في يوم القدس العالمي.. ما دور الأطر الطلابية والشبابية تجاه نصرة القدس؟

الساعة 12:32 م|17 ابريل 2023

فلسطين اليوم

بدعوة كريمة من اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية- مكتب فلسطين شاركت في ندوة حوارية بعنوان الهيئات الشبابية والطلابية ودورها في نصرة القدس، وذلك في إطار فعاليات احياء يوم القدس العالمي، حيث شارك في الندوة الحوارية كوادر العمل الطلابي والشبابي على اختلاف ألوانهم السياسية والأيدلوجية، وكان بارزاً خلال الندوة أهمية القدس في نفوس الحضور وقدرتهم على انتاج أفكار رائدة وإبداعية تهدف للتمسك بالهوية الفلسطينية وفي مقدمتها القدس بكل ما تمثله من إرث حضاري وعقائدي وإنساني للأمة العربية والإسلامية.

وخلال مداخلتي أكدت على قيمة الوعي في قضية الدفاع عن القدس، ودور محور المقاومة في مواجهة محور الشر والاستكبار، وذلك بعيداً عن الكلام المنمق والإنشائي، بحيث أن المطلوب تحويل المداخلات والكلمات الطويلة إلى برامج عمل داخل الجامعات تعزز قيمة الوعي لدى طلابنا وشبابنا خاصة وأن الجامعات بات يغيب عنها ممارسة دور حقيقي للعمل الطلابي في ظل اختزال جزء كبير من هذ الدور في صورة يتم تصديرها للإعلام كنشاط تم توثيقه بعيداً عن المحتوي الأساسي الذي يجب أن يقدم للطلبة في إطار تعزيز الرواية الفلسطينية في ظل حرب الرواية التي نخوضها مع الاحتلال على كافة الأصعدة، ومن أهم الجبهات التي يجب على الأطر الطلابية والشبابية تعزيزها هي جبهة الوعي،  فالوعي يمثل السلاح الأبرز الذي يجب أن نواجه به سياسة كي الوعي التي يحاول الاحتلال فرضها على شعبنا وأمتنا طوال عقود, على قاعدة فرق تسد، وتطرقت خلال مداخلتي إلى معركة وحدة الساحات باعتبارها نموذج يدل على بصيرة وحكمة قيادة حركة الجهاد الإسلامي وخاصة أمينها العام المجاهد أبوطارق النخالة حينما أطلق في الخامس من أغسطس من العام الماضي اسم وحدة الساحات على المعركة التي أعقبت اغتيال الشهيد تيسير الجعبري، والتي اعتقد البعض في حينه بأن الاسم كبير والعنوان ضخم وهو أقرب منه للخيال من الواقع، ولكن بعد أقل من عام أصبحت وحدة الساحات واقع وحقيقة يتحدث عنها كافة أبناء شعبنا وأمتنا، وهذه الحكمة والبصيرة لم تكن عبثاً لدى قيادة الحركة بقدر ما كانت نابعة عن حالة الوعي في قراءة الصراع مع الاحتلال الصهيوني، وهي ذات حالة الوعي التي امتلكتها الحركة في قراءة المتغيرات والتحولات التي حدثت في عام 2011 في الوطن العربي وكيف استطاعت قيادة الحركة أن تقرأها بكل وعي واقتدار، ليسير على نهجها فيما بعد بقية قوى المقاومة لتؤكد صوابيه نهج وفكر الحركة، ولذلك يمكن القول بأن الوعي كان يمثل المحك الرئيس الذي يمكن من خلاله قراءة الأحداث والتعاطي معها بكل قوة وثقة.

وتحدثت خلال الندوة بأن العمل الطلابي أكبر من مسألة وقفة أو فعالية تقام من أجل التضامن مع القدس، في حين أن الأهم هو زراعة وتعزيز حالة الوعي، فإن استطعنا أن نعزز حالة الوعي لدى جموع الطلبة فهذا يعني طلقة جديدة على رأس المشروع الصهيوني، وتطرقت للشهيد مهند حلبي طالب الحقوق في جامعة القدس أبوديس ومنسق الرابطة الإسلامية بها، وكيف تمكن أن يفجر انتفاضة القدس التي شهدت بداية موجة من عمليات الطعن والدهس، والتي يمكن أن تؤرخ باعتبارها الطلقة الأولى لانطلاق أحداث الضفة الحالية مع ما استجد عليها من عملية الفرار من سجن جلبوع ودور الشهيد جميل العموري، بمعنى أن الوعي الذي كان لدى الشهيد مهند حلبي جعل منه أيقونة في المواجهة مع الاحتلال، وعلى كل الأطر الطلابية أن يضعوا مهند حلبي أمام أعينهم حين وضع برامج توعوية تجاه القدس والقضية الفلسطينية وكيف استطاع شاب طالب جامعي أن يفجر انتفاضة في الضفة نشهد ثمارها حتى الآن.

