في العشر الأواخر من رمضان

الاحتلال ترك الباب موارباً بشأن منع اقتحامات الأقصى.. ماذا ينتظر المنطقة الأيام القادمة؟

الساعة 02:20 م|11 ابريل 2023

فلسطين اليوم

اليوم هو أولُ أيام الاعتكاف في المسجد الاقصى المبارك، وغداً أولُ العشرِ الأواخر من شهر رمضان، والتي تُعتبر ذات أهمية كبيرة بالنسبة للأقصى واستقطابه للمصلين من كافة المناطق، إلا أن قرار منع دخول المستوطنين والاقتحامات، لم يصدر بعد وتُرك الباب مفتوحاً أمام تلاعب حكومة الاحتلال المتطرفة، والتي لم تكترث للخطوات التصعيدية التي عمت المنطقة والأراضي الفلسطينية بشأن الانتهاكات في المسجد الأقصى، لتكون المرحلة القادمة حُبلى بالأحداث وخاصة أن قرار السماح للمستوطنين بالاقتحام، قرار استفزازي بالدرجة الأولى يمس بالمسلمين كافة.

"القدس الخط الأحمر" قرار اتخذته المقاومة ولكن تترك الأقصى رهينة لقرارات الاحتلال الهادفة لإشعال المنطقة، فالرد الصاروخي الذي قامت به المقاومة من لبنان وغزة وسوريا، عكس بشكل كبير مدى تغير قواعد الاشتباك بين المقاومة ومحورها في المنطقة وكيان الاحتلال، فأي اقتحام للمسجد الأقصى المبارك سيكون له تبعات ميدانية ورد يتناسب مع حجم الجرائم الصهيونية، بحسب العديد من المختصين.

مزايدات سياسية

الكاتب والمختص في الشأن الصهيوني محمد جرادات، اعتبر أن قرار الاحتلال باستمرار اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، يأتي في إطار المزايدات السياسية في داخل حكومة الاحتلال الصهيوني.

وأوضح جرادات في حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أنه في حال مضى الاحتلال في الاقتحامات الليلية والنهارية للمسجد الأقصى والاعتداء على المعتكفين، مبيناً أن هذا يعني أن هناك المزيد من التصعيد بعد التناقضات التي وقع فيها نتنياهو في خطابه الأخير وادعاءاته بضرب أهداف لحزب الله.

الواقع الفلسطيني سيزداد سخونة

ورأى أن وحدة الساحات التي تحققت بشكل مبدئي الأسبوع الماضي تعزز الوحدة وتلاحم الموقف الفلسطيني واللبناني والسوري والمقاومة في غزة بالإضافة للعمليات الفدائية بالضفة المحتلة، معتقداً بأن الواقع الفلسطيني سيزداد سخونة لأن قضية المسجد الأقصى تمس مشاعر كافة المسلمين.

وأوضح جرادات، أن أحداث المسجد الأقصى وما تبعه من وحدة الساحات هي لها بعد فلسطيني وخروج الصواريخ من سوريا لأول مرة والرشقة الصاروخية الكبيرة من لبنان يعكس التغيير الكبير لقواعد الاشتباك، موضحاً أهمية الثبات على حالة استنزاف العدو من خلال تعدد الساحات وتطويرها لتصبح جبهات".

واعتقد المختص في الشأن الصهيوني، أن الاحتلال يخشى من مفاجأة في يوم القدس العالمي الذي يصادف الجمعة الأخيرة من رمضان، وأن المؤسسة الأمنية الصهيونية تدعي أن إيران قد تقف خلف هذه المفاجأة على خلفية التوترات في المسجد الأقصى المبارك، وعلى خلفية هجمات الاحتلال في ضد سوريا وإيران .

كما رأى جرادات، أن التطور الذي انجزته المقاومة ومحورها خلال الأسبوعين الماضيين يتم البناء عليه، مبيناً أن هذا الشيء تحسب له المؤسسة الأمنية الصهيونية ألف حساب.

محاولة استعادة الردع

واعتقد بأن نتنياهو سيحاول استعادة الردع وهيبته السياسية والأمنية وأن يقف على أقدام ثابتة في مواجهة المعارضة، ومواجهة اللامبالاة الأمريكية، متوقعاً أن الاحتلال حالياً يبحث عن "معلومات ذهبية" وبنك أهداف لأن شهية الاحتلال دائماً مفتوحة على الجرائم والعدوان رغم إدراك الاحتلال بأن تعدد الساحات هو التحدي الأكبر.

من جانبه، رأى الكاتب والمختص في الشؤون الإقليمية، خليل نصر الله، أنه في حال أصرّ "الاسرائيليون" على السماح للمستوطنين اقتحام الاقصى في الأيام العشر الأواخر من شهر رمضان، على غير ما جرت العادة، فسيُعتبر الأمر استفزازاً، وقد يكون له تبعات ميدانية.

واعتقد نصر الله في حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن موقف قوى المقاومة واضح في هذا الصدد، موضحاً أن الرسائل التي تلقاها "الاسرائيليون" عبر الوسطاء بأن المقاومة لن تسمح بأي تخطي للخطوط الحمر مهما كان الثمن.

التوتر لازال قائما

وقال المختص في الشؤون الإقليمية: "إن التوتر لا زال قائماً في الأقصى وإمكانية تطور الأمور أمر وارد، وهو منوط بالتصرفات "الإسرائيلية".

كما اعتقد نصر الله، أنه بالرغم من الخطاب "الإسرائيلي" الذي يقدمه نتنياهو تحديداً أن الكيان يتفادى التصعيد ويحاول تخريج الأمور بشكل يناسبه صورياً؛ لأن قواعد الاشتباك الموضوعة بوجهه والتي تتنامى بشكل واضح لمصلحة المقاومة.

وكان قرر أمس رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي ورئيس ما يسمى بـ"الشاباك" بالسماح للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى المبارك في العشر الأواخر من رمضان في سابقة هي الأولى منذ سنوات.

وبدورها دعت عدة جماعات استيطانية، اليوم، لاقتحام المسجد الأقصى غداً الأربعاء من الساعة الـ7 صباحاً حتى الـ11:30.

 

كلمات دلالية