بعد انطلاق مسيرات "إسرائيلية" غاضبة

غزة تدق مسماراً في نعش حكومة نتنياهو...هل تُنقذ نفسها بعمل غادر في القطاع؟

الساعة 09:11 م|03 مايو 2023

فلسطين اليوم

لم تعد الدعاية "الإسرائيلية" قادرة على تسكين أو امتصاص غضب الشارع "الإسرائيلي" على حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة، بعد الإخفاقات المتكررة في التعامل مع قطاع غزة، سيما فيما يتعلق بما يسمونه بـ " سياسة الرد الضعيفة" ضد المقاومة في غزة التي لا تتردد في إطلاق رشقاتها الصاروخية رداً على جرائم الاحتلال المتكررة بحق الفلسطينيين، والتي كان آخرها اغتيال الشهيد الأسير خضر عدنان في السجون.

وخرجت مساء اليوم مظاهرات "إسرائيلية" غاضبة من "سديروت" تردد هتافات "نريد توجيه رد ضد غزة أكثر قوة" احتجاجاً على ما يُسمونه بـ "ضعف حكومة بنيامين نتنياهو" في مواجهة غزة ومقاومتها، وهو ما يُشكل ضغطاً على "نتنياهو" باعتبار أن الأخيرة أسقطت حكومته قبل عامين.

غزة التي أسقطت نتنياهو وحكومته بعد معركة "سيف القدس"، تضعه الآن في مأزق جديد، وتدق مسماراً في نعشه، وهو ما لن يقبله الأخير، فما الذي يمكن أن تولده حالة الغضب لدى الشارع "الإسرائيلي" خاصة بعد جولة الأمس؟ وهل يدفع ذلك لعملية غادرة ضد المقاومة ليُحافظ على كرسيه؟

الكاتب والمحلل السياسي والمختص في شؤون الصراع د. هاني العقاد، يعتقد أن حالة الغضب في الساحة الصهيونية هي نتاج خلافات سياسية "إسرائيلية" داخلية، ما بين حكومة نتنياهو أحزاب المعارضة، على خلفية عدم الرد بقوة على "المقاومة الفلسطينية" التي قصفت المستوطنات رداً على جريمة استشهاد الأسير الشيخ خضر عدنان.

كما يرى د. العقاد في مقابلة خاصة بـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن مسيرات الغضب في الشارع "الإسرائيلي"، لأن الشارع "الإسرائيلي" يعتقد أن حكومة نتنياهو رضخت لحركة الجهاد الإسلامي وفصائل المقاومة، قبلت بوقف إطلاق النار بسرعة، بعد رد باهت من جيش الاحتلال "وفق اعتقاد المجتمع الإسرائيلي".

واستبعد نتنياهو أن تقدم حكومة نتنياهو على فعل غادر ضد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة؛ لأنها تتفادى في الوقت الحالي الدخول في معركة أخرى متعددة الجبهات، لذلك سينحني نتنياهو للعاصفة للحفاظ على كرسيه، وخاصة أن المقاومة أسقطته قبل عامين.

وقال: "نتنياهو يريد حرباً مع المقاومة الفلسطينية، لكن متخوف من خوض معركة في قطاع غزة قد لا يُحمد عقباها، فلا ضامن أن يُحقق أهدافه منها خاصة بعد تغيير معادلة الردع"، واستدرك: "لكن إن استمرت حالة الضغط عليه من المجتمع الإسرائيلي" قد يلجأ إلى عملية غادرة باغتيال قيادات من المقاومة، ليقول لشعبه أنه على قدر المسؤولية".

الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، يرى أن قوات الاحتلال تُجهز نفسها بشكل كبير لشن عدوان آخر على قطاع غزة، ولكنها ستتأنى، خاصة أنّ لديها حسابات مختلفة كونها على يقين تام أن معادلة الردع قد اختلفت تماماً عما كانت عليه سابقاً، إذ بات قادة الاحتلال يحسبون ألف حساب قبل الدخول بمواجهة تصعيد مع المقاومة الفلسطينية في القطاع.

ويعتقد الصواف في مقابلة خاصة بـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن حالة الغضب الصهيوني على حكومة بنيامين نتنياهو ليست بجديدة وقد تستمر وتتسع رقعتها، لكن حسابات المسؤولين "الإسرائيليين" تختلف عن حسابات الشارع فيما يخص توجيه ضربة جديدة لقطاع غزة، فهم الآن يفكرون ألف مرة قبل الاقدام على عملية غادرة المقاومة، لعلمهم بالرد الفوري والعنيف منها، الأمر الذي يؤجج الشارع "الإسرائيلي" عليهم.

وقال: "الاحتلال فقد جزءاً قوة من الرد، ولذلك جزء من أي عدوان محتمل على القطاع سيكون هدفه استعادة الردع مع المقاومة، مضيفا: " حكومة نتنياهو تفكر جدياً في استعادة قوة الردع وتغيير المعادلة لكن وفق وجهة نظرها وليس بما يُملي عليها الجمهور الإسرائيلي الغاضب".

وأضاف: "إذ فكر الاحتلال بشن عدوان على المقاومة، لن يكون على غزة وحدها ولكن قد تكون سوريا ولبنان أحد خيارات العدو لأنها تعتبر بالنسبة له الأضعف والأبعد عن الساحة الصهيونية، رغم إن الطائرات الحربية وحدها لا تُحسن معركة ولكنها قد تُحقق بعض الردع للاحتلال".

نقلت وسائل إعلام عبرية، اليوم الأربعاء، ردود أفعال "إسرائيلية" غاضبة تجاه حكومة بنيامين نتنياهو، نتيجة السياسة التي تتبعها بالرد على قطاع غزة ، والتي وصفوها بـ "الضعيفة".

وبحسب القناة 14 العبرية، عبّر سكان سديروت عن غضبهم من الحكومة: "تلقينا وعودًا باستعادة الأمن، وتنفيذ رد قاس ضد غزة - في الواقع لم يحدث شيء".

وشهد قطاع غزة الليلة الماضية، سلسلة هجمات وغارات "إسرائيلية" طالت 16 هدفًا تم تنفيذهم على مرحلتين، مقابل 104 صواريخ وقذيفة هاون تم إطلاقهم من القطاع تجاه المستوطنات المحيطة بقطاع غزة. وفق بيان الجيش، قبل أن تنجح جهود الوساطة بوقف إطلاق النار بين غزة والاحتلال فجر اليوم. 

 

كلمات دلالية