خبر « من أكثر الشخصيات المؤثرة عالميا »..د.الأسطل لـ« فلسطين اليوم »: أمول أبحاثي من جيبي

الساعة 03:05 م|01 يونيو 2009

فلسطين اليوم-خاص

بقدر ما أسعد هذا اللقب الفلسطينيين، خصوصا رواد البحث العلمي، بقدر ما كشف عن مدى القصور الرسمي والأهلي في رعاية البحث العلمي في فلسطين، وذلك بعد أن اختارت مؤسسة Marquis who"s الأمريكية المعنية بإبراز الشخصيات المؤثرة على نطاق عالمي في مجالات مختلفة مؤخرا، الدكتور زكريا يحيى الأسطل مدير المختبر في مجمع ناصر الطبي  بمدينة خان يونس ضمن قائمة الشخصيات المؤثرة عالميا. وحول هذا اللقب وواقع البحث العلمي في بلادنا كان لنا هذا اللقاء مع د.الأسطل.

*من هو الدكتور زكريا الأسطل؟

-أنا من مواليد خان يونس عام 1956، حصلت على بكالوريوس علم الأحياء الدقيقة من جامعة الأزهر بالقاهرة بتقدير امتياز، عملت في المختبر الجنائي بقطر 4 سنوات، في العام 1984 عملت في المختبر المركزي بغزة ثم بمستشفى ناصر، ومديرا للمختبر هناك. خلال عملي خرجت لدورتين دراسيتين في مستشفى سوروكا ببئر السبع يومين أسبوعيا لمدة عامين، وخلال ذلك أنجزت بحثين على نوع من أنواع البكتيريا يصيب الجهاز التنفسي ولها تأثير على التهاب السحايا والأذن الوسطى وبالتالي تحديد أنواع التطعيمات اللازمة لها، كما أنجزت بحثا آخر عن إلتهاب الكبد الوبائي. ويضيف د. الأسطل أنه حصل بعد ذلك على الماجستير من جامعة القدس-أبو ديس والدكتوراة من جامعة عين شمس المصرية.

*وماذا عن أبحاثك العلمية؟

-أبحاثي العلمية تركزت على عدة مجالات منها، المقاومة المتعددة للبكتيريا من المضادات الحيوية المختلفة والأنزيمات التي تفرزها وتضمن هذا البحث جزءا عن أثر بعض نباتات البيئة الفلسطينية على البكتيريا الممرضة، وجزء آخر يتعلق بالتهاب الكبد الوبائي B,C  على العاملين في الجهاز الصحي الحكومي، وقد تم نشر العديد من أبحاثي في مجلات محلية  وفي الأغلب في مجلات عالمية، وخلال فترة نشر الأبحاث اتصلت بي المجلة الطبية السعودية لتحكيم أبحاث وكذلك طلبت مني دار نشر بالهند إجراء بحث، سينشر في مرجع عالمي عن مقاومة المضادات الحيوية للبكتيريا المسببة لالتهابات المسالك البولية .

*نود أن نعرف أكثر عن اللقب الذي حصلت عليه؟

-هذا اللقب معنوي فقط وليس جائزة مادية، وهذا اللقب تمنحه مؤسسة أمريكية على مستوى العالم، وهم عرفوا عن أبحاثي من خلال الانترنت، ثم طلبوا من باقي المعلومات والسيرة الذاتية، وبالفعل تم اختياري من المميزين علميا على مستوى العالم.

*ماذا يعني هذا اللقب لك كباحث فلسطيني متميز؟

-أولا، هذا يعني ضرورة اهتمام صانعي القرار في فلسطين بالبحث العلمي على المستوى الوطني، ليكون هناك فريق متخصص في هذا المجال، حتى يكون الإنتاج العلمي أقوى، وثانيا هذا اللقب يعطي حافزا للطلبة الفلسطينيين، للولوج في مجال البحث العلمي، وأن لا يتوقعوا قطف ثمار فورية، لكن المهم أن يجدوا في النهاية، من يثمن ويقدر هذا العمل، فهذا يعطي دافعا أقوى. أما على المستوى الشخصي، فهذا اللقب يرتب علي المزيد من العطاء والانتماء وتتبع المشاكل الصحية الأساسية وإيجاد الحلول السليمة لها.

*كيف كنت تمول أبحاثك؟

-كل أبحاثي كانت على حساب مصروفي البيتي وبمجهود فردي، ما عدا بحث واحد تلقيت من خلاله دعم محدود من جامعة الأقصى.

*ما هو تقييمك لواقع البحث العلمي في فلسطين؟

-صعب نسبيا، من عدة لعدة أسباب أهمها، الإغلاق والحصار الاسرائيلي المستمر، عدم توفر مواد البحث العلمي، وخاصة لمن لا يعمل في المجال الأكاديمي، لأنه لا توجد له حوافز بعكس الأكاديمي الذي يمكن أن يحصل ترقيات ودرجات علمية، ولذلك الدعم المعنوي مهم جدا، أما الدعم المادي، فأنا أعتبره عامل جزئي، وبرأيي أن العامل المعنوي أهم، لأنك ستشعر أن هناك قيمة واهتمام بالنتائج والتوصيات التي خرجت بها من خلال أبحاثك التطبيقية وليس النظرية، فأنت ستكون حينئذ كباحث في قمة السعادة.

*من يتحمل مسئولية التقصير في عدم الاهتمام بالبحث العلمي وبالباحثين في بلادنا؟

-أكثر من جهة، فإذا أردنا أن نجني ثمارا بسرعة وفي أقل فترة زمنية ممكنة، فيجب أن تكون هناك خطة طويلة المدى لذلك، وهناك بالطبع مسئولية على صانعي القرار السياسيين والجامعات، ومع أن هناك دعما محدودا من الجامعات للبحث العلمي، فإن البحث في باقي المؤسسات يكاد يكون معدوما.

*ماذا يعالج بحثك القادم؟

-هناك توجه لإجراء دراسة متعمقة حول البكتيريا المسببة للتلوث في المستشفيات خصوصا في أقسام مثل العناية المركزة والحروق، وهذا البحث أقوم به بجهد شخصي أيضا.

*ما هي رسالتك للباحثين الشباب في ظل هذا الإحباط؟

-الصبر، فهو مفتاح الفرج، وأن يتسلحوا بإيمانهم وبرسالتهم، وأن يكون هناك إصرار لديهم لتحقيق أهدافهم بإذن الله.