تصعيد على كل الجبهات...

سيناريوهات "إسرائيلية" للمرحلة المقبلة...هل يلجأ الاحتلال للاغتيال الصامت ويشن حرباً شاملة..!؟

الساعة 06:56 م|25 ابريل 2023

فلسطين اليوم

تلوّح "إسرائيل" بالعودة إلى سياسة تفعيل خيار الاغتيالات لقادة فصائل المقاومة الفلسطينية، لا سيما بعد حديث الإعلام العبري حول تعاظم قوة المقاومة وضرورة استعادة قوة الردع "الإسرائيلي" التي بدأت بالتآكل خلال الآونة الأخيرة، فهل سيُقدم الاحتلال على تنفيذ عملية اغتيال جبانة، وما السيناريوهات المتوقعة في المرحلة المقبلة.

محللان مختصان أجمعا على أن الاحتلال "الإسرائيلي" يتربص بقادة المقاومة ليقتنص الفرصة ويغتال أحد قيادات الصف الأول للمقاومة الفلسطينية في داخل غزة أو في الخارج.

المحلل العسكري والاستراتيجي اللواء واصف عريقات، أكد أن "إسرائيل" تنتظر التوقيت والمكان المناسب لمصلحتها وتنفيذ خططها، مبينًا أنه عندما يصاعد الاحتلال من التهديد فإن الفعل يقل، في الوقت الذي يحاول الاستفادة من عنصر المفاجئة والمباغتة.

عدة سيناريوهات

وقال عريقات في تصريخ خاص لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إن هناك عدة سيناريوهات واحتمالات مطروحة في الآونة المقبلة، أولها اللجوء إلى سياسة الاغتيالات في محاولة لترميم صورة الردع لديه، مستبعدًا ذلك في الوقت الراهن جراء الأزمات التي تحيط بالاحتلال مع الأردن من جهة، والأزمة السودانية، والولايات المتحدة من جهة أخرى.

والسيناريو الثاني حسب الخبير الاستراتيجي، فإنه يتمثل في تنفيذ عملية تقدم بري محدود، في ظل إسناد جوي وبري وبحري كثيف على محور أو أكثر، في محاولة لإحراز مكاسب ميدانية واعتقال مقاتلين أو تحرير أسرى للتأثير على المعنويات واعتباره انجازًا ميدانيًا.

حرب شاملة

وتطرق عريقات إلى السيناريو الثالث مشيرًا إلى أنه يعتبر الأخرى، وهو شن حرب شاملة يستخدم فيها التطويق والعزل والخرق السريع، وتقدم القوات البرية على محاور متعددة والوصول إلى مناطق إطلاق الصواريخ.

وأشار إلى أنه يتضمن استخدام قصف تمهيدي تدميري برًا وبحرًا وجوًا، واستخدام سياسة "الأرض المحروقة" كما جرى عام ١٩٨٢ في لبنان.

المقاومة واعية

وأوضح أن المقاومة الفلسطينية واللبنانية تعي بشكل عميق طبيعة العدو ومخططاته وما يخبأه، ولديها أيضا ما يمكن ان تفاجئ به العدو، مبينًا أن المقاومة برهنت على ذلك في مسارح العمليات وميادين القتال وخلال الإعتداءات "الإسرائيلية" الماضية.

ولفت الخبير العسكري، أن كل السيناريوهات واردة على طاولة الاحتلال، والمقاومة الفلسطينية مستعدة لكافة الاحتمالات وحذرت من أن أي محاولة للاغتيال سيكون الرد مختلف وتصعيد بلا حدود.

مهما كان الثمن

المختص في الشأن "الإسرائيلي" عزام أبو العدس، قال إن الاحتلال منذ سنوات طويلة لم يتوقف عن استخدام سياسة الاغتيال ضد المقاومة الفلسطينية، مشيرًا إلى أنها زادت خلال العامين الماضيين ورفع مجددًا سقف الاغتيالات في غزة أو لبنان مهما كان الثمن.

ورأي أبو العدس في حديثه لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الاحتلال إما يجهز الرأي العام والجبهة الداخلية لحرب كبيرة يعتقد من خلالها أنه سيسترد قوة الردع، والتي ستبدأ بموجة اغتيالات كبيرة على أسلوب الصدمة والترويع الأمريكي، وإما أن ذلك بهدف الاستهلاك الإعلامي.

