إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بروحهم وريحانهم، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.
بتاريخ 21 يوليو عام 2005 كان الحي الشرقي لمخيم جنين على موعد مع فارسه محمد حسين زكارنة لعائلة مجاهدة من عوائل فلسطين والتي ربته على حب الجهاد والمقاومة، وقدمت العديد من أبناءها الشهداء منهم الاستشهادي ربيع زكارنة وطارق زكارنة وخالد زكارنة وعمار زكارنة وغيرهم من الشهداء، وقد تلقى تعليمه في مدارس مخيم جنين.
ترعرع فارسنا في أزقة مخيم جنين وكغيره من أقرانه فتح عينيه على احتلال غاشم، وعلى الرغم من صغر سنه كان حاضرًا في التصدي لعمليات الاقتحام والمواجهات من خلال إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة صوب آليات وجنود الاحتلال.
يقول والده المحتسب الصابر: "أنا ابني محمد فداء للقدس وفلسطين ومستعد أن أقدم جميع أبنائي شهداء على نفس الدرب الذي سلكه محمد"، مستذكراً مناقب نجله وصفاته المحمودة التي كان يتمع بها فكان محبوبًا لدى جميع أبناء مخيمه وكان يعشق المقاومة والشهداء ويستذكر سيرهم العطرة، وتمنى الشهادة بصدق فنالها لأنه صدق الله فصدق الله معه.
شهيداً على طريق القدس:
بتاريخ 10 إبريل عام 2022م، اقتحمت قوات الاحتلال بآلياتها العسكرية وجنودها المدججين بالسلاح منطقة البيادر في محافظة جنين لتقوم بإجرامها بحق المدنيين والآمنين، وكعادته خرج فارسنا محمد مستبسلاً يتقدم الصفوف في المواجهات مع الاحتلال، قبل أن يقوم قناص صهيوني حاقد بإطلاق رصاصات غدره صوبه لتستقر في جسده الطاهر ليصاب بإصابة بالغة إلى أن ارتقي شهيدًا في اليوم التالي مقبلاً غير مدبرٍ محققًا حلمه بالشهادة.