كتب د. خضر عباس: استشهاد القائد (إياد الحسني-ابو انس)

الساعة 11:15 م|14 مايو 2023

فلسطين اليوم

عاش وترعرع الفارس (إياد الحسني-ابو انس) الذي تعود جذوره إلى -بلدة حمامة في فلسطين المحتلة قبل الهجرة القصرية من فلسطين- بمخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، لسنوات طوال مع عائلته المناضلة.

ولقد نشأ في أسرة تعرف واجبها نحو دينها ووطنها، فوالده وعائلته كما الكثير من أبناء هذا الوطن هجروا بعد النكبة من بلدتهم الأم قرية حمامة، ليعيشوا ضمن العائلات التي يستضيفها مخيم الصمود والتحدي الشاطئ وكان والده يعمل في تجارة السمك، وبلغت أسرته سبع إخوة وثلاث أخوات..وقد درس الشهيد المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة الغوث لتشغيل اللاجئين في مخيم الشاطئ.. ثم، أتم بعد ذلك دراسته.

وقد قدمت عائلته العديد من الشهداء والأسرى على درب الحرية. فاستشهد اخوة الاكبر (زكي) في العاصمة اللبنانية بيروت عام 1976م.. فكان لذلك الأثر البالغ عليه، وعلى اسرته برغم صغر سنه، في ذلك الوقت.

وكذلك استشهاد (رماح) ابن شقيقة (فايز) عام2011 م بعد انفجار بمركبته اتهم الاحتلال الصهيوني بتنفيذه.

كما كان لاعتقال أخية المجاهد (محمد-أبو وسام) عام 1986م، أثرا بارزا على تبلور شخصيته المقاومة الثائرة -اسس أخيه، والاخ (احمد ابو حصيرة) اول مجموعة عسكرية للجهاد الاسلامي، والتي نفذت ست عمليات ضد قوات الاحتلال الصهيوني. .أمضى اثرها ستة وعشرون عاماً بالمعتقل، وتحرر في صفقة وفاء الأحرار.

وقبيل اعتقال أخية المجاهد (ابو وسام) ازداد ارتباطه بالجهاد الاسلامي.. فبدأت رحلته بالحركة، وهو ما زال في مقتبل العمر في السادسة عشر من عمره، حيث انخرط في العام 1984 م، وهو ما زال شبلا في بواكير حركة الجهاد الاسلامي منذ بدء تكوينها ونشاتها عام 1981م، مع براعم الحركة في معسكر الشاطي، وكان شعله في الفعاليات الحركية بداية الانتفاضة الاولى عام 1987م، حيث كان لا يتوانى عن توزيع المنشورات للحركة، وكتابة الشعارات على حيطان معسكر الشاطيء وجوارة، وكان يمارس فعاليات الالتزام بالاضرابات، ويخوض مع اخوانه المواجهات في انتفاضة الحجارة ضد دوريات العدو الصهيوني في معسكر الشاطيء.. وأصيب بجروح خلالها، وتعرض للملاحقة من قبل قوات الاحتلال الصهيوني التي اعتقله لمدة قصيرة فقط.

وكان رغم صغر سنه آنذاك يهتم بحضور محاضرات المفكر المؤسس الدكتور (فتحي الشقاقي) التي كان يعقدها في بيت الاخ (أبو وائل الحمارنه) أحيانا، أو بيت الاخ (محمود الخواجا) في معسكر الشاطي، وكان في حينها ما زال في مقتبل العمر.. ووفق توثيقات حركة الجهاد الاسلامي، انتمى الى أول جناح عسكري لحركة الجهاد الإسلامي، تحت اسم “قسم”، مع رفيقه دربه القائد للجهاز العسكري الشهيد (محمود الخواجا) ويُعَدّ القيادي (إياد الحسني) من مؤسسي الجناح العسكري الأول "القوى الاسلامية المجاهدة "قسم" ليحقق بذلك ما حلم به طوال حياته، بالانضمام للعمل العسكري الجهادي.وتعرض لعدة محاولات اغتيال من الاحتلال الصهيوني، حيث كان من أبرز المطلوبين لقوات الاحتلال عام 1996م لما له من يد كبيرة في تخطيط لعمليات استشهادية داخل المستوطنات الإسرائيلية، وبعد انسحاب الاحتلال من غزة، أعتقل بالسلطة الفلسطينية بعض الوقت..لذا يعتبر من أهم القادة للجناح العسكري للجهاد.

ومع انطلاق انتفاضة الأقصى نهاية عام 2000، كان من المشاركين في تأسيس أولى خلايا سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وأشرف على قيادة مجموعة عسكرية تصدت للاقتحامات العدو.

وأشرف في عام 2002 على سلسلة عمليات إطلاق نار تجاه المستوطنات أدت في لمقتل بعض المستوطنين كما كان ضمن المجموعة العسكرية التي نفذت عملية قتل ضابط قرب مستوطنة نتساريم في نهاية نفس العام

ومع مرور السنوات تدرج في استمرار قيادة بعض المجموعات العسكرية الناشطة، لسرايا القدس في القطاع.

لقد عاش القائد (أبو أنس) ما يقرب من أربع عقود من حياته مقاوما، ومجاهداً، ومربياً وداعياً إلى القتال، وسخر وقته للمقاومة، وللعمل الحركي والإسلامي، وتنقل في العديد من المواقع القيادية والحركية في التنظيم.

وأدى دوراً مهماً في التصدي للاعتداءات الإسرائيلية على غزة، وإطلاق صواريخ على الكيان الأعوام الماضية

أن القائد المجاهد (إياد الحسني-أبو أنس) أحد أبرز شخصية عسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في غزة، والشخصية العسكرية القيادية الأولى لحركة الجهاد الإسلامي في غزة حيث تشير مصادر في حركة الجهاد الإسلامي لكونه عضوًا في المجلس العسكري لسرايا القدس، والمسؤول عن حقيبة العمليات في حركة الجهاد الإسلامي..وملف العمليات يعني المشاركة في اتخاذ قرار الحرب، وتحديد خطوط القيادة والسيطرة، إضافةً لوضع خطط الدفاع والهجوم وخطط إدارة النيران، ومتابعة يومية لنقاط انتشار المجموعات العسكرية الميدانية

وتشير تقديرات أمنية إسرائيلية، إلى كون (إياد الحسني) هو من أحد نواب قائد سرايا القدس (أكرم العجوري). بالإضافة إلى قيادة لواء غزة في سرايا القدس..وترجل اليوم الشهيد (إياد الحسني) في (12-5-2023م) عن عمر يناهز(54 عاما) الفارس الكبير الاخ (إياد الحسني-أبو أنس) القائد في الجهاز العسكري (سرايا القدس) التابع لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين، أثر جريمة اغتيال جبانه قد اقترفتها قوات الاحتلال الصهيوني.

إن استشهاد القائد (إياد الحسني) دليلٌ على أنه في قلب المعركة والميدان، وفي مقدمة صفوف المواجهة، في وجه العدوان الغاشم الذي لا زال يرتد نارًا ودمارًا على العدو..فالى جنات الخلد (أبا أنس) مع الخالدين.

كلمات دلالية