قائمة الموقع

أبشع جريمة في تاريخ الأردن: طبخت رأس زوجها بالطنجرة

2023-04-29T22:19:00+03:00
جريمة
فلسطين اليوم

أعادت واقعة التهام ام لطفلها في مصر الى الذاكرة جريمة لا تقل بشاعة كان شهدها الاردن قبل بضعة عقود واحدثت تفاصيلها المروعة صدمة تخطت حدود المملكة الى العالم.

وبرغم اختلاف الدوافع في الواقعتين، لكنهما تظهران بجلاء كيف يمكن للانسان ان يتحول في لحظة الى وحش.

في الجريمة التي شهدتها قرية أبو شلبي التابعة لمركز فاقوس بمحافظة الشرقية بمصر قبل ايام، كانت هناك ام ارادت اعادة طفلها (5 اعوام) الى احشائها من حيث اتى لشدة حبها وتعلقها به، فقتلته وطبخت جثته والتهمت اجزاء منها.

لكن، وبصورة مغايرة تماما، كان الدافع في الجريمة التي شهدها الاردن مزيجا من الكراهية والخوف والرغبة في الانتقام.

تعود احداث القصة التي وثقتها الصحافة الى العام 1996، عندما تقدمت امراة تدعى فاطمة (وهذا ليس اسمها الحقيقي) ببلاغ للشرطة في منطقة الصفاوي اقصى شمالي المملكة، تقول فيه ان زوجها الشيخ مراد (وهذا ايضا ليس اسمه الحقيقي) لم يعد الى المنزل منذ الليلة السابقة.

يومها، استعانت الشرطة بطائرة مروحية جابت سماء صحراء الصفاوي العصية على السيارات. لكنها لم تعثر على أثر للشيخ مراد، وهو مواطن سوري كان قدم الى الصفاوي منذ سنوات وعمل ميكانيكيا متنقلا وخطيبا في احد مساجد البلدة.

وفي تلك الاثناء، كان حسين، الشقيق الأكبر للشيخ مراد قد حضر من سوريا، وبصحبته أمه العجوز المريضة، بعدما تلقى اتصالا هاتفيا من فاطمة تبلغه فيه بالحدث الجلل.

وفي اليوم التالي لوصوله شوهد هو وفاطمة وعددا من الجيران يغادرون قاصدين مدينة إربد من اجل اللقاء مع "فتّاش" هناك ذاع صيته واشتهر بين الناس بقدرته على كشف أماكن الضائعين والمختفين والعثور على الممتلكات المفقودة والمسروقة.

وعصراً كان الجَمع يعود بمواكبة رجال الشرطة الذين اقتادوا فاطمة إلى بيت الشيخً، بينما قصد عدد اخر منهم بيتا مجاورا، لم يلبثوا أن أخرجوا منه امرأة تبين انها كانت مِزنة، أقرب صديقات فاطمة ومستودع أسرارها.

لم يطل مكوث الشرطة في البلدة، فسرعان ما كانت تغادر ومعها فاطمة ومزن. ومع هبوط الليل عادت بهما ثانية، لكي تقوما بتمثيل جريمة بشعة كانتا قد اعترفتا للمحققين بارتكابها في حق الشيخ المسكين!.

طبخت الرأس

في اعترافاتها، قالت فاطمة أنها كانت عقدت العزم على قتل زوجها لمّا تيقنت من أنه حسم أمره بتطليقها وردها إلى أهلها في سوريا بعدما طفح به الكيل من مَسلكها الشائن. وحينها تيقنت أن مصيرها سيكون الذبح إن هي عادت الى اهلها وعلموا بسبب طلاقها. وفي لحظة شيطانية، قررت أن خلاصها هو بموت الشيخ!

وفي ليلة مشؤومة، تبعته الى غرة النوم حيث كان يغفو بعدما صلى العشاء، وتناولت من الخزانة مسدسا لم يكن صعبا عليها شراؤه في مثل هذه المنطقة الُمتداخلة مع طرق المهربين، وتناولت وسادة وسّطتها بين فوهة المسدس ورأس الشيخ لتكتم بها صوت الانفجار، ثم اطلقت رصاصتين، اخترقت إحداهما رأسه، واستقرت الثانية في جذع رقبته.

