السيد رئيسي في يوم القدس: يجب أن يعلم الجميع أنّ إيران مصرّة باستمرار على دعم جبهة المقاومة

الساعة 06:28 م|14 ابريل 2023

فلسطين اليوم

أكّد الرئيس الإيراني السيد ابراهيم رئيسي أنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية مصرّة باستمرار على دعم جبهة المقاومة وليس لديها أدنى تردّد في الأمر، وعلى الجميع أن يعلم ذلك، لافتًا إلى أنّ تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني يمثّل خيانة للشعب الفلسطيني، ولجبهة المقاومة.

وفي كلمة له بمهرجان "الضفة درع القدس" في قطاع غزة، إحياءً ليوم القدس العالمي، شدّد الرئيس الإيراني على أنّ مصداق مواجهة الظالمين والانتصار للمظلومين، يتجلّى اليوم على أرض فلسطين السليبة، من خلال شعبها، مشيرًا إلى أنّ بعد مضيّ أكثر من سبعين عاماً على الاحتلال الاسرائيلي، يجب القول حقاً بأنّ أبطال هذا الميدان هو أهل كل فلسطين.

وأوضح السيد رئيسي، أنه إذا كان البعض بالأمس يجلس على طاولة المفاوضات السياسية لتقرير مصير فلسطين، فإن زمام المبادرة وتقرير المصير، هي اليوم بيد المقاومين الفلسطينيين في ساحات المواجهة، مشدّدًا على أنّ موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم يتغيّر أبداً منذ اليوم الأول، في دعم القضية الفلسطينية.

ولفت الرئيس الإيراني إلى أنّ الإمام الخامنئي (حفظه الله تعالى) يعتبر القضية الفلسطينية أهمّ قضية في العالم الإسلامي، وهو يعتقد بأن قضية المقاومة تمثّل القضية الراهنة، ويجب دعم وتعزيز جبهة المقاومة، موضحًا أنّ كلّ سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقوم على هذا الأساس.

وفي حديثه عن أنّ الكيان الصهيوني، يسعى اليوم وراء تطبيع العلاقات مع الدول الإسلامية، لكي يبرّئ نفسه، ويوفّر الأمن لكيانه، قال السيد رئيسي، إنّ "تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني يمثّل خيانة للشعب الفلسطيني، وخيانة لجبهة المقاومة، وبمثابة طعنة في ظهر المقاومة وفلسطين العزيزة".

وشدّد الرئيس الإيراني على أنّه يجب على الحكومات أن تعلم أنها إذا أرادت أن تتفاعل مع شعوبها، فعليها أن تدرك جيداً تطلّعات ورغبات الشعوب في الإبتعاد عن الكيان الصهيوني، لافتًا إلى أنّ التطبيع لن يوفّر الأمن للكيان الصهيوني، ولا للحكومات التي تقيم العلاقات معه.

في ما يلي نص الكلمة:

"بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين وصحبه المنتجبين"

أبارك للجميع الأيّام الزاخرة بالنور في شهر رمضان المبارك، وليالي القدر في العشرِ الأواخر منه. كما أتقدّم بالتهاني باقتراب حلول عيد الفطر السعيد.

شهرُ رمضان هو شهر العبادة وطاعة الباري تعالى، وهو شهر التقرّب الى الذات الإلهية، وهو شهر معاداة الظالمين والطغاة والابتعاد عنهم. وقد قال الشهيد العظيم لهذا الشهر: "كونا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً".

إنّ مصداق مواجهة الظالمين والانتصار للمظلومين، يتجلّى اليوم على أرض فلسطين السليبة، من خلال الشعب الفلسطيني المظلوم،والذي يقدم أروع صور في البطولة رغم مظلوميّته. فالمقاومة المنقطعة النظير للشعب الفلسطيني، والسنوات الطويلة من الصمود والثبات دفاعاً عن فلسطين والقدس، جديرةٌ بالتقدير من قِبل البشرية جمعاء، وهي لا شك تزيد هذا الشعب مكانة عند الله تعالى وقرباً منه.

التحيّة لقادة المقاومة وعوائل الشهداء والحضور الكريم في غزة، والتحيّة للمقاتلين في ساحات المواجهات المختلفة في فلسطين، الذين صنعوا الملاحم. التحيّة لشهداء فلسطين الأبرار وشهداء القدس الشريف، وشهيد القدس الحاج قاسم سليماني. التحيّة للرجال والنساء والفتية الأعزّاء الذين ضحّوا على الدوام بكلّ إخلاص بحياتهم وأرواحهم الطيّبةِ دفاعاً عن فلسطين وعن القدس الشريف. والتحيّة للأمّهات والزوجات والأخوات والنساء الغيارى الصابرات والمقاوِمات في فلسطين.

