ثـأر الأحـرار "الدلالات والنتائج"

الساعة 02:49 م|16 مايو 2023

فلسطين اليوم

ثـأر الأحـرار "الدلالات والنتائج".. بقلم/ د. محمد فايق عزيز

خمسة أيام كانت كفيلة بإعادة غزة ومقاومتها إلى بؤرة الحدث ودائرة التأثير في جولة جديدة من جولات الصراع الممتد مع العدو الصهيوني، لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، ولكن هذه المرة كانت الظروف مختلفة ومتقاطعة مع أحداث لا يمكن المرور عليها مرور الكرام، ولعل حكومة اليمين الحالية منذ بدايتها حرصت على تثبيت معادلات جديدة ومختلفة على أكثر من صعيد، ولا يختلف أحد أن أي تغيير فيها يشكل صاعق تفجير للمنطقة ككل، بداية من الوضع في المسجد الأقصى مروراً بإخلاء الخان الأحمر وصولاً إلى قضية الأسرى وما تمثله من حساسية شديدة لكل مكونات الشعب الفلسطيني.

في ظل ما سبق من بيئة مشحونة وغير مستقرة وجد نتنياهو نفسه أمام خيارات ليست سهلة، فمن جانب وقع فريسة الضغوط الائتلافية وسيف الوعود التي قطعها على نفسه لحلفائه الجدد وعلى رأسهم بن غفير وسموتريتش، والأثمان التي سيدفعها في المقابل، وبين المظاهرات العارمة المعارضة للإصلاحات القضائية التي يرغب نتنياهو بإقرارها، وعلى صعيد أخر حالة المقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية وما تشكله من تهديد وإزعاج لاستقرار الوضع الأمني الذي ينعكس تلقائياً على درجة استقرار الحكومة وآليات التعامل مع التهديدات المتزايدة على جبهتي الضفة وغزة معاً.

جاءت عملية اغتيال الشهيد الشيخ خضر عدنان لتنهي حالة الضبابية التي يمارسها الاحتلال إزاء هذا الملف ليرسل رسالة دموية لمن خلفه بأن قرار الإعدام قد اتخذ في كل من يسلك سلوك خضر عدنان، وهذا أول كسر علني في معادلة الأسرى، وما صاحبه من تضييق كان يستوجب الرد من المقاومة في غزة لتثبيت المعادلة التي أرستها المقاومة في وحدة الساحات بين غزة والقدس والضفة وباقي أراضينا المحتلة، ووجد نتنياهو نفسه مرة أخرى أمام خيارين أحلاهما مر، إما انهيار الحكومة إن امتنع عن الرد أو الدخول في مواجهة شاملة إن كان الرد غير محسوباً، فاختار الثانية وظن أن الاستفراد باغتيال قادة الجهاد الإسلامي سيكسر القاعدة ويثبت معايير جديدة ويرمم صورة الحكومة التي تصدعت في الآونة الأخيرة، ولكن كان الرد غير متوقعاً بوحدة الموقف ووحدة الرد ووحدة القرار بل واتباع أساليب وتكتيكات لم يعتد عليها العدو الصهيوني من قبل، مما زاد من الضغط على صانع القرار بإنهاء الجولة بأسرع وقت ممكن خوفاً من الوصول إلى مواجهة شاملة لا أحد يعرف نتائجها، ولكن الأكيد ستنهي بنتنياهو في السجن بعد سقوط حكومته.

ما سبق من دلائل وإرهاصات على سلوك نتنياهو وحكومته المتطرفة التي ما زالت تراوح أزماتها الأزمة تلو الأخرى، عزز من تثبيت النتائج التي خرجت بها المقاومة خاصة في عملية ثأر الأحرار تمثلت في عدة نقاط أجملها في التالي:

- تثبيت وحدة الساحات بين غزة والضفة والقدس وباقي أرضنا المحتلة بالرد على اغتيال الشيخ خضر عدنان.

- وحدة الموقف والقرار والسلوك السياسي المقاوم المتمثل في غرفة العمليات المشتركة.

- عدم القبول بفرض معادلات جديدة من تفعيل سياسة الاغتيالات والضربات المفاجئة.

- عدم السماح للعدو بالاستفراد في فصيل بعينه كما حدث مع الأخوة في الجهاد الإسلامي.

- لعل من أهم النتائج كذلك طبيعة الرد والتكتيك الذي سلكته المقاومة في الميدان وعلى رأسها سرايا القدس.

إضافة إلى الكثير من النتائج التي ستستمر تداعياتها بالتفاعل على المستويات كافة لتثبيت المعادلات التي وضعتها المقاومة وفي ظني لم تقبل بتغييرها بأي شكل من الأشكال، ويبقى السؤال: (هل ستنجح المقاومة في الحفاظ على ما راكمت عليه من مواقف وحدود للعدو محظور عليه تجاوزها؟) سيما وأننا على أبواب مسيرة الأعلام وتهديد العدو بدخول الأقصى والحي الإسلامي، هذا ما ستخبرنا به الأيام.

كلمات دلالية