خبر اضغط قدر استطاعتك -هآرتس

الساعة 08:29 ص|31 مايو 2009

بقلم: آلوف بن

 (المضمون: في الاسابيع التالية سيحاول رئيس الوزراء نتنياهو وضع صيغة تبقي شركائه في الائتلاف وحزبه كاملا، وترضي اوباما وميتشيل في نفس الوقت - المصدر).

الرئيس الامريكي براك اوباما درج على ان يطرح "اهداف رؤيا" بعيدة المدى، كالسلام الاقليمي الشامل في الشرق الاوسط، ولكن في سلوكه العملي يفكر ويعمل كسياسي. هكذا في سياسته الداخلية والاقتصادية وهكذا في موقفه المركب من اسرائيل. تصريحاته ومواقفه محبوكة بدقة على قياس التأييد الذي تتمتع به اسرائيل في الكونغرس الامريكي.

اعضاء الكونغرس ملتزمون بالحفاظ على أمن اسرائيل وفي التصدي لايران، ولكنهم لا يؤيدون تعزيز المستوطنات. وعليه فان اوباما يشدد دعمه لأمن اسرائيل، ولكنه مستعد لان يصطدم برئيس الوزراء نتنياهو على المستوطنات، دون ان يخشى الثمن السياسي. وهو يعرف ان نتنياهو لا يمكنه ان يجند الكونغرس ضده، او الطائفة اليهودية.

هذه الاستراتيجية التي يمكن تسميتها "اضغط بقدر استطاعتك"، بلورها على ما يبدو رئيس قيادة البيت الابيض رام عمانويل. وهي تظهر في كل تصريح لمسؤولي الادارة حول الشرق الاوسط. واوباما عرضها مرة اخرى في لقائه مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، يوم الخميس الماضي. ومثلما في اللقاء مع نتنياهو، فالى جانب عباس ايضا ابرز اوباما نهجه الواقعي. فقد تحدث عن "مصلحة" الفلسطينيين، اسرائيل والولايات المتحدة في حل الدولتين، ولكنه لم يذكر تعبير مثل "احتلال" او "حقوق الفلسطينيين".

وكرر اوباما في لقائه مع عباس الحاجة لتعزيز أمن اسرائيل، مطالبا الفلسطينيين بوقف التحريض، واوضح معارضته للحوار مع حماس قبل ان تعترف المنظمة باسرائيل. هذه المواقف تتمتع بتأييد قوي في الكونغرس. ولكن لها ثمنا. عشية "خطاب المصالحة" لاوباما مع العالم الاسلامي في القاهرة يوم الخميس من هذا الاسبوع، يعرض مطلبا مركزيا واحدا على اسرائيل – وقف المستوطنات. هذه هي هديته للعالم العربي.

في نظرة الادارة، المطلب يترجم الى تجميد مطلق للبناء في المستوطنات واخلاء البؤر الاستيطانية غير القانونية. نتنياهو مستعد لان يخلي البؤر الاستيطانية ولكنه يصر على مواصلة البناء "لغرض الزيادة الطبيعية" حسب تفاهمات سلفيه مع بوش: البناء في نطاق منطقة البناء في المستوطنات التي خلف جدار الفصل؛ توسيع الكتل الاستيطانية التي داخل الجدار الى ما وراء خط البناء، ولكن بمحاذاته؛ وبناء حر في الاحياء اليهودية في شرقي القدس.

اوباما، من خلال مبعوثه جورج ميتشيل، يرفض التراجع ويصبر على التجميد المطلق، بما في ذلك كل شييء دون تنزيلات او حملات نهاية الموسم. وحسب نهجه، فان التفاهمات من عهد بوش لا تلزمه. الناطق بلسان وزارة الخارجية الامريكية المح بان اوباما غير ملتزم ايضا بـ "رسالة بوش" لاريئيل شارون في نيسان 2004، والتي فسرت كأعتراف بضم مستقبلي للكتل الاستيطانية لاسرائيل، وجاءت مقابل فك الارتباط على غزة وشمالي السامرة.

نتنياهو بعث الى الجبهة حيال الامريكيين الرمزيين الحمائميين في حكومته داني مريدور وايهود باراك، مؤيدي "حل الدولتين" وخريجي مؤتمر كامب ديفيد في 2000.. مريدور قاد الفريق الذي التقى بميتشيل في لندن الاسبوع الماضي وباراك يسافر هذه الليلة لاجراء محادثات مع كبار مسؤولي الادارة في واشنطن. رسالتهما هي ان التجميد المطلق ليس عمليا وليس اخلاقيا، او بتعبير اخر، ان على العالم ان يقبل المستوطنات وتطورها كحقائق ناجزة. واذا كان حتى مريدور وباراك يقولان هذا، فواضح أن لا امل في اقرار التجميد في الساحة السياسية الاسرائيلية. اما الامريكيون فيردون حاليا على الاقل بأن هذا لا يهمهم. اسرائيل تعهدت في خريطة الطريق بتجميد مطلق للبناء بما في ذلك الزيادة الطبيعية – والان فلتنفذ.

النقاش لا يزال في بدايته ولكنه يضع نتنياهو امام معضلة صعبة، ستؤثر ايضا على مصير ائتلافه، ليس لديه الكثير من الاوراق في اللعبة السياسية حيال اوباما، وهو يفهم بانه سيتعين عليه ان يعطي شيئا للامريكيين. في الاسابيع التالية سيحاول رئيس الوزراء وضع صيغة تبقي شركائه في الائتلاف وحزبه كاملا، وترضي اوباما وميتشيل في نفس الوقت.