لقد أعلَن إمامُنا الجليل؛ الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه بأن القضية الفلسطينية هي القضية الكبرى والأساسية في العالم الإسلامي، وأن تحرير القدس هو هو الهدف الأسمى في العالم الإسلامي. ولإعلاء هذا الهدف، ولكي تتحوّل قضية القدس إلى قضية محوريّة للعالم الإسلامي، أعلن الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك يوماً عالمياً للقدس، لكي تتّجه أنظار العالم كله نحو القدس الشريف، ونحو مظلومية الشعب الفلسطيني، وينتبه العالم للظلم والاضطهاد والاستكبار الذي يمارسه الكيان الصهيوني وحُماته في العالم.

بعد كل هذه السنين، وبعد مضيّ أكثر من سبعين عاماً على الاحتلال، يجب القول حقاً بأنّ أبطال هذا الميدان هم أنتم يا أهل غزة، والمقاومون في الضفّة الغربية وكل فلسطين، حيث أثبتتم أنكم تمسكون بزمام المبادرة في الميدان. وإذا كان البعض بالأمس يجلس على طاولة المفاوضات السياسية لتقرير مصير فلسطين، فإن زمام المبادرة وتقرير المصير، هي اليوم بيد المقاومين الفلسطينيين في ساحات المواجهة.

إن موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم يتغيّر أبداً منذ اليوم الأول، في دعم القضية الفلسطينية. إن الإمام الخامنئي (حفظه الله تعالى) يعتبر القضية الفلسطينية أهمّ قضية في العالم الإسلامي، وهو يعتقد بأن قضية المقاومة تمثّل قضيتنا الراهنة، ويجب دعم وتعزيز جبهة المقاومة. إن كلّ سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقوم على هذا الأساس. نحن ليس لدينا أدنى تردّد في دعم المقاومة. ويجب أن يعلم الجميع حقيقةَ أنّ الجمهورية الإسلامية مصرّة باستمرار على دعم جبهة المقاومة.

العالم يشهد تشكّل نظام جديد، وفي هذا النظام الجديد تتعزّز قوى جبهة المقاومة، مقابل أفول وتراجع جبهة الأعداء. انظُروا إلى الأوضاع في الولايات المتّحدة وقارنوها بالماضي، سوف تجدون دون شكّ مؤشّرات أفول السيطرة الأمريكية، سواء على صعيد المنطقة أو العالم. انظروا إلى أوضاع الكيان الصهيوني الذي تؤكّد المؤشّرات اليوم، بكلّ وضوح، بأنها الأسوأ مقارنة بكل الفترات السابقة، وها هو يتّجه نحو الزوال.

إن تيّار المقاومة شامخٌ اليوم أمام تيّار المساومة. إن تيّار المساومة، هو التيار الذي كان على الدوام، يسعى لحرف مقاومة الشعب الفلسطيني، وإضعاف حركته. فهل نسينا اتّفاقيات أوسلو وشرم الشيخ وكامب ديفيد، وكل الاتفاقيات التي لم يلتزم بها العدو، ولم يولّها أدنى اهتمام. إن القرآن الكريم يصرّح: " إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ"، وإنهم ناكثو العهود. فيجب عدم الركون إلى مواثيقهم.

الكيان الصهيوني، يسعى اليوم وراء تطبيع العلاقات مع الدول الإسلامية، لكي يبرّئ نفسه، ويوفّر الأمن لكيانه. وأنا أقول بأن تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني يمثّل خيانة للشعب الفلسطيني، وخيانة لجبهة المقاومة. وبمثابة طعنة في ظهر المقاومة وفلسطين العزيزة. وعلى الحكومات أن تعلم أنها إذا أرادت أن تتفاعل مع شعوبها، فعليها أن تدرك جيداً تطلّعات ورغبات الشعوب في الإبتعاد عن الكيان الصهيوني. وفي النهاية، فإن التطبيع لن يوفّر الأمن للكيان الصهيوني، ولا للحكومات التي تقيم العلاقات معه.

مجدّداً، آملُ أن يكون شهر رمضان المبارك والزاخر بالنور، مباركاً عليكم جميعاً، وآملُ أن يحقّق المجاهدون الفلسطينيون الأعزّاء في ميادين المواجهة، انتصارات باهرة، يوماً بعد آخر. كما آملُ أن نُقيم الصلاةَ نحن المسلمون جميعاً في القدس الشريف، إلى جانب الفلسطينيّين الأعزّاء.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته"

كلمات دلالية