وبيّن أن "إسرائيل" تعيش حالة أمنية معقدة فيما يرى الاحتلال أن سبيل الخروج الوحيد منها، تنفيذ ضربة قوية وموجعة ضد المقاومة الفلسطينية، إلا أن هناك شكوك بقدرة الاحتلال على ذلك.

كما أوضح المختص في الشأن "الإسرائيلي"، أن الاحتلال يدرك خطورة الثمن حال تنفيذ أي عملية اغتيال، متسائلًا: "هل الاحتلال مستعد لاستقبال ضربة صاروخية هائلة من المقاومة الفلسطينية تزامنًا مع أوضاعه الأمينة المتزعزعة والمتراخية".

كل الجبهات

وأشار أبو العدس، إلى أن التصعيد الأخير وإطلاق الصواريخ من لبنان وسوريا وغزة في آن واحد، وجه رسالة للاحتلال أن "التصعيد المقبل لن يكون على جبهة واحدة، والاحتلال أمام حقيقة واضحة أن التصعيد القادم سيكون على أكثر من جبهة في غزة والضفة والقدس والخارج".

وتابع: "إسرائيل غير مستعدة لتحمل أي تصعيد قادم، فهو يعاني من خسائر اقتصادية كبيرة جراء الاحتجاجات الأخيرة وانسحاب رؤوس الأموال للخارج، إلى جانب تردى وضع الجيش حسب مراقب الدولة، ناهيك عن عدم جهوزية الملاجئ لدى الاحتلال".

وتتزامن هذه السيناريوهات مع التحليق المكثف للطيران الاستطلاعي "الإسرائيلي" بكافة أنواعه في أجواء قطاع غزة.

اغتيال صامت وكسر عظم

وحذّر أبو العدس، من "لجوء نتنياهو إلى الاقدام على على عملية اغتيال صامتة، لا تحمل بصمة مباشرة للاحتلال، مبينًا أن ذلك هو الخيار الأقرب للاحتلال في المرحلة المقبلة".

واستبعد "أن يشن الاحتلال ضرب شاملة على المقاومة والمقامرة بكل شي، إما بالإنتصار على المقاومة واستنزاف قدراتها العسكرية والبشرية، في مقابل إطلاق المقاومة ضربات صاروخية كبيرة، ودخول الطرفين في معركة "كسر عظم".

دور الجهاد في الخارج

كما لفت أبو العدس، أن حديث الاحتلال عن الدور الخارجي لحركة الجهاد الإسلامي وحماس في تعاظم قوة المقاومة في الضفة، يظهر نية الاحتلال تنفيذ عملية اغتيال ضدهم في أي توقيت، إلى جانب التحريض على صالح العاروري باعتباره الرافعة للمقاومة والداعم لها في لبنان.

وفي وقت سابق، قالت ذكر الاعلام العبري، إن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ألمح إلى إمكانية العودة لسياسة الاغتيالات في قطاع غزة حال تدهور الأوضاع الأمنية.

وأضاف المراسل العسكري للقناة "12" العبرية نير دفوري، أن "الكابينت ناقش المسألة خلال جلسته الأخيرة، ودعا نتنياهو وزراءه إلى تجنب الحديث عن خيار العودة للاغتيالات على الإعلام".

والسبت، قالت القناة 12 العبرية إن "المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أعادت مجددا إلى طاولة المناقشات إستراتيجية وسياسة الاغتيالات لقادة الفصائل المسلحة الفلسطينية".

وذكرت القناة، أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بصدد إحداث تغييرات جذرية بكل ما يتعلق بسياسة الرد ومواجهة العمليات التي تنفذها الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية، وذلك في محاولة منها لإعادة قوة الردع.

الجدير بالذكر، أن الأراضي الفلسطينية تشهد توترًا متصاعدًا منذ مطلع العام الحالي، لا سيما عقب زيادة انتهاكات الاحتلال في الأقصى، والدخول في جولة تصعيد شهدت إطلاق صواريخ من غزة ولبنان وسوريا، أربكت حسابات الاحتلال

كلمات دلالية