سجّل في لوحة الغياب ولم يقدم الامتحانات...العذر الشهادة!!

فلسطين اليوم

ذهب طلاب مدرسة المعاهد الأزهرية غير مصدقين، يريدون أن يكتمل يومهم بلقاء صديقهم يزن، فالطالب الذي يحضر يومياً قبل غيره للطابور الصباحي قد تأخر !

ربما هو قادمٌ بعد قليل، ولكنه لم يأتِ ولا مفر...إنها حقيقة الفقد قد وقعت!

 فقد استشهد الطالب المتفوق يزن عليان الذي يدرس في الصف الحادي عشر.

جلس " يزن السيقلي " الصديق المقرب  للشهيد يزن يترقب دخوله ليجلس في مقعده، ولكن يزن لم يأتِ.

صدّق الحقيقة التي عرفها منذ أيام بأن صديقه وصاحبه استشهد، فانهمرت دموعه باكياً مقهوراً فقد تعاهدا أن يمضيا معاً فكيف  يمضي الآن وحده، وفقا لكلمات السيقلي.

تلك أوجاع لم يتوقعها الفتيان الأبرياء ولم تكن جزءًا من خططهم التي رسموها سوياً ، إلا إنها فلسطين ، إلا إنها بلاد النكبة المستمرة، والأحزان الدفينة عاماً بعد عام.

من فتى حالم متفوق يخطط لدراسة  الهندسة إلى ضحية من ضحايا العدوان الإسرائيلي، فأي الذنوب كانت على عاتقه وأي الأثمان كان عليه دفعها مبكراً ؟

يزن المجتهد، تشهد له جدران وساحة المعهد الأزهري، خلوقاً محباً متميزاً لا يتوانى عن تقديم الهدايا ونشر الإيجابية بين أقرانه، ويلجأ له أصدقائه في مسائل الفقه فأي مكانة يحمل في قلبه وأي علم تمكن منه باجتهاده ودراسته...

يشهد له كل أساتذته بالخُلق الحسن والمستوى المتميز فقد حاز في فصله الأول على معدل 95% ، وكان قد حصل على علامات تامة في الفصل الثاني ومضى في استكمال اختباراته النهائية إلا أنه قد استشهد قبل أن يُكمل الفصل .

سالت دماؤه الزكية ليكتمل له البهاء، فالمجتهد المحبوب الخلوق المتميز لاقَ به أن يمضي شهيداً إلى الفردوس الأعلى إن شاء الله .

الدكتور علي رشيد النجار عميد المعاهد الأزهرية في فلسطين قال في تعليقه على الموقف: "غيابه غاية في الصعوبة والمعاهد الأزهرية قدمت أحد أبنائها".

وقال النجار: الطالب عليان من الطلاب المتفوقين  وتقديره امتياز وقد تمكن الفصل الماضي من إغلاق درجاته كاملة وتمكن من الحصول على معدل 95% .

تابع : نعزي انفسنا بفقدان الشهيد المجتهد الذي راح ضحية العدوان الإسرائيلي على غزة .

ومن جانبه قال مدير معهد غزة الأستاذ: محمد الزق الطالب يزن حصل على أكثر من 95% وهو متفوق ،  الهيئة الإدارية والتدريسية وطلبة المعاهد نتشرف أن يكون من أروقة معاهدنا شهداء.

ووجه رسالة للطلبة قائلاً:" عليكم بالرسالة التي أولاكم الله بها، تحملون التعليم الأزهري الوسطي حيث تعلمون الناس دينهم.

وتابع : أقول لكم سنكمل الامتحانات لأننا أصحاب إرادة ونحن أصحاب قضية وهذه البلاد محمية، رحم الله الشهيد وأسكنه فسيح جناته .