النصر الموهوم.. اين البطولة يا جيش الجبناء/ بقلم: خالد صادق

الساعة 03:14 م|09 مايو 2023

فلسطين اليوم

يسوق الاحتلال الصهيوني كعادته لنصر موهوم بعد ان قتل ثلاثة عشر فلسطينيا واصاب نحو عشرين اخرين بجراح مختلفة, ثمانية من الشهداء الثلاثة عشر اربعة اطفال واربع سيدات, ويسوق الاحتلال لذلك على انه نصر لذاك الجيش النازي الصهيوني الذي يصفونه بانه لا يقهر, اين البطولة ايها الجيش النازي باستهداف الفلسطينيين فجرا وهم نيام في منازلهم, واين البطولة في قتل النساء والاطفال, وكيف يمكن ان يتحقق مشهد النصر الموهوم وانت تتحدث عن اخلاء المستوطنين على مسافة اربعين كيلو متر من حدود قطاع غزة, واين البطولة والملاجئ تفتح في مدن الوسط داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 48م واين البطولة وهناك اجلاء لنحو خمسة الاف مستوطن من مغتصبة سيديروت, واخلاء موقع زكيم العسكري واجلاء الجنود منه حتى قبل ان تطلق المقاومة الفلسطينية رصاصة واحدة, اسرائيل تعيش رعبها وخوفها لأنها لا تعلم طبيعة الرد الفلسطيني على جريمتها, ولا تعلم من اين سيأتيها الرد, هل من غزة ولية الدم, ام من الضفة الثائرة, ام من قدس الاحرار والثوار ام سيكون الرد من الداخل الفلسطيني المحتل وجبهة الشمال, لذلك تبقى اسرائيل واضعة ليديها فوق رأسها تنتظر الصفعة الاولى وطبيعتها ومدى قوتها, وهى تعمل على الاستفراد بحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين وجناحها العسكري سرايا القدس, ولا تدرك ان الدم الفلسطيني يوحدنا في الميدان, ولا يترك الفلسطيني المقاوم شقيقه في الميدان وحده, لذلك قالت غرفة العمليات المشتركة كلمتها سريعا, حتى يدرك الاحتلال انه سيدفع ثمن حماقاته فقالت " ان غرفة العمليات المشتركة اذ تنعي شهداء شعبنا لتحمل العدو المجرم المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذه الجريمة الجبانة, وعلى الاحتلال وقادته الذين بادروا بالعدوان, ان يستعدوا لدفع الثمن بإذن الله" انها رسالة الوحدة التي تعني فشل مخطط الاحتلال للاستفراد بالجهاد الاسلامي. 

مع بداية العدوان الصهيوني على قطاع غزة, واستشهاد نحو ثلاثة عشر فلسطينيا حتى الان, منهم ثمانية من النساء والاطفال, علق ما يسمى بوزير الأمن القومي الصهيوني إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلائيل سموتريتش، على القصف الإسرائيلي المفاجئ على قطاع غزة, بعبارات مستفزة تدل على نازيتهم وفاشيتهم ودمويتهم, وكأنهم يبحثون عن  صورة النصر حتى وان كانت وهمية, وقال بن غفير في تغريده على "تويتر": "حان الوقت الآن". وأضاف: "أهنئ رئيس الوزراء على النشاط الاستباقي في غزة، هذه بداية جيدة، آن الأوان لتغيير السياسة تجاه غزة". بينما علق ما يسمى بوزير المالية بتسلئيل سموتريتش: "بالوقت والزمان المناسبين.. شكرا للجيش وقوات الأمن على التنفيذ ولرئيس الوزراء وقوات الأمن على الصدارة"، رغم ان المعركة لم تبدأ بعد, "واسرائيل" تنتظر المجهول, والكيان الصهيوني بالكامل تحول الى مدن "اشباح" خالية من السكان, اليس من المبكر ان تتحدث الصهيونية الدينية عن النصر, قبل انطلاق صافرة البداية, الميدان لا زال مفتوحا امام المقاومة, والرد قادم لا محالة, وحالة الهدوء التي تسود الان تزيد من ارتباك الاحتلال, فالسيناريو كما رسمه المجرم نتنياهو وحكومته, ان يتم الرد بإطلاق الصواريخ فور انتهاء عملية الاغتيال لقادة الجهاد الاسلامي, لكن المفاجئة المربكة للاحتلال, كان في التأني والرد سيتم بشكل واعي ومدروس ومؤلم للاحتلال,  لان اغتيال هؤلاء القادة الثلاثة الكبار جهاد غنام وخليل البهتيني وطارق عز الدين, هو حدث كبير والرد سيكون بحجم الجريمة, الساعات القادمة حبلى بالأحداث, وعلى الاحتلال ان يتوقع الاسوء له.

دوافع نتنياهو للمقامرة بعملية الغدر الجبانه متعددة, منها تهديد الصهيونية الدينية بالانسحاب من الحكومة واسقاطها واجراء انتخابات جديدة, في ظل تراجع شعبية نتنياهو الى حد كبير حسب استطلاعات الرأي وتفوق غريمه نفتالي بينت عليه في الاصوات, كما ان استمرار التظاهرات الصهيونية ضد ما تسمى بالإصلاحات القضائية التي يسعى نتنياهو لإقرارها, دفع نتنياهو لتصدير ازماته الداخلية باتجاه قطاع غزة, وهو يشعر انها الحلقة الاضعف التي يمكن ان يقامر بها ويعيد الهيبة لنفسه ولحكومته’ بالإضافة الى تآكل قوة الردع الصهيونية, وعدم ثقة الاسرائيليين بقدرة جيشهم على حسم أي معركة, والفشل المتكرر في ردع فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة, والتي تمثل بصواريخها تهديدا مباشرا على سكان المستوطنات في محيط منطقة الغلاف الحدودي, لذلك يعلم نتنياهو وقادته العسكريين ان هذا الغدر الاجرامي سيكلفهم اياما من التصعيد العسكري مع قطاع غزة, وربما جبهات اخرى, فكان قرار اخلاء المناطق, ومنع الدوريات المسيرة للاحتلال, ونشر القبة الحديدة, والدعوة للجبهة الداخلية بتحمل النتائج المترتبة عن عملية الاغتيال الجبانة لقادة الجهاد الاسلامي, الاحتلال هو من بدأ المعركة, لكنه لن يستطيع ان ينهيها, لان المقاومة باتت تتحكم في الميدان, وتحدد بداية ونهاية أي معركة, فهل ستستمر حالة النشوة التي يعيشها نتنياهو وسموتريتش وابن غفير, ام ستنتهي كسابقتها بالفشل وتسويق الوهم على الاسرائيليين.