بعدها تسللت قاصدة بيت صديقتها مِزنة، التي شدت من أزرها وانعمست معها في التخطيط والتدبير، حتى استقر رأيهما على تقطيع الجثة ومواراتها في حفرة امتصاصية بحوار مدرسة ثانوية للذكور على بعد خطوات من بيت الشيخ مراد.

تجهزتا بساطور وقصدتا بيت الشيخ. وهناك شرعتا في تقطيع الجثة، وقامتا بوضع اليدين في أحد الاجولة والرجلين في جوال آخر والجِذع في ثالث. أما الرأس، فأقحمتاها في طنجرة كبيرة اخفتاها في خزانة صغيرة تحت المغسلة.

وفي اليوم التالي خرجت فاطمة على الجيران بقصتها المزعومة حول اختفاء زوجها. وبينما الجميع منهمكون في البحث عن الشيخ، حملت الطنجرة وفيها رأسه المقطوعة إلى بيت مِزنة، وهناك عمدتا إلى شيها على نار "بريموس" ثم اعادتاها في الطنجرة وغمرتاها بالماء ووضعتاها مجددا فوق البريموس، وانتتظرتا حتى نَضَج لحمها وانسلخ عن العظم.

وحين تيقنتا انه بات يستحيل تمييز صاحبها، حملتاها تحت جنح الظلام والحقتاها بالاوصال في ذات الحفرة الامتصاصية.

العراف يكشف اللغز

ولاحقا سرى بين الجيران أن مِزنة ساعدت فاطمة في الجريمة لقاء أن ترد لها الاخيرة الصنيع وتُعينها على قتل زوجها هو الاخرى، والذي كان أيضا يهددها بتطليقها والزواج من امراة ثانية.

كما تناقل الاهالي روايات تحاول تفسير كيفية اكتشاف الشرطة للجريمة، واشهرها ان المحققين كانوا قد وضعوا فاطمة في دائرة الاشتباه بعدما أثارت شُكوكَهم رواياتها المتناقضة حول اختفاء الشيخ، وحين واجهوها بالأدلة، إنهارت واعترفت..

لكن مثل هذه الروايات لم تكن مقنعة، بل وتركت أسئلة اكثر مما قدمت من اجابات. وخصوصا لجهة انه يصعب تصديق انهيار امرأة مثل فاطمة بهذه البساطة واعترافها بالجريمة وهي التي لم يرف لها جفن وهي تقطّع أوصال زوجها.

وكانت المفاجأة عندما اكتشف الجميع ان العراف الذي قصده شقيق الشيخ لكي يساعدهما في العثور عليه، هو من حل اللغز.

وبدأت قصة اكتشاف العراف للجريمة مع وصول حسين وفاطمة الى بيته في إربد اول مرة. يومها استقبلهما بالترحاب وأجلسهما في صالة واسعة جرى ترتيب المقاعد فيها على هيئة صالات الانتظار في المستشفيات وعيادات الأطباء، ثم استأذنهما حتى يفرغ من جلسة "روحانية" قال انه منهمك فيها مع زبونة في الغرفة المجاورة.

لكن من كان في تلك الغرفة هو زوجته التي تملك قُدرة على قراءة أفكار الناس. ولم يكن الزبائن يعلمون بأمرها. وقد تمكنت من الاطلاع على سر فاطمة وجارتها مِزنة، فقصّت التفاصيل المذهلة على زوجها.

عاد العراف إلى الصالة يسأل فاطمة وشقيق زوجها بتطلف عن سبب مجيئهما، ودون أن يُشعرها أنه يعرف بأمر الجريمة، فقالا انهما قصداه لطلب مساعدته في العثور على الشيخ مراد المختفي من بيته في الصفاوي منذ أيام.

حينها نادى على زوجته وطلب منها ان تصحب فاطمة إلى غرفة مجاورةـ واستأذن من حسين الانتظار ريثما يذهب ويقرأ على زوجة شقيقه ما قال انها عزائم وتعويذات خاصة بكشف أماكن ومصائر المختفين.

ولم يكد العراف يلتحق بفاطمة حتى قال لها : "لقد أحطت علماً بكل ما فعلته أنت ومِزنة بالشيخ مراد منذ اللحظة التي وَطِئَت قدمك هذا البيت وأستطيع ان اقول لك أين القيتما كل قطعة من جسده. حينها صعقت فاطمة لما تسمع وهبت تقبل قدمي العراف وقد أُلقي في روعها أنه رجل مكشوف عنه الحجاب، ثم راحت تستجديه "أُستر عليّ، انا داخله على الله ثمّ عليك".

