لا سلام دون أن تسقط "إسرائيل"...

القائد النخالة: وحدة قوى المقاومة ركيزة مهمة لدعم الشعب الفلسطيني

الساعة 03:25 م|14 ابريل 2023

فلسطين اليوم

أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة، أن وحدة قوى المقاومة العربية والإسلامية في مواجهة المشروع الصهيوني ركيزة مهمة لدعم الشعب الفلسطيني وهزيمة الصهاينة، مشددًا على أن الشعب سيقاتل "إسرائيل" حتى لو استمر الصراع 1000 عام.

وقال القائد النخالة في كلمة له خلال احتفالية في العاصمة العراقية بغداد بمناسبة يوم القدس العالمي، "إن شعبنا الصابر لديه يقيناً حتمياً بالانتصار وخلق زلزالاً في العقل الصهيوني انهم في المكان الخطأ وهذه الخطوة الأولى للانتصار".

ووجّه التحية إلى شعب العراق العظيم، إلى شعب العراق العظيم والشجاع وإلى علمائه ومراجعه الذين يحفظون للإسلام حضوره الدائم.

وأضاف القائد النخالة، أن الشعب الفلسطيني لديه مسؤولية تاريخية، وسيقاتل حتى لو استمر القتال ألف عام، حتى تحرير القدس وكامل فلسطين.

كما وجّه بالتحية والتهنئة لشعبنا العظيم المجاهد الذي يقاتل على مدار الوقت مدافعا عن فلسطين ومقدساتها وعن القدس وهويتها العربية والإسلامية.

 وأردف: "الشعب الفلسطيني المجاهد، ومقاتليه الأبطال الذين ينتشرون على مدى فلسطين وضفتها المباركة، وكتائبها المقاتلة التي تمثل اليوم درع القدس، وعلى مدى جوارها، يخرجون لهم من كل مكان، في شهر رمضان المبارك، وفي أيام القدر العظيمة".

وتابع: "ليفهم العالم أن شرط سلامنا الأول هو تفكيك المستوطنة الملعونة إسرائيل التي أقامها الغرب في فلسطين، وليسمع العالم والغرب الذي يحمي إسرائيل، أن لا سلام دون أن تسقط الخطيئة التي أسسوها في فلسطين".

كما أشاد القائد النخالة، بساحات المقاومة التي تؤكد حضورها ودعمها للشعب الفلسطيني، ورايات المقاومة تعلو من كل مكان في يوم القدس العالمي.

وأردف: "القدس عنوان يختصر فلسطين، ونحتفل بيوم القدس العالمي لنؤكد على وحدة أمتنا حول القدس ومسجدها، ونجدد العهد لله ولأنفسنا على الجهاد والقتال من أجل تحريرها، وتحرير فلسطين".

وشدد القائد النخالة أن الشعب الفلسطيني الصابر لديه يقين حتمي بالانتصار، مشيرًا إلى أنه خلق زلزالًا في العقل الصهيوني جعلهم يقرون أنهم في المكان الخطأ.

ووجّه القائد النخالة رسالة إلى العراقيين: "يا شعب العراق العظيم أتينا ونحن ندرك ماذا يعني العراق وحضورها الفاعل، فهي قلب العرب والركن ثابت، فلا تغيبوا عن فلسطين، ولا تغيبوا عن بيت المقدس، فأنتم خير من دافع عن الحق رفضًا للظلم وطلبا للحق والحرية".

وفيما يلي نص الكلمة كاملة: 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي كرمنا بعبادته، ووهبنا شهر رمضان المبارك، نجدد فيه البيعة لله، ونتحرر من الخوف، وتنبعث أرواحنا أكثر طهارة وأكثر نقاءً من جديد.

وبهذه المناسبة العظيمة، أتوجه بالتحية إليكم، وإلى شعب العراق الشجاع والعظيم، وإلى علمائه ومراجعه الأجلاء الذين يحفظون للإسلام حضوره الدائم في حياة الناس، وإلى قادته السياسيين والعسكريين الذين يحمون العراق، ويحرسون سيادته.

كما أتوجه بالتحية والتهنئة إلى شعبنا العظيم والمجاهد الذي يقاتل على مدار الوقت، مدافعًا عن فلسطين ومقدساتها، وعن القدس وهويتها العربية والإسلامية. والتحية موصولة إلى أرواح شهداء شعبنا العظام، وعوائلهم الشريفة، وأسرانا ومعتقلينا الأبطال في سجون الاحتلال الصهيوني، وفي مقدمتهم الشيخ المجاهد خضر عدنان، المضرب عن الطعام منذ أكثر من شهرين.

