جــــــريمة نابلس اليوم محاولة لتبييض صورة نتنياهو بعد صفعة غــزة...!

الساعة 01:30 م|04 مايو 2023

فلسطين اليوم

أضحت حكومة الاحتلال المتطرفة تُدرك تماماً أن اللعب مع المقاومة في قطاع غزة سيفتح عليها "عش الدبابير"، وتواجه جبهات عدة في ذات التوقيت، وهو الطريق الذي حددته حركة الجهاد الإسلامي، وذراعها العسكري سرايا القدس لا سيما بعد معركة "وحدة الساحات"، لذلك تسعى مستميتةً لتصدير إخفاقها في غزة إلى الضفة الغربية المحتلة، لامتصاص غضب "الشارع الإسرائيلي"، المتأجج ضد ما يعتبرونه فشل وضعف بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية.

واستعرت المناكفات السياسية، والتراشقات الإعلامية بين وزراء حكومة بنيامين نتنياهو من جهة، وفريق المعارضة الذي يدعمه "الجمهور الصهيوني" من اتجاه آخر، وذلك بعد الإخفاقات المتكررة في التعامل مع ملف غزة الذي دائماً ما يُكبد الاحتلال خسائر بشرية ومادية فادحة، الأمر الذي بات يقُض مضجع نتنياهو ويسبب له كابوساً؛ خوفاً من إسقاط ائتلافه واللجوء إلى انتخابات جديدة، فهل يلجأ "الثعلب" إلى تصدير المواجهة للضفة المحتلة، لامتصاص غضب "الجمهور الإسرائيلي"؟.

جريمةٌ بشعة نفذها الاحتلال فجر اليوم باغتيال 3 مواطنين وإصابة آخرين برصاص الاحتلال "الإسرائيلي" صباح اليوم الخميس 4 مايو 2023، خلال اقتحام وحصار منزل في حارة الياسمينة بالبلدة القديمة في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، ليرسم لنفسه إنجاز باغتيال منفذي العملية التي أدت لمقتل 3 مستوطنات قرب حاجز "الحمرا" في الأغوار؛ رداً على الاعتداء على الحرائر في الأقصى.

الكاتب والمحلل السياسي المختص في الشأن الإسرائيلي د. أيمن الرفاتي، يرى أن جريمة الاحتلال بالبلدة القديمة في نابلس تأتي في إطار محاولته لاستعادة الردع التي هشمتها المقاومة الفلسطينية في غزة خلال الفترة الماضية، والتي كبلته من تنفيذ عدوان كبير تجاه المقاومة، لأنه يخشى من ردها الكبير.

ويعتقد الرفاتي في مقابلة خاصة مع "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن حكومة نتنياهو باتت تدرك إخفاقها في قطاع غزة إلى الضفة الغربية المحتلة، وتغتال المواطنين والمقاومين لامتصاص غضب الشارع الصهيوني الذي يثور حالياً ضد الائتلاف الحكومي اليميني المتطرف.

وأشار إلى أن نتنياهو وابن غفير قد يتوجهان إلى ارتكاب مزيد من الجرائم ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، لاستخدام الدعاية "الإسرائيلية" في الإعلام العبري ليظهر أنه يُحقق إنجازات تجاه المقاومين الذين ينفذون عمليات فدائية ضد المستوطنين وجنود الاحتلال، ولا يزال يمتلك قدرة على ردع المقاومة في الضفة.

وقال: "ربما ذهب الاحتلال لاغتيال شهداء نابلس صباح اليوم كجزء من محاولته لاستباق ردات الفعل الفلسطينية المتوقعة للرد على جريمة اغتيال الشهيد خضر عدنان، خلال الفترة القريبة القادمة".

واستدرك: "حكومة نتنياهو تسعى لتجميل صورتها ولو جزئياً أمام المجتمع الصهيوني في تنفيذ عمليات اغتيال ضد مقاومي الضفة الغربية المحتلة، لأنهم يدركون أن اللعب مع قطاع غزة ليس سهلاً، وسيؤدي إلى تفجر الأوضاع من مختلف الساحات".

أما الخبير الأمني والاستراتيجي د. محمود العجرمي، رجّح أن تصعيد وتيرة جرائم الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة، هو تصدير إخفاقه في التعامل مع غزة، بسبب تآكل قدرة الردع لديه، الذي لم ينجح لمرة واحدة في كسر المقاومة في القطاع.

ويعتقد د.العجرمي في مقابلة خاصة مع "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أنّ جيش الاحتلال بتعلميات من قيادته السياسية تركز على الضفة الغربية المحتلة لمحاولة كسر جماح المقاومة هناك، ولإرضاء الجمهور الصهيوني الثائر ضد أكثر حكومة فاشية في تاريخ كيان الاحتلال، ولعلمه يقيناً أنّ المواجهة مع غزة ستفتح عليه نار جهنم، وهو ما أثبتته المواجهات العسكرية الأخيرة".

كلمات دلالية