تحدث للمرة الأولى: الإمارات تتخذ قراراً هاماً بشأن صلاة الجمعة يوم العيد

الساعة 10:34 ص|16 ابريل 2023

فلسطين اليوم

صدر بيان عن مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، حول حكم الصلاة الشرعي في حال وافق عيد الفطر يوم جمعة.

وأكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، أنه من المقرر أن تجتمع لجنة تحري هلال عيد الفطر مع غروب شمس يوم الخميس 29 رمضان 1444 هجري والموافق 20 أبريل 2023، لتحري هلال شهر شوال.

وأضافت أنه من المتوقع أن يكون يوم الجمعة 21 أبريل هو يوم عيد الفطر، وفقاً لتوقعات الدراسات العلمية التي قامت بها المراصد الفلكية المعتمدة، ومن ثم فإن مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي وانطلاقًا من مهامه واختصاصاته التي أناطتها به القيادة الرشيدة في الدولة، واستجابةً لسؤال غالبية النَّاس حول حكم صلاة الجمعة في حال اجتمع العيد والجمعة في يوم واحد.

وتابع البيان: "أولا..نسأل الله تعالى أن يبارك لنا فيما تبقى من شهر رمضان المبارك، وأن يعيننا فيه على الصيام والقيام وصالح الأعمال، وأن يوفقنا لقيام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، وأن يجعلنا من عباده المقبولين".

وأضافت المجلس في بيانه: "ثانيا..إنه فيما بتعلق بإقامة صلاة الجمعة في حال وافقت يوم العيد فهي مسألة خلافية بين العلماء، والذي يفتي به مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن تقام كلٍّ منهما في وقتها ووفق سنتها، وذلك للأدلة الشرعية الآتية:

يقول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون" (الجمعة: 9)، ووجه الاستدلال أن الآية أمرت بالسعي للجمعة عند النداء لها، وهي عامة في كل الأيام، ولا يجوز تخصيصها إلا بوجود دليل صالح لأن يخصص به عموم هذا النص القطعي، كنا أن جميع الأدلة الواردة حول إسقاط الجمعة عمن صلى العيد ظنية الثبوت ظنية الدلالة".

عن النعمان بن بشير قال: "كان رسول الله قرأ في العيدين وفي الجمعة بسبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية، قالَ: وإذا اجتمع العيد والجمعة في يوم واحد يقرأ بهما أيضا في الصلاتين"، وهذا دليل على أن الرسول كانً يلتزم بالصلاتين يصلي كلا منهما في وقتها، ولم يرد عنه أنَّه لم يصلِ الجمعة لأنَّه قام بصلاة العيد.

صلاة الجمعة أحد أعظم فرائض الإسلام، وهي الصلاة الوحيدة التي أجمع العلماء على أنَّ حضورها جماعةً فرض عين على المكلف بها إذا لم يكن له عذر يبيح له التخلف عنها، أما حكم صلاة العيد عند أهل العلم دائر بين السنية والوجوب العيني أو الكفائي، ومن القواعد الفقهية المقررة شرعًا أنَّ الفرض لا يسقط بما هو أقل مرتبة في حكم الشرع.

أن ما أفتى به مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي هو قول جمهور العلماء، وهو المشهور في مذهب مالك، وإليه ذهب أبو حنيفة، والشافعي، وهو رواية عن أحمد.

إن الأدلة الشرعية الواردة في هدي النبي محمد حول الترخيص لمن حضر صلاة العيد بأن يصلي الظهر بدلاً عن الجمعة، لم تغب عمّا اختاره المجلس وفقا لما جرى عليه العمل ورجحه الدليل، وإنَّ جميع هذه الأدلة قد أجاب عنها العلماء ووضحوا المقصود منها، ويمكن الرجوع في ذلك إلى مواضعه في كتب الفقه وشروح الحديث، علمًا أنَّه من أخذ بالقول الآخر للعلماء الذين رأوا الرخصة بترك الجمعة لمن صلى العيد ويصلي الظهر بدلاً عنها فلا حرج عليه في ذلك، وإن صلاها جمعةً أخذًا بالعزيمة فهو الأفضل؛ خروجًا من الخلاف واستصحابا للأصل".

وتابع المجلس: "ثالثا..يدعو مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي جميع المسلمين وقد سمت نفوسهم وارتقت أرواحهم وتزودوا بالتقوى والإيمان أن يتخذوا العيد فرصةً عظيمةً لصلة الرحم، وإصلاح ذات البين، وتحقيق السلام، ونشر الوئام مع الناس أجمعين، كما يوصي المجلس بالحرص على الإحسان إلى الفقراء والمساكين، وإدخال السرور على اليتامى والأرامل والمحتاجين، وذلك لتكتمل فرحتنا جميعًا بالعيد".

واختتم البيان: "رابعا..يتوجه مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي إلى الله تعالى في هذه الأيام الفاضلة أن يعيد هذه المناسبات السعيدة على دولة الإمارات قيادةً وشعبًا وعلى المجتمعات العربية والمسلمة وعلى العالم أجمع بالخير واليمن والبركة، وقد تحقق الاستقرار وانتشر السلام وعمَّ الرخاء جميع الأمم والشعوب، إنَّه سميعٌ مجيب".

كلمات دلالية