قال لها بتخابث: "ماذا تُرى ينفعني تسليمك للشرطة؟ !، فإليك ما سنفعله: سترجعين إلي من غدك ومعك حسين وبعض الجيران، وأيضا ائتيني بمصاغك وكل ما لديك من نقود، وهاتي لي المسدس وكذلك الساطور الذي قطعت بها الشيخ.

وحين سألته لِمَ كل هذا؟ أجابها ان "المصاغ والنقود ثَمن سكوتي، والجيران حتى أُخبرهم أن الشيخ افترسته ضباع الصحراء فيكفوا عن البحث، والمسدس والبلطة لأَقرأ عليهما من العزائم ما يحول دون اكتشاف أحد لأشلائه . هل فهمت؟".

عادت وسألته ببلاهة عما ستقوله لحُسين حين تخرج من الغرفة، فقال: "أخبريه ان العراف يريد أن يقرأ على خمسة اشخاص آخرين على الأقل من الجيران حتى يزيد من جلاء بصيرته وقدرته على معرفة مكان الشيخ مراد".

الطريق الى الكمين

قَفَلت فاطمة عائدة إلى الصفاوي بعدما أبلغت حسين بما أملاه عليها العراف، وقد عقدت العزم على فعل كل ما طلبه لتضمن سكوته، وأيضا كي يعينها بقدراته الروحانية -التي باتت مصدقة انه يتمتع بها- على إخفاء جريمتها ودفن آثارها إلى الأبد..

أما العراف فكان لديه تدبير مغاير، حيث بادر إلى الاتصال مع الشرطة، وأخبر المحققين أنه وضع يده على جريمة كبيرة، لكنه تعمد ألا يكشف خيوطها، مُشترطاً لذلك الحصول على مسدس مع رخصة اقتناء.

ولما تلقى وعداً بإجابة طلبه، سرد لهم التفاصيل واتفق معهم على ان يحضروا من غدهم إلى بيته بملابس مدنية على أنهم زبائن، ومعهم أجهزة تسجيل حتى يُوثقوا خِفية اعترافات فاطمة. وزاد بأن فاجأهم بقوله انه سَيُسلّمهم أداتي الجريمة!..

وفي اليوم الموعود، كان رجال الشرطة يحضرون باكرا ويزرعون اجهزة تسجيل في اماكن خفية من غرفة جرى الاتفاق على أن يختلي فيها العراف وزوجته مع فاطمة.

وبعدهم بقليل وصلت فاطمة ومعها حسين وبعض جيران الشيخ، فجلسوا في الصالة مع رجال الشرطة المتنكرين. ولم يكادوا يجلسون في الصالة حتى جاءت زوجة العراف وأومأت بيدها لفاطمة التي تبعتها الى الكمين الذي كان في انتظارها.

استقبلها العراف مرحبا هذه المرة، ثم طلب منها ان تبقى معه في الغرفة لبعض الوقت حتى يوحي للجالسين في الصالة بأنه يقرأ عليها التّعزيمات والتمائم، واقترح أن تَقُصّ عليه خلال ذلك تفاصيل ما فعلته هي ومِزنة بالشيخ، متحججا برغبته في معرفة مدى تطابق الاحداث مع ما اكتشفه بقدراته الروحانية!..

وبالفعل، راحت تروي له ما اقترفته يداهما. وما كادت تنتهي حتى اندفع المحققون الى الغرفة وقبضوا عليها بعدما سمعوا وسجلّت أجهزتهم كل كلمة.

كل التفاصيل السابقة، والتي نشرتها الصحافة في حينه، كانت لتظل طي الكتمان ولا تجد طريقها لوسائل الاعلام، لولا ان العراف افضى بها انتقاما من الشرطة التي نكثت الشرطة بوعدها له ولم تمنحه المسدس والرخصة كما طلب مكافأة على كشف الجريمة.

وعلى كل حال، فهو لم يطل سخطه وكف لسانه نهائيا، بعدما استرضته الشرطة برخصة اقتناء مسدس على أن يشتريه هو من ماله الخاص. والى اليوم لا يعرف احد بالتحديد من هو هذا العراف، كما ان الصحف احجمت عن كشف هويته.

اخبار ذات صلة