وقد أكدت خلال الندوة على جُملة من الأفكار التي يجب على الأطر الطلابية التفاعل معها، أبرزها؛ الخروج من مسألة خطاب ومحاورة الذات، حيث أننا كأطر طلابية نمتلك العديد من التخصصات الجامعية التي يمكن لنا استثمارها تجاه نصرة القدس في حال عملنا على مبدأ التكامل، وعلى سبيل المثال قيام طلبة الوسائط المتعددة والإعلام من صنع مواد مرئية عن انتهاكات الاحتلال ضد الأطفال والنساء والمعتكفين وذلك بعدة لغات عبر طلبة جامعيين يدرسوا لغات أجنبية، وبالتالي مخاطبة العالم من خلال نشر هذه الانتهاكات والتعليق عليها بأكثر من لغة، ومن ثم الاستفادة من الكوادر الطلابية وخاصة طلبة الـ IT (الهندسة وتكنولوجيا المعلومات) في الترويج لهذه المواد عبر وسائل التواصل الاجتماعي وكذلك عبر آلاف الحسابات التي يملكها الطلبة والشباب على وسائل التواصل الاجتماعي "فيسبوك – تويتر – يوتيوب – إنستغرام .. إلخ)، بمعنى أننا فقط قمنا بترتيب الجهود وتنسيقها مع الطلبة من أصحاب التخصصات المتنوعة وقمنا بإنتاج مادة تحمل التعريف بالقدس وحقنا كفلسطينيين بها وتوضيح الانتهاكات الصهيونية بحق شعبنا بالقدس، وكل ذلك دون أن يكلفنا ذلك أي مبالغ أو موازنات مالية، فقط ما نحتاجه هو النية والإرادة والقدرة على اتخاذ القرار والخروج من عباءة الأنشطة الروتينية والنمطية التي يعتبرها البعض مهمة في إطار الحصول على الصورة، فهناك العديد من الأنشطة التي لها تأثير قوي ولا تحتاج إلى صرف موازنات مالية، فقط المطلوب أن نطلق المجال للطلبة لإطلاق مبادرات ونستمع لهم ولأفكارهم، ونضع مؤشرات قياس حقيقية في إطار تنفيذ هذه الأنشطة.

كما أكدت على البُعد العربي والإسلامي والدولي في نصرة القدس وذلك من خلال التشبيك مع الاتحادات الطلابية والشبابية في الوطن العربي والإسلامي وأحرار العالم، حيث قطعنا فيما سبق خطوة هامة تجاه هذا الأمر وقمنا باختراق مهم مع العديد من الاتحادات الطلابية والشبابية العربية والإسلامية والدولية، والتي لها كان له دور بارز في تعزيز حالة الوعي لدى طلبتهم وشبابهم، وذلك من خلال التنسيق معهم في تنفيذ مؤتمرات وبرامج عمل مشتركة تعزز من قيمة القدس في نفوسهم، وتعمل على نشر الوعي بالتعريف بالقدس وخطورة الاحتلال العنصري ضد المدينة وأهلها، فالمطلوب أن نكمل في هذا الطريق ونسجل نقاط انجاز ونجاح في قضية البُعد العربي والإسلامي وهذا الإنجاز، ونحن هنا نتحدث عن فضاء ومجال مفتوح لنا ولا يحتاج الى تعقيدات ومصاريف مالية، فقط المطلوب أن ندرك قيمة المكان الذي نقف على رأس مسؤوليته وأن نفكر خارج الصندوق ونطور من أنفسنا ومن طريقة تفكيرنا.

وقد ختمت مداخلتي في التأكيد مجددا ًعلى تعزيز حالة الوعي لدى الكوادر الطلابية داخل الجامعات باعتبارهم رأس مالنا كأطر طلابية، فإن فقدنا الوعي، فقدنا أنفسنا ومشروعنا وقضيتنا، لاسيما وأن العديد من الطلبة لا يعرف ماذا يعني التهويد الزماني والمكاني، ولا يعرف خطورة مسمى القدس الشرقية والغربية، ولا يعرف الفرق بين المصلى القبلي والمسجد الأقصى، ولا يعرف ماذا تعني ضرائب "الأرنونا" التي يفرضها الاحتلال على المقدسيين وخطورتها، وكذلك لا يطلع الطلبة والشباب على مجموع الوحدات الاستيطانية التي قدمت خطط لبنائها أو صادقت عليها الحكومة الصهيونية خلال الفترة الأخيرة في القدس المحتلة، وكذلك مجموع عدد عمليات الهدم التي طالت المنازل السكنية والمنشآت في مدينة القدس خلال السنوات الأخيرة وتداعياتها على التحولات الديمغرافية في القدس والتحديات التي تواجهنا، وبالتالي إحداث اختلال بالميزان الديموغرافيّ الذي يسعى الاحتلال لتكريسه بالقدس، وباعتقادي هذه معركة وعي مع الاحتلال، وإن لم نملك القدرة على إدارتها وتعزيزها لدى جموع الطلبة والشباب، خاصة وأننا بحاجة لوجود قيادة تنصرف عن توافه التفاصيل وتنغمس في عظائم الأحداث، وكذلك في ظل حاجتنا لقيادة طلابية وشبابية تعمل على رفد العمل المقاوم بالكوادر المختصة والواعية القادرة على تغيير موازين القوة لصالح المقاومة ومحورها الصادق المؤمن بتحرير القدس وزوال الكيان الصهيوني.

كلمات دلالية