الأسبوع القادم مصيري

قرار مصيري الأسبوع القادم قد يضع 200 ألف مواطن من فقراء فلسطين في خطر

الساعة 10:59 ص|25 مايو 2023

فلسطين اليوم

في غزة الأزمات الاقتصادية والمعيشية تتوالد وتتراكم مع مرور الوقت، إذ بدأت منذ 17 عاماً تزامناً مع فرض الحصار "الإسرائيلي" وتشديد الخناق على القطاع، تلاها تجميد صرف مخصصات الشؤون الاجتماعية لأشهر طويلة، أو تلقي الدفعات بالقطّارة، وصولاً إمكانية توقف برنامج الغذاء العالمي للمساعدات النقدية عن 200 ألف فلسطيني الأسبوع المقبل، ما سيفاقم وضع أهالي قطاع غزة جراء الفقر الذي يُعانون منه.

فئة الفقراء أكثر الشرائح تضرراً، ‏فهم بلا عمل أو دخل منذ سنوات عدة، بسبب عدم قدرة الشركات والمصانع على استيعابهم في ظل توقف بعضها أصلاً بسبب الوضع الاقتصادي المتردي في القطاع، ومع تلك الظروف يبقى العامل الغزي الآن لا دخل أو مساعدات.

ما زاد الطين بلّة هو نيّة برنامج الغذاء العالمي وقف المساعدات النقدية والغذائية عن آلاف الفلسطينيين الأسبوع المقبل، أثار غضب واستنكار عشرات الآلاف من أهالي قطاع غزة الذين يعتمدون على تلك المساعدات لسد رمق أبنائهم، مطالبين بإيجاد حل سريع لإنقاذهم من الأزمة المنتظرة.

تفاقم الأزمة

أبو أشرف مواطن من مدينة غزة، يستفيد من مساعدات برنامج الغذاء العالمي، عبّر عن حزنه لنية برنامج الغذاء العالمي وقف مساعداته لأهالي القطاع؛ لأنّها الجهة الوحيدة المُعينة له، نتيجة تعطله عن العمل منذ سنوات، وبات لا بدخل يُذكر من حينها.

الستيني أبو أشرف الذي يُعيل أسرة مكونة من 6 أفراد يقول إنه شعر بالصدمة من قرار وقف المساعدات الغذائية، فهو كان يستفيد منها شهريا بقيمة 252 شيكلاً شهريا، ويقوم بشراء مستلزمات بيته واحتياجاته الأساسية، لكنه الآن سيكون غير قادر على توفير أدنى المتطلبات الأساسية لأفراد أسرته، معرباً عن أمنيته أن تتراجع الجهة المعنية عن قرارها.

حالة أبو أشرف ليست فريدة، بل هناك آلاف الأسر في قطاع غزة تقطعت بهم سبل الحياة، وبات الفقر يُلازمهم، ويعتمدون على المساعدات التي تقدم لهم من أجل العيش، إلا إن معظمها توقف أو تجمد بحجج نقص التمويل.

حال السبعيني أبو تحسين محمد، يتطابق مع الحالة السابقة، إذ إنه سيُعاني من أزمة في توفير مصدر دخل جديد، تنفيذ قرار وقف قسيمته الشرائية التي كان يتوجه كل مطلع شهر لاستلامها من إحدى المحال التجارية في منطقته بحي الزيتون، بعد أن تصله رسالة عبر هاتفه النقال من مندوب برنامج الغذاء العالمي.

أبو تحسين الذي لا يستطيع العمل نظراً لتقدمه في العمر، بات يتساءل بحرقة عن سبب توقف المساعدات الغذائية التي تُقدم له مطلع كل شهر، خاصة وأنها تُساعده في تزويد بيته بالنواقص الأساسية، وبدونها لن يتمكن من شراء تلك الاحتياجات، خاصة أنه لا مصدر دخل آخر له.

ودعا إلى إيجاد حل سريع وفوري، حتى يتم انقا آلاف الأسر المشابهة لحالته من العوز، خاصة في ظل انتشار البطالة وتفشيها في قطاع غزة.

وزارة التنمية توضح

المتحدث باسم وزارة التنمية الاجتماعية في قطاع غزة عزيزة الكحلوت، قالت إن نحو 8000 مستفيد مُدرجين على برنامج التنمية الاجتماعية تم ابلاغهم بوقف المساعدات عنهم بدءاً من شهر يونيو القادم، مشيراً إلى أن هناك جهود كبيرة تُبذل لإيقاف القرار، لكن حتى اللحظة لا معلومات عن ذلك.

وعن خطط وزارة التنمية لتعويض المتضررين من القرار، أشارت الكحلوت في تصريح خاص لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إلى أن التفاصيل ستتضح مطلع شهر يونيو القادم، وبعدها تُقرر الوزارة عما ستفعله.

وقال تور وينسلاند منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، أمس الأربعاء: إن برنامج الغذاء العالمي سيوقف المساعدات النقدية عن آلاف الفلسطينيين الأسبوع المقبل.

وأضاف وينسلاند:" إنني منزعج بشكل خاص من أزمة التمويل التي تواجه وكالات الأمم المتحدة التي تدعم الخدمات الأساسية والدعم الاجتماعي، بما في ذلك المساعدات الغذائية الطارئة للفلسطينيين".

 

كلمات دلالية