خبر قلق إسرائيلي بشأن إصرار أميركا على تجميد الاستيطان

الساعة 06:40 ص|01 يونيو 2009

فلسطين اليوم : القدس المحتلة

أكدت مصادر إسرائيلية مسؤولة لعدد من وسائل الإعلام أمس ان أجواء من القلق تسود أروقة القرار في إسرائيل على خلفية اصرار الإدارة الأميركية برئاسة باراك أوباما، على توقف اسرائيل كليا عن التوسع الاستيطاني، ويتعاظم القلق في ظل تلميحات أميركية إلى عدم التزام الإدارة الجديدة بتعهدات الرئيس السابق جورج بوش، بالسماح للاحتلال الإسرائيلي بالبناء في الكتل الاستيطانية.

 

وقال مصدر مسؤول لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في عدده الصادر أمس "إننا مصابون بخيبة أمل، كل التفاهمات التي كانت لنا مع إدارة الرئيس جورج بوش تساوي في نظر الإدارة الجديدة كقشرة ثوم"، واضاف المصدر إن الإدارة الأميركية الجديدة ترفض حتى ابرام تفاهمات جديدة مع الحكومة الإسرائيلية حول البناء في المستوطنات، "إذ أن الإدارة الجديدة تقود توجها يمنح الكثير من التنزلات للفلسطينيين، وهذا ليس عادلا تجاه إسرائيل"، حسب تعبير المصدر الإسرائيلي.

 

وجاء هذا في ختام جولة أولى للمفاوضات في العاصمة البريطانية لندن، بين وفد إسرائيلي مسؤول ضم رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي عوزي أراد ووزير الشؤون الاستخباراتية دان مريدور، وعدا من المسؤولين في ديوان رئاسة الحكومة ووزارة الحرب الإسرائيلية، وبين وفد أميركي كان على رأسه المبعوق الأميركي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل.

 

واستعرض الوفد الإسرائيلي مطولا جميع التفاهمات التي تم إبرامها بين الرئيس الشابق جورج بوش، ورئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إيهود أولمرت، حول البناء في الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة، في حين استعرض الوزير مريدور اصوات المعارضة الإسرائيلية لتجميد الاستيطان، التي علت في الأيام الأخيرة على خلفية اخلاء بؤر استيطانية.

 

وادعى مريدور أن التركيبة السياسية في الحكومة الإسرائيلية معقدة، وأن مطلب الإدارة الأميركية بتجميد الاستيطان سيعني حل الائتلاف الحاكم وسقوط حكومة نتنياهو.

 

ومن الجدير ذكره أن مستشار المبعوث الأميركي جورج ميتشل، السفير الأسبق في الشرق الأوسط مارتن انديك كان قد استبق مزاعم "الصعوبات السياسية لحكومة نتنياهو" في مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرنوت"، وقال، "إن نتنياهو لا يستطيع أن يكون كالولد الذي قتل والديه ثم يطلب الرحمة لكونه بات يتيما"، وهذا في اشارة إلى أن نتنياهو هو الذي سعى إلى تشكيل حكومة يمينية متشددة.

 

ونقلت "هآرتس" عن الوفد الإسرائيلي قوله أمام الوفد الأميركي، "إن مطلب تجميد البناء كليا في المستوطنات ليس انسانيا، وليس عمليا ولا يمكن أن تقبل بهع المحكمة العليا الإسرائيلية"، حسب المنطق الاحتلالي، واضاف الوفد الإسرائيلي، "إن هذا ليس عادلا لأنه لا توجد طلبات موازية من الجانب الفلسطيني.

 

وقالت "هآرتس" إن الوفد الإسرائيلي أصيبوا بصدمة من موقف الوفد الأميركي الذي رفض العودة إلى تفاهمات بوش أولمرت، كما أن الوفد الأميركي أبدى برودة في تعامله مع الوفد الإسرائيلي، فحينما قال الوزير مريدور إن إسرائيل أخلت 8 آلاف مستوطن من قطاع غزة، كان رد جورج ميتشل مختصرا: "سجلت أمامي هذا".

 

وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، إن وزارة الخارجية الأميركية "تهربت" في الأيام الأخيرة من تقديم جواب على سؤال حول موقفها من رسالة الرئيس بوش إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق أريئيل شارون، التي تعهد فيها بوش ببقاء الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية تحت سيطرة إسرائيل في إطار الحل الدائم.

 

ونسبت مصادر إسرائيلية الموقف الأميركي إلى جهود الرئيس أوباما للتقارب من العالم العربي والإسلامي، في خطابه المفترض يوم الخميس المقبل في العاصمة المصرية القاهرة، وقال مصدر مسؤول، "إن إسرائيل ستسعى إلى استيضاح الموقف الأميركي، ففي هذه المرحلة ليس من الواضح لإسرائيل ما الذي يحرك الموقف الأميركي".