كما أتوجه في هذا المقام بالتحية لأرواح شهداء العراق الذين ارتقوا شهداء على أرض فلسطين، وامتزج دمهم بدماء شهداء فلسطين. وكذلك التحية لشهداء العراق الذين دافعوا عنه في مواجهة الغلو والتطرف الأسود، وحفظوا للعراق وجهه الحضاري الذي تميز به على مدار التاريخ. وهنا يستحق القادة الكبار الشهداء، الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس، كل إجلال وتقدير، لدورهم المميز في أن يبقى العراق عربيًّا إسلاميًّا كما أراده شعب العراق.

والحمد لله الذي جعل قلوب الأمة وأفئدتها تتوجه للقدس التي ترزح تحت الاحتلال الصهيوني، لتعمل من أجل تحريرها، فكم كان ملهمًا الإمام الخميني العظيم رضوان الله عليه، عندما أعلن أن الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك يوم عالمي للقدس، فهي عنوان يختصر فلسطين.

وها نحن نحتفل بهذا اليوم المجيد، ونحيي مناسبة عظيمة، نؤكد فيها على وحدة أمتنا حول القدس ومسجدها المبارك، ونجدد العهد لله ولأنفسنا على الجهاد والقتال من أجل تحريرها، ومن أجل تحرير فلسطين التي يتجلى فيها الظلم بأبشع أشكاله، وتطهير القدس من رجس الاحتلال. وعندما يكون للقدس يوم، فإن يوم القدس يختصر التاريخ، ويختصر الجغرافيا، ويصبح عنوان نهوضٍ لأمةٍ تمتلك يقينًا مطلقًا بالانتصار، وتحرير القدس ومسجدها.

إن القدس ومسجدها ومقدساتها تئن اليوم تحت أحذية الغزاة القتلة، وهي تنزف شهداء بلا توقف، وإن المشاهد اليومية في المسجد الأقصى، وفي ساعات العبادة، حيث يدوس الصهاينة القتلة كل شيء مقدس، القرآن والإنسان والمكان والزمان، كافية ليرى العرب والمسلمون وباقي شعوب العالم حقيقة دولة الكيان الصهيوني، ومن هم هؤلاء المجرمون سارقوا التاريخ الذين يعتقدون أن دماءهم أقدس من دماء البشر الآخرين، هؤلاء الذين يقف شعبنا الشجاع في مواجهتهم ويقاتلهم ببسالة.

إن الشعب الفلسطيني المجاهد ومقاتليه الأبطال الذين ينتشرون على مدى فلسطين وضفتها المباركة بكتائبها المقاتلة التي تمثل اليوم درع القدس، وعلى مدى جوارها يخرجون لهم من كل مكان وفي كل وقت، وفي شهر رمضان المبارك، وفي أيام القدر العظيمة، وفي يوم القدس الذي سيبقى يومًا يظلل حياتنا وجهادنا ومسيرتنا نحو وعد الآخرة. ففي القدس سيسقط المشروع الصهيوني القائم على أوهام القوة، في القدس التي هي كصلاتنا وصيامنا، في القدس التي هي الإسلام اليوم في أبهى تجلياته، في القدس نحن ندافع عن ديننا وتاريخنا وإسلامنا وقرآننا، وهؤلاء اليهود القتلة يعتقدون أنهم يستطيعون أن ينزعوا منا تاريخنا وإسلامنا. هؤلاء الصهاينة القادمون من عفن التاريخ، ليزرعوا الفتنة في العالم، وليزرعوا الموت والحقد الأسود في الأرض المقدسة، وفي بيت المقدس وأكناف بيت المقدس. فيخرج لهم مقاتلونا الشجعان من كل مكان، ليقولوا لهم: هذه الأرض لنا، وهذا المقدس لنا، وهذه سماؤنا. وإن الذين يظنون أن الشعب الفلسطيني يمكن أن يوقف معركته ضد الاحتلال على أي شبر من فلسطين واهم أشد الوهم، وها أنتم تشاهدون ما يجري على أرض فلسطين من مقاومة لا تتوقف.

