خبر اوباما ونتنياهو ليست هذه المستوطنات، يا غبي- يديعوت

الساعة 09:59 ص|01 يونيو 2009

بقلم: ناحوم برنياع

معظم الاسرائيليين يجدون صعوبة في أن يفهموا كيف حصل ان في منتصف الربيع، في الطريق الى المنقل او في العودة بعده، نشأت فجأة مواجهة بين اسرائيل والولايات المتحدة. ماذا يهمهم، اولئك الامريكيين، من أن احدا ما يبني فيلا في كدوميم او حديقة اطفال في شافي شومرون. كيف حصل انهم، معظم الاسرائيليين، نسوا وجود المستوطنات منذ زمن بعيد، ولديهم مصادر قلق اخرى في رؤوسهم، ولكن رئيس كبرى القوى العظمى في المعمورة، على مسافة 8 الاف كم، غير مستعد لان يحتمل غرفة صلاة صغيرة اخرى في يتسهار، اسكان اصولي هزيل آخر في بيتار عيليت.

هذه ليست المستوطنات، يا غبي. هذه ليست المستوطنات.

نتنياهو يفهم، ولهذا فهو ليس مذعورا. هذا ما يتبين من قصص اناس تحدثوا مع نتنياهو في الاونة الاخيرة. هو مضغوط، هو يعرق، هو على شفا الفزع. فزع السياسيين هو بشكل عام موضوع للسخرية، ولا سيما عندما يدور الحديث عن نتنياهو. فالناس يتوقعون من رئيس الوزراء ان يبدي رباطة جأش، ان يظهر حسا قياديا، ان يتغلب. لشدة الاسف، لنتنياهو يوجد في هذه اللحظة سبب وجيه لان يكون قلقا. فهو متمزق بين مصلحة دولته ومصلحة حكومته. وهو يحبهما كلتيهما. ولكلاهما اقسم الولاء: كيف سيختار بين هذه وتلك.

الرئيس اوباما اوضح منذ الاسبوع الاول لولايته بانه مصمم على رأيه فتح صفحة جديدة مع العالم الاسلامي والعربي. وعلى الهوامش، تصريحاته عكست ارادة طبيعية للقيام بعكس ما قام به سلفه. هكذا تصرف ايضا بوش مع السياسة الخارجية لكلينتون، وهكذا تصرف ايضا رؤساء آخرون.

من حيث الجوهر، التوجه الى العالم العربي يرمي الى مساعدة الادارة للتصدي للارث العسير الذي خلفته له الادارة السابقة. والافتراض هو أن دعم الدول العربية والاسلامية لامريكا سيساعدها للخروج من العراق والتصدي بنجاح لاعدائها في افغانستان وفي الباكستان ومع النووي الايراني. اوباما لا يتخذ هذه المبادرة كي يخدم مصلحة اسرائيلية، ولكن يحتمل أن يكون فيها منفعة لا بأس بها لاسرائيل، ولا سيما في المسألة الايرانية.

الخطاب الذي سيلقيه الرئيس اوباما في القاهرة يوم الخميس يفترض أن ينقي الاجواء وان يجدد ثقة الشارع العربي بالولايات المتحدة. مثل هذا الخطاب لا يمكنه أن يقفز عن الموضوع الفلسطيني. الادارة توقعت، وبشكل مشروع جدا، ان تحصل من نتنياهو على شيء ما في الموضوع الفلسطيني يمكنها أن تتمسك به. ليس تنازلا عن ارض. ليس تنازلا عن حقوق. مسار سياسي. رؤيا. نتنياهو جاء بيدين فارغتين وخلق فراغا دخل اليه بكل القوة موضوع المستوطنات.

جورج ميتشيل، الذي وقف على رأس اللجنة التي نشرت في العام 2001 تقرير ميتشيل، هو اليوم المبعوث الخاص لاوباما الى الشرق الاوسط. تأثيره في واشنطن كبير. وهو قريب من اذني الرئيس، وزيرة الخارجية وقادة الكونغرس. تقرير ميتشيل تحدث ضمن امور اخرى عن تجميد المستوطنات. شارون، الذي كان رئيس الوزراء عند نشر التقرير، لم يرَ مفرا امامه غير تبني استنتاجاته. الاسرائيليون نسوا تقرير ميتشيل. اما ميتشيل فلم ينسَ.

فما بالك ان في هذا الموضوع يوجد لاسرائيل مؤيدون قليلون جدا في امريكا. فليس للمنظمات اليهودية مصلحة لي الدفاع عن استمرار النشاط الاستيطاني. والدليل: رغم الاقوال القاسية على لسان اوباما، هيلاري كلينتون وسلسلة من اعضاء الكونغرس، اليهود صامتون. حصل غير مرة في الماضي ان تلقت حكومات اسرائيلية على الرأس من محافل من الادارة الامريكية. صمت كهذا من اليهود لم يكن الا في قضية بولارد.

نتنياهو جاء بيدين فارغتين ليس لانه يحلم بوحدة البلاد. بل لانه يخشى من ان يؤدي كل حراك سياسي الى انهيار ائتلافه. البقاء، هذا هو اسم لعبته. نتنياهو قال في بداية ولايته ان ثلاثة مواضيع تقف على رأس جدول أعماله: ايران، ايران وايران. لو كانت ايران في رأس اهتمامه، لكان ينبغي له ان يتصرف مع الامريكيين بشكل مغاير. يخيل أن المواضيع الثلاثة التي تملي خطواته هي البقاء، البقاء، البقاء.