الذكرى الـ21 الشبل منير وشاحي

الساعة 12:38 م|15 ابريل 2023

فلسطين اليوم

إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بروحهم وريحانهم، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.

كان مخيم جنين على موعد مع فارسه منير عيسى وشاحي في 29 سبتمبر 1984م، لعائلة كريمة من عوائل شعبنا، تنحدر من بلدة "اجزم" قضاء حيفا المحتلة. وكان ترتيبه السادس بين أشقائه السبعة وشقيقته الوحيدة.

تلقى الفارس منير تعليمه في لمدارس التابعة لوكالة الغوث الدولية، ودرس الثانوية في مدرسة جنين، وعرف عنه تفوقه المتميز في الدراسة، فكان دائماً من الأوائل على مستوى فصول المدرسة، وتم اختياره ضمن دورة كشفية في فرنسا لمدة 45 يوماً للطلبة الأوائل.

 

انتمى لحركة الجهاد الإسلامي، وعمل ضمن صفوفها بكل إخلاص وتفان، ثم التحق بجناحها العسكري سرايا القدس وكان يتمتع بروح وطنية جياشة عبر عنها من خلال مشاركته في المواجهات وصد اجتياحات المخيم.

وعندما وقعت ملحمة المخيم، كان منير يستعد للثانوية العامة، لكنه استبدل كتبه وحقيبته بأكواع وعبوات ناسفة، وترك وصيته التي كتبها بخط يده، وعبر فيها أنه نذر نفسه للشهادة في سبيل الله. وكان له دور في تفجير عدد من العبوات الناسفة التي استهدفت أرتال الدبابات والجيبات العسكرية، وتصنيع القنابل اليدوية المحلية وتعليم الآخرين عليها.

شهيداً على طريق القدس:

في اليوم الثالث لملحمة جنين نيسان 2002م، أخذ الشهيد الفارس يترقب إحدى الدبابات الصهيونية لعلها تمر فوق العبوة الناسفة التي أعدها للتفجير وأثناء عملية الانتظار أطلق أحد القناصة الصهاينة الرصاص على الشهيد الفارس منير، فأصابه في كتفه اليمنى، وبقي ينزف لمدة زادت عن 24 ساعة حيث لم تسمح قوات الاحتلال بإسعافه حتى لقي ربه شهيداً، وبعد يومين على استشهاده استشهدت والدته لتلحق بابنها.

استشهاد أم منير وهي تعد الإفطار للمقاومين:

كانت أم الشهيد منير وشاحي تستيقظ فجراً لتصلي الفريضة ثم تبدأ بإعداد طعام الفطور للشباب المقاتلين بشكل شبه يومي، ثم تبدأ رحلته الأصعب في إيصال ما صنعته داخل المخيم، فكانت تنتقل من زقاق إلى زقاق وتتحين فترات الهدوء من القصف الصهيوني العنيف، ورصاص القناصة الذي يترصد كل حركة.

تعرض منزلهم للقصف وأصيبت بشظية في رأسها، حيث كانت ملقاة على العجين الذي كانت تحضره، وعجز الإسعاف عن الوصول إليهم بسبب حركة القناصة والدبابات، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة أمام زوجها ونجلها الصغير، وبقيت داخل الغرفة يومين كاملين. ولم تكن الأم تعلم، في تلك اللحظات، نبأ استشهاد ابنها منير، حتى التحقت به بعد يومين.

 

كلمات دلالية