مسؤولون "إسرائيليون" بالقاهرة سرًّا لإفشال العلاقات الإيرانيّة المصريّة

الساعة 03:29 م|19 مايو 2023

فلسطين اليوم

وصفت المستشرقة "الإسرائيليّة" سمدار بيري، عودة العلاقات بين إيران ومصر بالعلاقات الخطيرة، وعبّرت، نقلاً عن مصادرها في تل أبيب، عن حالة قلق وانزعاج بالكيان من إمكانية عودة العلاقات بين إيران ومصر، الأمر الذي قد يؤثّر سلبًا على علاقات القاهرة مع دولة الاحتلال، لافتةً في ذات الوقت إلى أنّ إسرائيل لن تسمح بعودةٍ كاملةٍ للعلاقات بين الدولتين.  

وشدّدّت المستشرقة في مقالٍ نشرته بصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة على أنّ طهران تضغط وتتزلف من أجل استئناف العلاقات مع مصر، وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان: “يوجد لنا مصلحة خاصة لإعادة صيغة العلاقات بيننا“.  

وتابعت أنّه وفقًا لرواية وزير الخارجية، فقد “فتحت قناة المحادثات بين طهران والقاهرة في آذار (مارس) الماضي في العراق، وهي مستمرة باتجاه استئناف العلاقات“.  

بيري، المعروفة بعلاقاتها المُتشعبة مع صُنّاع القرار في الكيان، أوضحت أنّه “من المهم الانتباه إلى التوقيت، بعد لحظة من الإعلان عن وقف النار مع (الجهاد الإسلامي)، يعلن عبد اللهيان وبعده عضوا البرلمان والمسؤول عن العلاقات الدولية في طهران، يظهر هذا كم هي إيران معنية وتنكب على استئناف العلاقات مع مصر، ولمن نسي، يُذكِّرون في نفس الوقت باستئناف العلاقات مع السعودية، أيْ أنّ السيسي ملزم بأنْ يسير في أعقاب ولي العهد السعودي الذي عين سفيرًا إلى طهران، وبعد قليل ستبعث طهران بممثل دبلوماسي إلى الرياض“، كما زعمت.  

علاوة على ما جاء أعلاه، أشارت المُستشرقة إلى أنّ “العلاقات بين مصر وإيران جمدت فور اغتيال الرئيس المصري أنور السادات، دون المشاركة في الألعاب الدبلوماسية، اتهمت مصر إيران بالضلوع في عملية التصفية، التي تمّت بالبث الحي والمباشر، خلال مسيرة عسكرية كبرى، والسادات في نهاية أيامه، منح الشاه الإيراني المنفي محمد رضا بهلوي رعاية محترمة في القاهرة، وعندما توفي دفن في القاهرة باحتفال أثار غضب النظام الحاكم في طهران، وفي ردٍّ لم تنتعش مصر منه حتى الآن، أعلنت إيران عن تسمية شارع مركزي في طهران على اسم خالد الإسلامبولي، قاتل السادات، وكل جهود مصر من أجل إلغاء اسم الشارع ردت بفظاظة، ومؤخرًا فقط، بعد قرابة 50 سنة، أزالوا يافطة الشارع لأجل الاستعداد لاتصالات رسمية مع القاهرة“، طبقًا لأقوالها.  

وشدّدّت المستشرقة في سياق تحليلها على أنّ “وزير الخارجية الإيراني الذي يتصدر حملة التزلف يتحدث عن إرادة وتصميم من أجل استئناف كامل، وقريب جدًا، للعلاقات مع مصر، بسبب مكانتها المركزية في الوطن العربيّ، لكن مصر لا ترد، وهنا وهناك نحن نسمع في التقارير عن استقلالية مصر في اتخاذ القرارات، وعن عدم وجود قرار نهائي في موضوع العلاقات مع إيران“، كما نقلت عن مصادرها في تل أبيب.  

وذكرت أيضًا أنّه “من الواضح أنّ علاقات كاملة من شأنها أنْ تؤدي إلى تدخلات من جانب طهران في الشؤون الداخلية الحساسة لمصر وفي علاقاتها الخارجية، وكذا – وهذا لا يقل أهمية – عرقلة صيغة العلاقات مع إسرائيل، مضيفة أنّه “من الواضح للسيسي ولرئيس المخابرات المصري، أنّ إسرائيل لا تعتزم المرور مرور الكرام على استئناف كامل للعلاقات مع طهران“.  

وبحسب السيناريو الإيراني، تابعت المستشرقة، “تتركّز الجهود الرئيسية الآن على الإعلان عن تبادل السفارات، وبعدها يخطط للقاء بين وزيريْ خارجية الدولتيْن، ولحظة النهاية تأتي في لقاء بين الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والمصري السيسي“.  

ونوهت بيري أنّ “مصر صامتة، في الوقت الذي يصفها فيه وزير الخارجية الإيراني بـ (الدولة الشقيقة والصديقة الغالية)، ويطلق وعودًا لمساعدة الاقتصاد المصري مع استئناف العلاقات“.  

ونقلت بيري عن مصدرٍ رسميٍّ رفيعٍ في القاهرة، قوله إنّ “إسرائيليين يواصلون الوصول سرًا لتوضيح سبب وجوب وقف هذه الخطوة“، مُضيفةً أنّه يوم الاثنين أعلن مصدر مصريُّ رسميٌّ كبيرٌ أنّ “مصر بحاجة لمزيد من الوقت”، فهو بحسب بيري “من جهة ردّ الحماسة والانبطاح، الاستثنائي بالتأكيد، من جانب إيران، ومن جانب آخر لم يقل إذا كانت العلاقات ستُستأنف وفي أيّ ظروف، أوْ أنّه ليس على الإطلاق كلّ شيءٍ مفتوحًا”، طبقًا لمزاعم المستشرقة الإسرائيليّة.  

يُشار في هذا السياق إلى أنّ المساعي الإسرائيليّة بدعمٍ أمريكيٍّ للجم ما يُسّمى بـ “التمركز” و “التمدد” الإيرانييْن في الشرق الأوسط باءت بالفشل الذريع، والدليل الأكبر على ذلك، إعادة العلاقات بين المملكة العربيّة السعوديّة والجمهوريّة الإسلاميّة في إيران.  

كلمات دلالية