ثأر الأحرار عنوان الانتقام للشهداء والقادة الأطهار

الساعة 05:25 م|10 مايو 2023

فلسطين اليوم

كتب خالد صادق

أطلقت غرفة العمليات  المشتركة التي تضم جل فصائل المقاومة  اسم عملية "ثأر الأحرار" على عمليتها العسكرية للرد على جرائم الاحتلال الصهيوني, وجريمة اغتيال ثلاثة من قادة حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين, وقد بدأت العملية بتوجيه ضربةٍ صاروخيةٍ كبيرة بمئات الصواريخ لمواقع ومغتصبات وأهداف العدو، ابتداءً من ما يسمى "غلاف غزة" وحتى (تل أبيب)، وذلك رداً على جريمة اغتيال قادة سرايا القدس المجاهدين: جهاد الغنّام وخليل البهتيني وطارق عز الدين، وعدد من الشهداء المدنيين معظمهم من النساء والاطفال, وقالت غرفة العمليات المشتركة في بيان لها إن استهداف المنازل المدنية والتغول على أبناء شعبنا واغتيال رجالنا وأبطالنا هو خطٌ أحمر سيواجه بكل قوةٍ وسيدفع الاحتلال ثمنه, ما يعني ان المقاومة لن تسمح للاحتلال الصهيوني بالتمادي في قتل المدنيين الابرياء وقصف منازلهم, لان المقاومة استطاعت في اعقاب ملحمة سيف القدس البطولية التي نعيش ذكراها اليوم ان تفرض معادلات جديدة على الاحتلال لن تسمح بتجاوزها لأنها تحققت بالدم والتضحيات الجسام, فالقصف بالقصف, والدم بالدم, ولا خطوط حمراء امام المقاومة في الرد على جرائم الاحتلال, فلقد بات استهداف مستعمرتهم المحصنة "تل ابيب" اسهل على المقاومة من شربة الماء, واذا كان الاحتلال يحاصر قطاع غزة, ويعزله عن محيطه الخارجي, ويمنع ادخال المواد والسلع الغذائية الى القطاع, فان المقاومة اجبرتهم على التراجع لأكثر من اربعين كيلو متر عن ما يسمى بمنطقة الغلاف الحدودي المحاذية لقطاع غزة, وحولت مغتصباتهم الى مدن اشباح, وفرضت بصواريخها منع التجوال على الاسرائيليين في "تل ابيب" ومدن الوسط, واضطرت اسرائيل الى فتح الملاجئ في معظم المدن المحتلة عام 48 واجبرت الاسرائيليين على الاختباء فيها, وشاهدنا كيف هربت ما تسمى بوزيرة المواصلات الصهيونية ميري ريغيف الى الملاجئ, لقد استطاعت المقاومة محو الخطوط الحمراء.   

غرفة العمليات المشتركة قالت في بيانها إن المقاومة جاهزةٌ لكل الخيارات، وإذا تمادى الاحتلال في عدوانه وعنجهيته فإن أياماً سوداءَ في انتظاره, ما يعني ان المقاومة تخوض معركتها بحساباتها هي, وليس بحسابات الاحتلال, فاذا ما زاد الاحتلال من جرائمه وهمجيته, فان المقاومة لديها من المفاجآت ما يمكن ان تجابه به الاحتلال وترد على حماقاته بالشكل الذي يردعه ويدفعه لمراجعة حساباته مرات ومرات, اليوم المقاومة تبعث برسائلها للاحتلال عبر الصواريخ المنطلقة من قطاع غزة باتجاه مغتصبات الاحتلال, وهذا هو السبيل الوحيد الذي يجبر الاحتلال على الاستجابة للمقاومة والخضوع لشروطها, بعد ان نجحت المقاومة في اظهار الاحتلال الصهيوني على انه كيان واهن وسرعان ما ينهار امام الهجمات العسكرية التي يتعرض لها, لان جبهته الداخلية ضعيفة وواهنة ولا تتحمل الضربات, والاسرائيليين الغزاة المغتصبين لا تحكم علاقتهم بالكيان الا مصالحهم الشخصية ومدى استفادتهم وتنمية ثرواتهم, وهذا لن يتأتى الا بوضع اقتصادي مستقر, وهدوء يؤدي الى الاستقرار, فان لم يتوفر هذا, فلن يستطيع الاسرائيلي ان يعيش على هذه الارض’ لأنه يعلم جيدا انها ليست ارضه, وهو غير مستعد لان يضحي من اجلها, او يقامر بماله ونفسه لكي يعيش عليها, فالمردود يأتي عكسيا, وتبدا الهجرة المعاكسة من الكيان والهروب برؤوس الاموال, خوفا من المغامرة بها, اليوم ومع بداية معركة "ثأر الاحرار" تراجع سعر الشيكل امام الدولار بشكل كبير, الامر الذي يربك المستثمرين الصهاينة ويدفعهم لعدم المغامرة واعادة حساباتهم من جديد, فحكومة نتنياهو تدفع ثمن حماقاتها, وليس الفلسطينيين وحدهم من يدفعون الثمن, وهذا ما تراهن عليه المقاومة التي تتحصن دائما بصلابة وقوة جبهتها الداخلية.  

غرفة العمليات المشتركة قالت في بيانها ان المقاومة ستبقى حاضرة  في كل جبهات الوطن وحدةً واحدةً، سيفاً ودرعاً لشعبنا وأرضنا ومقدساتنا, وهى بذلك افشلت مسعى الاحتلال الذي كان يحاول ان يستفرد بفصيل على حساب فصيل اخر, ورغم ان غرفة العمليات المشتركة هي من اصدرت البيان, الا ان الاحتلال الصهيوني وحكومة نتنياهو النازية, ترفض تصديق ذلك, وتوهم نفسها انها اجبرت فصائل المقاومة على ترك الجهاد الاسلامي وحده في الميدان, انها تسوق للوهم لأنها تخشي من تبعات الفشل لعمليتها العسكرية التي تشنها على قطاع غزة, خاصة مع الاخفاق الذي اصاب منظومة القبة الحديدية وعدم قدرتها على التصدي لصواريخ المقاومة, فمعظم الصواريخ المنطلقة من قطاع غزة, استطاعت تجاوز القبة الحديدية, ووصلت الى "تل ابيب", كما ان الاحتلال بات يخشى من تعدد الجبهات وترابطها, ما يستنزف من قدراته ويزيد من خسائره, ويؤدي في النهاية الى سقوط حكومة نتنياهو الواهنة, والتي فقدت قدرة الردع امام الاسرائيليين, حتى ان اليمين الصهيوني المتطرف بات يؤمن ان ما كانت تعده به حكومة نتنياهو وقادة احزاب الصهيونية الدينية عبارة عن وهم كبير لم يعد مقنعا لهم, ويخشى الاحتلال تمدد الفعل المقاوم مع بدء العمليات الفدائية في الضفة

كلمات دلالية