من رسومات زاهية إلى شواهد على القبور ..أحلام دانية وإيمان تحت الركام!

الساعة 10:15 ص|25 مايو 2023

فلسطين اليوم

تعلو الضحكات وتتوزع الابتسامات داخل الغرفة، وسط تخطيط الأختين دانية وإيمان لمستقبلهن القادم.. تُطلق الأولى بعض كلماتها "سأصبح أجمل عروس بعد شهرين من الآن وسأعمل في بنك بعد تخرجي وإلى حينها سأفتح مشروعي الخاص برفقة شريك العمر".. لترد عليها الثانية "أما أنا سأصبح أشهر  دكتورة أسنان في غزة، ولن أترك الرسم سأقيم بين الفينة والأخرى معارضاً فنية تجمع كل لوحاتي".

صاحبت هذه الأحلام دعوات الأختين أن يحقق الله أحلامهن، سحبت "إيمان" دبدوبها المفضل إلى أحضانها كما تفعل كل ليلة وهمست لأختها هيا إلى النوم سأذهب مبكراً إلى المدرسة"، ساعات قليلة حوّلت هذه الأحلام من ألوانها الزاهية إلى رمادية تلونها بقع دماء قانية دُفنت تحت ركام الغرفة.

الشهيد عدس.jpg
 

تفاصيل الحدث

فجر التاسع من شهر مايو الجاري، حملت معه فاجعة الفقد المروّع بعدما غدرت الطائرات الحربية الإسرائيلية بالبيوت الآمنة وكان بيت دانية وإيمان واحداً منها.

" للوهلة الأولى حسبتها يوم القيامة" تروي أم حمزة والدة دانية وإيمان لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" اللحظات الأولى من القصف الغادر لمنزلها " لم أسمع صوت قصف، استيقظتُ على صوت الجيران ورأيت بيتي مُهدم وقف عقلي عن التفكير حسبت يومنا هذا يوم القيامة جريت مسرعةً إلى الصلاة توقفت مستدركة الأمر لم أتوضأ.

تابعت أم حمزة حديثها " صوت ابني الصغير يما وينك يخرج من وسط الركام بصعوبةٍ بالغة استجمعت قواي وضممته إلى صدري مستذكرة بناتي أين دانية وإيمان !! الكهرباء مقطوعة وطيف ضوء يخرج من كشاف الهاتف، غبار يملأُ المنزل ونصفه مُسح عن بكرة أبيه لم أر سوا الحجارة المتناثرة وقفت مذهولة أمام غرفة بناتي لا يوجد غرفة تحوّلت إلى كومة ركام !!!"

أضافت أم حمزة " أنين القلب يُنذر بفقد محتم " زهرات البيت وفاكهته تحت الركام، زوجي والجيران

 

يبحثون عن دانية وإيمان وتتعالى أصوات التكبير لتجيب عن حال ابنتي دانية "شهيدة" ملفوفة بغطائها محمولة على الأكتاف أما عن إيمان يصرخ جارنا في نفس في نفس ليسرعوا إلى سيارة الإسعاف لكن قلب الأم يجيب عن حالة إيمان "شهيدة".

أحلامٌ دُفنت تحت الركام

لوحات خشبية خطتها أنامل إيمان ذات السبعة عشر ربيعاً  وأدوات الرسم التي ادخرت مصروفها حتى تقتنيها ودبدوب صغير تحتفظ به جميعها أحلام طفلة حُكم عليها بالإعدام من قبل احتلال مجرم

دانية ذات العشرين ربيعا متفوقة في دراستها تحصد أعلى العلامات في تخصصها المحاسبة للسنة الثانية على التوالي دائماً تطمح أن تعمل داخل بنك وستزف إلى عريسها بتفاصيل عرسها التي  رسمتها دانية دائماً بأحلامها.

أضافت أم حمزة  إيمان تحلُم أن تصبح طبيبة أسنان إلى جانب ممارسة هوايتها في الرسم والنحت حصلت على المركز الأول في مسابقة الرسم التي نظمتها مدرستها ، جمعت مصروفها لتشتري أدوات رسم وتعمل مشغولات يدوية جميلة"

رسومات 2.jpg
رسومات 3.jpg
رسومات 4.jpg
 

تختم والدة الشهيدتين قوله: "والله صعب عليا أودع اثنتين من أحب بناتي على قلبي، وبدلاً من تسليم ابنتي ليد عريسها دفنتها في قبرها"

وارتقى خلال العدوان الصهيوني الذي استمر لخمسة أيام 34 شهيداً، من بينهم 6 أطفال و3 نساء، وأكثر من 147 شخصًا آخرين أصيبوا بجروح. وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، فيما دمرت مئات المنازل بصواريخها المدمرة، واستهدفت تجمعات سكنية كبيرة.

 

رسومات 1.jpg
 

 

 

كلمات دلالية