بالصور شلال رأس العوجا.. معركة البقاء لا تزال مستمرة

الساعة 01:45 م|21 مايو 2023

فلسطين اليوم

في منطقة رأس العوجا يعيش سامر سلامة الخرابشة وعائلته في حرب دائمة مع قوات الاحتلال التي تداهم تجمعهم السكاني باستمرار للهدم ومصادرة المواشي والأغنام، والمستوطنين الذين باتوا يحيطون بمنازلهم من كل اتجاه، "بتنا لا نأمن على أنفسنا ولا على أطفالنا".

يتابع سامر أنه بالرغم من أن اعتداءات الاحتلال على التجمع  ليست بالجديدة، فقد بدأت منذ احتلال الأغوار في العام 1967، إلا أن التصعيد الكبير كان خلال السنوات الخمس الأخيرة، وتحديداً بعد إعلان بنيامين نتانياهو رئيس حكومة الاحتلال بدعم من الرئيس الأمريكي، خطته لضم كامل منطقة الأغوار.

يسكن سامر في منطقة مرتفعة على إحدى التلال هو وأشقائه ووالدته وعائلاتهم، حوالي 22 شخصاً، وهو ما جعلهم أكثر عرضة لاعتداءات المستوطنين في هذه الأيام الذين يحاولوا السيطرة على المنطقة وبناء المستوطنات.

يقول سامر:" يعتبر شلال رأس العوجا من أكبر التجمعات السكانية في منطقة الأغوار، فكثير من البدو تمركز تواجدهم في المنطقة بسبب ينابيع المياه المنتشرة فيها".

هجر أهالي شلالات العوجا من بئر السبع في العام 1948، ومنذ ذلك الحين وحتى الأن يعيش الأهالي هجرة مستمرة يحاول فيها الاحتلال تهجيرهم من أماكن تواجدهم من خلال إجراءات ضم متواصلة، كان آخرها شق طريق استيطاني جديد من أراضيها.

يقول سامر:" الاعتداءات الأكبر علينا من المستوطنين في منظمة حماة التلال الاستيطانية الذين قاموا بشق طريق من المستوطنة تمر عبر هذه الأراضي وهذا يعني مزيد من الانتهاكات اليومية".

تابع:" نعيش في خوف دائم على عائلاتنا وأبنائنا،  نحن نواجه الاحتلال الذي يضيق علينا من خلال منع البناء و السيطرة على مصادر المياه والرعي، والمستوطنين الذين يمارسون كل أشكال العربدة و العنف ضدنا".

وعلى مدار السنوات الأخيرة، أصبحت المخططات الصهيونية أكثر وضوحاً بشأن هذه التجمعات و هي محاولات الطرد المباشر من المنطقة، تطبيقا لمخططات الضم الصهيونية منطقة الغور بالكامل، والتي تشكل 31% من مساحة الضفة الغربية المحتلة.

يشير سامر إلى كل المباني والتي هي عبارة عن خيام منصوبة أو أعمدة مسقوفة بالزينكو، قائلا:" كل هذه المباني معرضة للهدم"، ويتابع: "حتى سياسية الهدم تغيرت لديهم، فهم يقتحمون المجمع ويقومون بالهدم مباشرة بلا أوامر هدم سابقة، ثم يصادرونها كل شئ ويسلموا صاحب البيت ورقة أنه في حال استرداد المصادرات عليه  التوجه إلى الإدارة المدينة ودفع غرامة مالية تكون أكثر من قيمة المصادرات".

تحدث سامر، وهو يشير إلى أطفاله الذين كانوا حوله خلال حديثنا معه، عن انعدام الخدمات الصحية في المنطقة فالاحتلال يمنع بناء المراكز الصحية: "إذا مرض أحد الأطفال نحتاج إلى نقله إلى مدينة أريحا وهي رحلة خطرة للغاية" يقول.

وما يزيد من صعوبة الحياة في المنطقة هو عدم تمكن الأهالي من الاستفادة من ينابيع المياه الموجودة، حيث يقومون  بشراء المياه للشرب أو للحياة اليومية  من منطقة أريحا والذي يكلف مبالغ مالية باهظة على السكان.

الباحث المتخصص في قضايا الأغوار والبيئة حمزة زبيدات يقول إن الاحتلال يحاول تسويق رواية مشوهة عن منطقة الأغوار بأنها صحراء قاحلة وأن ما يقوم به من استيطان هو  ما  أعاد الحياة إليها، ولكن تاريخ منطقة رأس العوجا تحديداً، يظهر زيف كذبه.

فالمنطقة تعتبر من أخصب المناطق الزراعية تاريخا، فهي تحتوي على أكبر مخزون مياه في الضفة الغربية، مما جعلها سلة فلسطين الغذائية.

ويتابع زبيدات: بعد احتلال منطقة الغور في العام 1948 بدأت "إسرائيل" ببناء المستوطنات معظمها زراعية، سيطر خلالها على كل مصادر المياه وأجبر السكان ومن بينهم أهالي العوجا على العيش حياة صعبة للغاية.

وبحسب زبيدات فإن الخطورة الأن من نمط بناء المستوطنات الجديد، إذ لم يعد المستوطنين بحاجة إمكانيات مالية كبيرة حتى يقوموا ببناء المستوطنات، فهم يبدأون ببناء المستوطنات على غرار الحياة البدوية التي يعيشها السكان، ثم يتوسعوا ويسيطروا على كامل المنطقة.

راس العةجا.jpg
راس العةجا2.jpg
راس العوجا.jpg
راس العوجا 3.jpg
 

كلمات دلالية