الاحتلال يستعر في المسجد الأقصى... لماذا باب الرحـــمة؟

الساعة 12:14 م|25 ابريل 2023

فلسطين اليوم

مصلى باب الرحمة يعودُ مجدداً للواجهة بعد يومين من المداهمات والاقتحامات، حيث أقدمت قوات الاحتلال في ثاني أيام عيد الفطر المبارك، على اقتحام مصلى باب الرحمة في المسجد الأقصى المبارك، وصادرت العديد من محتوياته، وذلك بعد يومين من قطع وتخريب التمديدات الكهربائية داخل المصلى.

يبدو أن عين الاحتلال لا زالت على مصلى عين الرحمة؛ نظراً لأهميته الكبيرة له وسط تحذيرات مقدسية من التمادي وتنفيذ خطة السيطرة على باب الرحمة.

المختص في شؤون القدس، فخري أبو دياب، أكد أن الاحتلال يسعى للسيطرة الكاملة على المسجد الأقصى من خلال بوابة باب الرحمة، معتقداً بأن الاحتلال بذلك بدأ بتنفيذ وقائع تهويدية بحق "الأقصى".

وأوضح أبو دياب خلال حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الاحتلال لم يرق له الإنجاز الذي حققه المرابطون في شهر رمضان من خلال شد الرحال بأعداد كبيرة للمسجد الأقصى أذهلت الاحتلال؛ بالرغم من التشديدات والتضييقات.

وقال أبو دياب:" الاحتلال يريد تفريغ الإنجازات التي تم تحقيقها خلال شهر رمضان في المسجد الأقصى المبارك، ومنها وقف حكومة الاحتلال "الإسرائيلية" اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك في العشر الأواخر من رمضان".

وأضاف: "لا زالت عين الاحتلال على باب الرحمة، الذي هو ضمن مخطط التقسيم المكاني للاحتلال والتدرج بالسيطرة على المسجد الأقصى وتحويل 5 دونمات في محيط باب الرحمة لاقتطاعها وجعلها مكاناً للمستوطنين لأداء طقوسهم التلمودية".

البوابة الشرقية لما يسمى "بالهيكل"

وأشار المختص في شؤون القدس إلى أن أهمية باب الرحمة، تنبع من أن الاحتلال يعتبره البوابة الشرقية لما يسميه "بالهيكل" المزعوم "المسجد الأقصى المبارك"، وهو البوابة الوحيدة التي تؤدي لخارج أسوار الأقصى وهي التي غالباً يقوم الاحتلال باقتحام المسجد الأقصى من خلالها.

واعتقد أبو دياب، أن التقسيم الزماني والمكاني هناك نوايا "إسرائيلية" لتقسيم منطقة مصلى باب الرحمة؛ لاقتطاعها وفرض واقع دائم على المسجد الأقصى المبارك، مبيناً أن اقتطاع جزء من هذه المنطقة يعني التواجد "الإسرائيلي" الدائم في هذه المنطقة.

وبين أن هناك مطالب لجماعات الهيكل المتطرفة باقتطاع منطقة باب الرحمة بالتزامن مع رغبة المتطرف وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير استمرار اقتحام المسجد الأقصى ومصلى باب الرحمة وأداء الطقوس على مدار الساعة لفرض واقع جديد.

لفرض واقع جديد

وقال أبو دياب: "الاحتلال يريد أن يُبقي منطقة باب الرحمة فارغة من المسلمين وعدم إعمار هذه المنطقة من أجل فرض واقع جديد، وهذا ما حدث من خلال تخريب الاحتلال ما قام المرابطون بإصلاحه في مصلى باب الرحمة".

وأضاف :"الاحتلال يريد فرض السيطرة والهيمنة على باب الرحمة، وهو يريد أن يعتاد المسلمون على عدم التواجد فيه والصلاة فيه، وإبقاءه لتواجد المستوطنين لأداء طقوسهم التلمودية، معتقداً بأن التصدي والصمود الدائم للمرابطين هو الذي سيفشل كل محاولات الاحتلال للسيطرة على المنطقة".

ورأى أبو دياب أن الاحتلال يريد من خلال قضية ضم مصلى باب الرحمة الخروج من المأزق الداخلي الذي تمر به حكومة الاحتلال، لاسيما بعد الضربات القوية التي تلاقها الاحتلال في المواجهة الأخيرة في شهر رمضان المبارك.

من جانبه، رأى الباحث في شؤون القدس، زياد بحيص، أن مصلى باب الرحمة في قلب الاستهداف "الإسرائيلي" منذ إغلاقه في عام 2003 تحت ضغط قرار قضائي.

وقال بحيص :"في عام 2019 حاولت قوات الاحتلال أن تضع قفلاً على باب الرحمة وفشل الأمر بعد الهبة الجماهيرية من قبل المقدسيين، وكذلك شهد المصلى اعتداءات في أعوام 2021، 2022، 2023".

تكريس واقع أنه ليس مصلى

وأضاف بحيص :"في كل مرة يحاول الاحتلال أن يدخل لمنطقة مصلى باب الرحمة يحاول أن يكرس حقيقة بأن هذا المكان ليس مصلى".

وأوضح المختص المقدسي، أن التيار المتطرف الصهيوني في الحكومة "الإسرائيلية" بات يصنع القرار في هذه الحكومة، ويتبنى مشروع إزالة الشعب الفلسطيني وإحلال المستوطنين مكانهم، موضحاً أن هذا يحصل أيضاً من خلال الإحلال الديني على المقدسات، حيث يشن الاحتلال حرباً دينية على المقدسات والمسلمين في فلسطين.

وتابع بحيص: "تمكن المرابطون في ليلة القدر من تسوية الممر المجاور للمصلى، كما قام المرابطون بإنشاء مجموعة من السلاسل الحجرية وقام الاحتلال بتخريبها، كما تمكنوا من إصلاح شبكة الكهرباء في المصلى، موضحاً أن الاحتلال يريد أن يتم فرض حقائق في المصلى من قبل المرابطين بأحقيتهم فيه".

وأشار إلى أن قوات الاحتلال في أعقاب ذلك اقتحمت المصلى وقامت بتخريب كامل شبكة الكهرباء في المصلى، لافتاً إلى أن المرابطون قاموا بإصلاح شبكة الكهرباءعلى الفور بعد تخريبها من الاحتلال.

وكان عناصر من شرطة الاحتلال اقتحموا محيط باب الرحمة، ثم توزعوا عند الباب العلوي، والباب الرئيسي، وداخل المصلى"، ومنعوا المصلين التواجد داخل المصلى ومحيطه، وخلال ذلك قاموا بتفكيك بعض المحتويات مستخدمين السلالم، ثم وضعوها بأكياس سوداء وقاموا بمصادرتها بسيارة لشرطة الاحتلال.

 

 

 

 

كلمات دلالية