بالصور عائلة بنات: تفاصيل 40 دقيقة رعب  

فلسطين اليوم

بين الموت والحياة لحظات لا يعرف تفاصيلها كثيرون إلا من عاشها واكتوى بنارها، هو حال المواطن الخمسيني، عمار بنات الذي بات لا يقوى على الحراك، فقط يصارع الوقت ليسلم بنفسه ومن حوله من نساء وأطفال، يشعر وكأنها ثواني معدودة، بين اتصال ضابط المخابرات الصهيونية وبين محاولات إخلاء كافة السكان في المربع الذي يقطن فيه..

عائلة بنات في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، تلقت اتصالاً من ضابط المخابرات الصهيونية خلال مشاركتها في دفن إحدى نساء العائلة، وطلب منه الضابط إخلاء المربع الذي يقطنه من السكان، وكان لزاماً عليه أن يبلغ الحارة في دقائق معدودة..

وكانت "إسرائيل" شنت عدواناً في الثامن من مايو الحالي، على قطاع غزة بدأته باغتيال 3 من قادة سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أسفر عن استشهاد 35 مواطناً، بينهم نساء وأطفال، وإصابة العشرات.

ودمرت "إسرائيل" خلال خمسة أيام من العدوان، العشرات من المنازل، ما بين كلي وجزئي، فيما شرد المئات من المواطنين، في أوضاع إنسانية صعبة.

مربع عائلة بنات وحده، به 4 منازل منفصلة، كل منزل مكون من عدة طوابق يضم عدداً من العائلات، وكل عائلة لديها أطفالها، ليصبح مجموع عائلة بنات مايقارب الـ130 فرداً، سويت منازلهم بالأرض بلمح البصر، ولم يتبق منها سوى الذكريات، والكثير من المقتنيات الهامة التي لم يتمكنوا من حملها خلال هروبهم، لتضاف لسجل مآسي الفلسطينيين، ويعيشون نكبة جديدة، بالإضافة لمنازل الجيران الذين يقطنون حولهم وتدمرت منازلهم.

عائلة بنات وفق ما تحدث الأخوة المتجمعين أمام أنقاض منزلهم المدمر تحت خيمة صغيرة صنعوها للاحتماء من حر الشمي، لمراسلة لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أبلغت المنطقة بقرار الاحتلال، ولم يكن هناك متسع من الوقت لديهم سوى الخروج بما عليهم من ملابس، فلم يتمكنوا من إنقاذ ما يمكن إنقاذه من مقتنياتهم في منازلهم.

يقول بنات: " بدأت أصرخ بأعلى صوتي لإبلاغ المنطقة بقرار الإخلاء، فالكل خرج من منزله لأماكن بعيدة، فكان الخوف والرعب لحظات لا يمكن نسيانها النساء والأطفال يهربون بسرعة خوفاً من القصف والاستهداف".

منازل عائلة بنات دمرت بالكامل، وهي تحوي ما لا يقل عن 130 شخصاً بالإضافة لمنازل الجيران التي تضررت بأكملها، فكان الدمار سيد الموقف في المكان.

قصفت طائرات الاحتلال المنطقة بصاروخ استطلاع، ثم بعد 3 دقائق تقريباً قصفت المنطقة بصاروخ واحد دمر المنطقة بأكملها، وكأنه برميل متفجر سقط على السكان .

يضيف بنات: "حاولت أستفسر عن سبب قصف المنزل لكنه كان مجرد تدمير للمنازل، فنحن جميعاً نعمل في الزراعة وقد بنينا منازلنا من تعبنا وشقانا وجهدنا ولم نفرح به بعد".

وأشار إلى أن المئات من سكان المنطقة باتوا يعيشون في الشوارع لم مأوى لهم ولا مسكن بعد أن قصف الاحتلال منازلهم في دقائق معدودة.

تحت خيمة من القماش، يجلس أفراد العائلة التي قصفت طائرات الاحتلال منازلها، يكتسيها الحزن والأسى، وغبار ركام منازلهم التي يحاولون أن ينقذوا منها مايمكن إنقاذه من مقتنيات شخصية عجزوا عن إخراجها..