عائلة الشهيد الغنام وصية حفرت في الذاكرة ...وأمنية تحققت !

الساعة 11:14 ص|22 مايو 2023

فلسطين اليوم

"أبي أحن مخلوق في الدنيا وأكثر إنسان عنده حسن ظن بالله دوماً...وبالناس جميعاً، كل الصفات والكلمات لن تكفي لوصف جهاد الغنام...بهذه الكلمات وصفت حنين ابنة الشهيد جهاد الغنام والدها القائد في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.

وتابعت حنين "عايشت طفولتي مع إصابة والدي وبتر قدميه، فلم يستطع ملاعبتي وأنا طفلة كثيراً لذلك اصطحبني برفقته خلال السفر على لبنان ليعوض حنانه لي"..

وتدخلت نوال ابنة الشهيد بالحديث " كان والدي يتفقدنا دائماً ويتصل ويتمتم بكلمات الرضا لأبنائه جميعهم ويستودعهم عند الله، في آخر زيارة لبيت أهلي دعانا الوالد لوجبة الغداء ولم يكتفِ بذلك بل جلس لإطعام بناته وأولاده وأحفاده بيديه.

اللحظات الأخيرة

كان الشيخ هادئاً وقوراً صواماً قواماً ناصحاً لأهله متمنياً الشهادة، لتضيف نوال عن آخر لحظاته: "أبي يعاني من مرض السكر، لكنه صام رمضان وأتبعهم بالستة أيام البيض من شهر شوال ولم يكتفِ بذلك، بل اعتاد على صوم الاثنين والخميس من كل أسبوع"

"تحدثنا معه ليتوقف عن الصيام والاهتمام بصحته خشية عليه من غيبوبة السكر، فأجابهم الشيخ "يا بابا مش مطولة خلينا نستغل كل وقتنا بالتقرب إلى الله".

تدخلت بالحديث زوجة ابن الشهيد "في آخر أيامه كان يشاهد ذكرياته مع رفاقه الشهداء بهاء أبو العطا، وخالد منصور، وتيسير الجعبري"، يتمعن في مشاهد الجنازات في الحشود الزاحفة المشيعة للجثمان ليصمت طويلاً ثم يُحدثنا "نفسي أرى جنازتي وأشاهد الحشود التي تحملني على أكتافهم، نفسي أسمع أنشودة رثائي "

وأضافت حنين: "حقق الله كل أمنيات والدي، دائماً كان يردد داعياً الله أن يصطفيه شهيداً بصحبة والدتي".

تفاصيل الحدث

"صوت قصف مدوي قريب جداً...وغبار يملأُ المكان وأصوات زجاج تتحطم فوق رأسي..ما الذي يحدث هل أنا بكابوس ؟!!!! "

هكذا روت حنين ابنة الشهيد جهاد الغنام تفاصيل ما حدث لقصف منزل والدها المجاور لمنزلها " جريت مسرعةً إلى شرفة المنزل لأتفقد منزل والدي الذي يقع بجوار منزلي  أكذب نفسي إنه كابوس كابوس !!

"سيارات الإسعاف والإنقاذ أسرعوا للمكان، وجمع غفير من الجيران يحيطون بالمكان، وحجارة متناثرة هنا وهناك، التفتتُ إلى الوراء، فكانت الغرفة متهاوية زجاج وحجارة بالمكان.. تفقدت أبنائي كلهم بخير".. كان ذلك خلال دقائق

تابعت حنين: "التقطت هاتفي لأتصل بزوجي الذي وصل إلى المستشفى مع سيارات الإسعاف "أبي استشهد؟؟!! فأجاب اذكري الله لا نريد الحديث على الهاتف فسألته عن والدتي أمي استشهدت معه؟ فأجاب ليخفف عني هول اللحظات الصادمة "بخير" فسألته عن إخواني فأجاب الجميع بخير.  

تضيف حنين:" لم أتمالك نفسي فقلبي يخبرني أن الحدث كبير، جاء ابن عمي فقال أعظم الله أجرك في والدك ووالدتك، هذه اللحظات الأولى نزلت كالصاعقة على قلبي فتمتمت بكلمات الحمد الذي أوصانا أبي بها  أن نصبر ونحتسب".  

جموع غفيرة حاشدة أمام منزلنا تستعد لتشييع أبي إلى مثواه الأخير، كم كان أبي ينتظر هذا اليوم بشوق!!!

جهاد شاكر الغنام  "62 عاماً" ولد في مدينة رفح  لعائلة مجاهدة، قاوم الاحتلال في سن مبكر، فتم مطاردته وإبعاده خارج فلسطين.
تولى الشهيد غنام مسؤولية قيادة المنطقة الجنوبية في سرايا القدس ومؤخراً كُلف بمسؤولية أمانة سر المجلس العسكري لسرايا القدس، وعام 2001 تعرض لإصابة خطيرة فقد خلالها قدميه وجزء من يديه، وتعرض منزله للقصف عدة مرات خلال المعارك والجولات القتالية السابقة.

شارك في معارك الثورة الفلسطينية في بيروت وغيرها، وانضم لحركة الجهاد الإسلامي أواخر الثمانينات حيث التقى الشهيد فتحي الشقاقي،ومن أبرز التكليفات التي شارك فيها الشهيد القائد فقد شارك في تدريب مجاهدي الحركة في السودان وبيروت، شارك في تأسيس سرايا القدس، وشارك في تدريب المجاهدين داخل القطاع، وإطلاق قذائف الهاون وصد الاجتياحات واستهداف الآليات الصهيونية وقد أشرف برفقه قادة آخرين على عدد من العمليات الاستشهادية التي أوجعت الاحتلال،أشرف الشهيد الغنام على إمداد المقاومة بالسلاح النوعي في قطاع غزة، وأشرف على تجنيد خلايا عسكرية في الضفة المحتلة شنت عدة عمليات ضد الاحتلال مؤخراً.

نجا غنام سابقًا من أكثر من 5 محاولات اغتيال كان أخطرها عام ٢٠١٤.

يُشار إلى أن الاحتلال شن ضربات جوية غادرة ضد قطاع غزة فجر الثلاثاء 9/مايو /2023، ما أسفر عن استشهاد ثلة من قادة سرايا القدس  جهاد الغنام- خليل البهتيني-طارق عزالدين.

 

كلمات دلالية