مسؤول الساحة السورية بـ"الجهاد": الشعب الفلسطيني يخوض معركة واحدة هي "التحرر واستعادة الحقوق"

الساعة 06:09 م|10 ابريل 2023

فلسطين اليوم

أكد مسؤول الساحة السورية بحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، المهندس خالد خالد "أبو الحسن"، أن الشعب الفلسطيني أينما تواجد وبما يتاح له من إمكانيات، يخوض معركة واحدة، هي معركة التحرر واستعادة الحقوق، وهذا الأمر بات حقيقة راسخة لدى الجميع.

وأشار أبو الحسن، في تصريح صحفي، إلى أن” فهم وتحليل أي تطور على مستوى المواجهة بين كيان الاحتلال والمقاومة الفلسطينية، يقوم عل مرتكز جوهري هو وجود صراع قائم، وهذا الصراع يشمل الأرض والمقدسات والهوية، وبأن الشعب الفلسطيني يخوض مواجهة مستمرة من أجل استعادة حقوقه، وبالتالي فالوضع الطبيعي هو المواجهة وليس التهدئة.

وأضاف أبو الحسن “إن معركة سيف القدس ومن بعدها معركة وحدة الساحات رسخت في الوعي الجمعي للشعب الفلسطيني بأن وحدة هذا الشعب ووحدة قضيته هما عاملان أصيلان في التكوين النفسي للشعب الفلسطيني، بمعنى أن كل عمل مقاوم يجري اليوم لا يمكن فصله عن أي عمل جرى بالأمس مهما اختلفت الطريقة أو الجهة المنفذة للعمل أو المكان الذي حدث فيه هذا العمل، مضيفًا بالقول “لقد أصبحت فكرة أن الشعب الفلسطيني أينما تواجد وبما يتاح له من إمكانيات يخوض معركة واحدة هي معركة التحرر واستعادة الحقوق حقيقة يقر بها الجميع”.

الكيان بات يشعر بخطرٍ جديٍّ في الإقليم

وبيَّن مسؤول الساحة السورية في حركة الجهاد الإسلامي أن هناك ظروف ذاتية وموضوعية تؤثر في حدة المواجهة مع هذا العدو، ومثال ذلك ما نشهده هذه الأيام من شهر رمضان المبارك من تزايد ملحوظ في أعداد المصلين والمرابطين والمعتكفين في المسجد الأقصى المبارك، وهذا بحد ذاته يمثل عاملاً مهماً في تأجيج حالة المواجهة مع قوات الاحتلال، ولا سيما وأننا أمام حكومة صهيونية تسعى ليل نهار لحسم هوية المدينة المقدسة لصالح الاحتلال، وهذا ما يهيئ مناخاً لتصعيد المواجهة والاشتباك اليومي مع قوات الاحتلال .

وأوضح أبو الحسن أنه مقابل كل ذلك فإن الجانب الصهيوني يعيش مرحلة غير مسبوقة من الانقسام الداخلي بدأ يظهر أثره بشكل جلي في المؤسسة الأم لهذا الكيان وهي الجيش، إضافة إلى ارتهان قادة الاحتلال بشكل كبير للحسابات السياسية الفئوية والتي أصبحت تظهر كمحدد أساس لسياساتهم ،هذا العامل الداخلي يضاف إلى شعور الكيان بخطر جدي في الإقليم.

ولفت إلى أن مشاريع التطبيع لم تنعكس بأي أثر ملموس على وضع الكيان في المنطقة من جهة ، ومن جهة أخرى يدرك الكيان بأن العمق العربي والإسلامي للشعب الفلسطيني والمتمثل بمحور المقاومة أكثر جهوزية من أي وقت مضى، وهذا تجلى بمعادلة بدأت تُفرض على الكيان بأن القدس تعني حرباً إقليمية.

لماذا اختار العدو فتح جبهة غزة؟

وفي تعليق على العدوان الأخير على قطاع غزة قال أبو الحسن “لقد أثبت هذا العدوان أن العدو يفاضل بين الجبهات والتداعيات السلبية عليه بإشعال أي جبهة وبذلك يكون ذلك مؤشراً واضحاً وفاضحاً عن عجزه في خوض مواجهة على أكثر من جبهة، فهو يدرك أن ضغط الوسطاء على جبهة غزة سيحتوي الموقف ويخرجه بأقل الخسائر، ونتنياهو أكثر من يدرك قيمة الوقت وأهمية كسبه فهو يعتقد بأن التطورات على هذه الجبهة يمكن احتوائها ضمن مدة معقولة وبنتائج يمكن تحملها”.

و أضاف “حكومات الاحتلال على اختلاف مكوناتها تتفق دوماً على سلوك واحد وهو اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه بشتى الوسائل وهذه الحكومة تنتمي إلى جمهور يسعى بشكل دائم لإحكام السيطرة على الضفة الغربية وحسم الصراع على هوية القدس وبالتالي من المتوقع تصاعد وتيرة الاعتداءات من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال على حد سواء وخاصة خلال الأيام القليلة القادمة والتي تشهد العديد من المناسبات الدينية اليهودية”.

الأقصى يختزل مشهد الصراع

وقال المسؤول في الحركة إنه “على الرغم من تعدد مرتكزات الصراع مع كيان الاحتلال ولكن المسجد الأقصى اليوم يختزل مشهد الصراع وهو مسوغ عقدي ومنطقي لتصاعد الفعل الفلسطيني في مواجهة الاحتلال بالإضافة على أنه يفتح الباب على مصراعيه للدعم والإسناد العربي والإسلامي وبالتالي استمرار الاقتحامات للمسجد الأقصى هو لعب بالنار بكل ما تعنيه الكلمة، والجميع يلحظ أن هذه النيران بدأت تستعر في كل أنحاء الضفة والقدس”.

وبيَّن أبو الحسن أن ” فصائل المقاومة على امتداد المحور كانت واضحة في إعلان الجهوزية لتلبية نداء القدس وهذا يُلحظ في الإعلام والسياسة وحتى المؤشرات من الميدان أصبحت ملموسة وبالتالي نستطيع القول بأن الصراع مع الكيان هو صراع أمة مع هذا الكيان لم يعد شعاراً بل له ترجمته العملية في مختلف الميادين.”

العمليات في قلب الكيان تهزُّ قاعدة الأمن

وشدد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي على أن الكيان الغاصب قائم على قاعدة وجودية وهي الأمن ،وكلما كانت هناك عملية في قلب الكيان كلما اهتزت هذه القاعدة واهتز الكيان وخاصة بأنها تثبت أن مشاريع الأسرلة والاستيطان التي ينتهجها الاحتلال لإحكام السيطرة على الداخل المحتل قد باءت بالفشل وهذا له انعكاساته الهامة على النخبة الصهيونية الحاكمة وعلى مستقبلها السياسي ، ومن جهة أخرى يثبت الشعب الفلسطيني على أنه عصي على التطويع وبأن مفهوم المقاومة مفهوم أصيل لديه وسلوك يومي لدى أبنائه وخاصة الشباب الفلسطيني، مشيراً إلى أن فصائل المقاومة تعول على الشعوب العربية والإسلامية وهي تدرك عجز النظام الرسمي العربي عن تلبية تطلعات الشعب الفلسطيني،وهي تدعو كل الدول والقوى في المنطقة بأن تحتذي بدول وقوى محور المقاومة ، مبيناً أن ما تقدمه كل من إيران وسورية واليمن والإخوة في حزب الله من دعم وإسناد بمختلف المجالات يلقى كل التقدير عند المقاومة الفلسطينية .

كلمات دلالية