد الإسلامي رسالة إلى أهالي قلقيلية والضفة الغربية: إلى أهلنا في قلقيلية وفي الضفة الشامخة من غزة نقول لكم لا تذهبوا إلى هذا الانحراف، فهذا ما يريده لكم العدو تماماً أن تنشغلوا ببعضكم فيما هو يصادر أرضكم ويبني مكانها المستوطنات، إن ما حدث في قلقيلية هو تماماً ما حدث في غزة وأوصلنا إلى الاقتتال والانقسام. إذا أصبح الدم رخيصاً إلى درجة أن يقتل الأخ أخاه فهل يمكن لأحد أن يتصور كيف يمكن أن تؤول إليه الأوضاع في الضفة ؟ إذا كانت حماس حسمت في غزة فكم غزة يمكن أن تنتشر في محافظات الضفة ؟ محظور على أي كان أن يستخف بآلام شعبنا وتضحياته مهما كانت المبررات.لا تستمعوا لكل الشعارات التي ترفع باسم الشرعية والسلاح الشرعي والاتفاقات الموقعة فلا شرعية لأحد في ظل الاحتلال ولا سلاح شرعي سوى السلاح الذي يدافع عن الشعب.لا تورثوا الأحقاد للعائلات والبيوت والأفراد. لا تكونوا حقل تجارب للآخرين ولا تستنسخوا تجربة غزة مهما كانت المبررات".

 

وختم القيادي الهندي بالقول: مهما كانت الأسباب وأي كانت النتائج في أي صراع داخلي فالويل للمهزوم والويل للمنتصر. في ذكرى ضياع القدس ندعو إلى استعادة الوحدة الفلسطينية على أساس الحفاظ على الثوابت، حماية الشعب والمقاومة، ووقف الشراكة الأمنية والسياسية مع العدو.