أيها الحشد المجاهد

يا شعب العراق المجيد

إن الشعب الفلسطيني لديه مسؤولية تاريخية في هذه البلاد، مسؤولية تاريخية تحمي الجغرافيا المميزة، لما فيها من مقدسات، وأثبت بإرادته وتضحياته، منذ بدء الغزوة الغربية الصهيونية على منطقتنا، أنه قادر على مشاغلة العدو، وعدم الاستسلام له، رغم اختلال موازين القوى الهائل لصالح المشروع الصهيوني. والشعب الفلسطيني بما يملك من عقيدة وإرادة لن يسلم للأعداء بلادًا هي درة الإسلام، مهما بلغت التضحيات. فأكثر من مائة عام من القتال المستمر، ويزداد شعبنا الصابر يقينًا بحتمية الانتصار، وقد خلق زلزالاً في العقل الصهيوني، جعلهم يقرون بأنهم في المكان الخطأ، وهذه هي الخطوة الأولى في بداية طردهم من فلسطين.

فيا قدس، قولي بيانك في يوم القدس، وليفهم العالم، أن شرط سلامنا الأول هو تفكيك هذه المستوطنة الملعونة التي أقامها الغرب على أرض فلسطين، وأسماها "إسرائيل"، وإن لم تفكك هذه المستوطنة سوف تستمر الحروب، ولن تهدأ لا المنطقة ولا العالم، ولن يجلب أحد لهم سلامًا.

هذا هو بياننا الأول والأخير، فليسمع الغرب الذي يحمي "إسرائيل"، ويقدم لها كافة أسلحة الدمار والقتل، أن لا سلام دون أن تسقط الخطيئة التي أسسوا لها منذ الحرب العالمية الأولى. ولأنها خطيئة قامت على الإرهاب والقتل وأوهام القوة، فليس من سبيل سوى استمرار جهادنا، حتى تفكيك المشروع الصهيوني في فلسطين، كي يعم السلام الحقيقي.

وها هي ساحات المقاومة، تزامنًا مع يوم القدس، تؤكد حضورها ودعمها وتأييدها للشعب الفلسطيني ومقاومته، ورايات المقاومة تعلو في كل مكان من فلسطين وحولها. وتدرك الأمة من جديد، كم كانت أعوام الهوان والتطبيع صعبة ومذلة. ونحن نستبشر خيرًا اليوم بالخطوات الإيجابية التي تجري في المنطقة، لإطفاء نار الفتن التي أشعلتها أمريكا و"إسرائيل" بين مكونات الأمة وشعوبها.

وفي ختام كلمتي أقول:

يا شعب العراق العظيم، لقد أتينا إلى العراق ونحن ندرك ماذا تعني العراق، وماذا يعني حضورها الفاعل في مواجهة المشروع الصهيوني المجرم.

إن العراق قلب العرب، وهو ركن ثابت وأصيل في قيامهم وحضورهم. فلا تغيبوا عن فلسطين وأهلها، ولا تغيبوا عن بيت المقدس. أسرجوا للقدس قنديلاً يبدد ظلمتها، فأنتم خير من دافع عن الحق، وأنتم تحملون رسالة الإمام الحسين عليه السلام إلى العالم، رفضًا للظلم، وطلبًا للحق والحرية.

يا شعب العراق العظيم

في يوم القدس، يوم إحياء أقدس القضايا في ضمير الإنسانية، والتذكير بواجبات الأمة نحو مسرى نبيها عليه الصلاة والسلام، أؤكد على ما يلي:

أولاً: أن القدس هي عنوان هويتنا وديننا وتاريخنا، ودونها أرواحنا. وعليه يجب الجهاد والقتال لتحريرها من الاحتلال الصهيوني، وأن تدنيس اليهود اليومي للمسجد الأقصى يجب أن نقاومه بكل ما نملك من قوة، وأن يبقى حافزًا ومحركًا لطاقات أمتنا على كل المستويات.

ثانيًا: أن وحدة شعوب أمتنا هي أساس انتصارنا في معركتنا مع العدو، ويجب أن نسعى جميعًا من أجل تعزيزها.

ثالثًا: أن وحدة قوى المقاومة العربية والإسلامية في مواجهة المشروع الصهيوني، والتعاون والتكامل بينها، ركيزة مهمة لدعم الشعب الفلسطيني، وهزيمة المشروع الصهيوني.

رابعًا: أن أمتنا أمة واحدة، ودينها واحد، ورسالتها واحدة، والقدس موعدها بوعد الله تعالى، فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا.

كل عام وأنتم بخير

كل عام والعراق بخير

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كلمات دلالية