تحليل هذا ما أخفق به الاحتلال "الإسرائيلي"...!

الساعة 02:15 م|14 مايو 2023

فلسطين اليوم

بعد انتهاء معركة "ثأر الأحرار" التي خاضتها سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وفصائل المقاومة كان لا بد من تقييم هذه الجولة التي أدراتها سرايا القدس بحكمة وحنكة عسكرية وحققت من خلالها العديد من المكتسبات في مقابل الفشل الذريع للاحتلال في التحكم في إدارة المعركة التي استمرت لمدة 5 أيام متتالية وعدم مقدرته على انهاءها في الوقت الذي يريده.

الكاتب والمختص في الشؤون الإقليمية، خليل نصر الله، رأى أن من بين إخفاقات العدو "الإسرائيلي" في عدوانه الذي شنه على غزة في 9-5-2023، هي عدم الاستفراد بحركة الجهاد الإسلامي و"سرايا القدس"، وتم خوض هذه المواجهة من قبل غرفة العمليات المشتركة، بشكل يحاكي إمكانية توسعها.

واعتقد نصر الله في حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الاحتلال"أخفق في تحقيق أي نوع من قوة الردع في مواجهة المقاومة، وبقيت الأمور على حالها، ما يعني مزيداً من التآكل في قوة الردع "الإسرائيلي" لمصلحة المقاومة".

كما رأى أن المقاومة تمكنت من الإمساك بزمام المبادرة والتحكم بمسار المعركة، وكانت هي صاحبة الطلقة الأخيرة عبر موجات الصواريخ التي أطلقت على مدى 40 دقيقة، والمديات التي بلغتها، قبل دخول وقف النار حيز التنفيذ.

واعتبر نصر الله أن الاحتلال فشل في فرض شروطه على المقاومة، كما تمكن الأخيرة من إلزام العدو القبول بوقف استهداف المدنيين وهدم المنازل، ووقف استهداف الأفراد في إشارة إلى وقف سياسة اغيتال المجاهدين، معتقداً أن جولة "الأيام الخمسة" أثبتت أن عقارب الزمن لا يمكن أن تعود إلى الوراء، وأن المأزق "الإسرائيلي" يتعمق، وهو ما يمكن أن نرصده في المرحلة المقبلة.

وقال المختص:" أن الاحتلال أخفق أيضاً في وقف الصواريخ، والتي بقيت تتساقط حتى اللحظة الأخيرة، وطيلة أيام المواجهة كانت تطلق بدقة وفق سياسة وتكتكيات ممنهجة، وكذلك استخدام المقاومة صواريخ نوعية أثرت في موقف المفاوض "الإسرائيلي".

كما رأى نصر الله، أن الاحتلال أخفق في تحقيق أي نوع من تغيير معادلة "وحدة الساحات" بين الضفة الغربية المحتلة والقدس وبين قطاع غزة، وهو ما تجلى برسالة الصواريخ التي سقطة في مدينة القدس المحتلة.

وقال: "فشل العدو وإخفاقه في توجيه رسائل إقليمية عبر استهداف "الجهاد"، وهو ما يمكن استنتاجه من إعلان السيد حسن نصرالله تقديم المقاومة في لبنان المساعدة والاسناد في حدود معينة للمقاومة في غزة، وإعلانه أيضا الاستعداد للإقدام على خطوة او خطوات في أي وقت تفرض المسؤولية ذلك على المقاومة".

كما عدّ نصر الله، أن أهداف الاحتلال من وراء العدوان لم تنجح، وأخفق "الإسرائيليون" أخفقوا في جميع الأهداف باستثناء نجاحهم في اغتيال خمسة من قيادات سرايا القدس، لكن دون أن يؤثر ذلك في إدارة المواجهة وبقاء زمام المبادرة بيد المقاومة.

من جانبه اعتقد المختص في الشأن الصهيوني، عصمت منصور ، أن الجهاد الإسلامي ادار المعركة باقتدار وبسالة، وزاد من رصيده وحضوره لدى الاقليم واثبت انه قادر على ادارة مواجهة بكل تبعاتها وانه "معادلة في الحالة الفلسطينية".

وأكد منصور، في حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الجولة في جوهرها لا تختلف عن الجولات السابقة لافت التفاف الحاضنة الشعبية ومخاطبة الجههاد لها "دعوتها للتكبير.

كما اعتقد المختص منصور أن كلمة "وقف استهداف الافراد" الواردة في البيان وقف إطلاق النار تحيل ضمنًا لوقف الاحتلال للاغتيالات.

ورأى أنه خلال المعركة كانت عين نتنياهو على الداخل "الإسرائيلي" فهو يبحث عن استراتيجية خروج تضمن له ان "لا تُسن سكاكين" اليمين الفاشي ضده وتهدد استقرار ائتلافه.

وقال: "الجهاد الإسلامي طوال المعركة ظل ممسكاً بيده زمام المبادرة ويبدو أنه قارىء جيد للمعادلات الداخلية وحدود استخدام القوة التي يمتلكها العدو الصهيوني".

جدير ذكره أن الاحتلال الصهيوني شن في الـ9 من الشهر الجاري عدواناً على قطاع غزة واستمر حتى أمس السبت 13-5-2023، مستهدفاً ثلاثة من قيادات سرايا القدس، وهم: الشهيد القائد: خليل البهتني مسؤول المنطقة الشمالية في سرايا القدس وعضو المجلس العسكري، والشهيد القائد جهاد الغنام أمين سر المجلس العسكري لسرايا القدس وقائد المنطقة الجنوبية فيها، والشهيد القائد طارق عز الدين أحد قادة قادة العمل العسكري في حركة الجهاد الإسلامي بالضفة المحتلة.

كلمات دلالية