بعد الاعتداء على المصلين في الأقصى

تحليل الفلسطينيون أمام ساعات حاسمة: فهل ستشتعل الحرب مجدداً...؟

الساعة 01:07 م|05 ابريل 2023

فلسطين اليوم

ساحة حرب شهدها المسجد الأقصى المبارك، فجر اليوم الأربعاء 5/4/2023، عندما حاول إخراج المعتكفين والمصلين من مساجده، لتخرج الأصوات من الحناجر عالية بأن صدروهم هي من ستحمي المسجد، ويعلنها المقدسيون حرباً على العدو الغاصب، لترد غزة بصواريخها اسناداً للقدس، وتخرج كل المدن والقرى منتفضةً لتعلن أن المسجد الأقصى لن يكون مباحاً للمستوطنين.

فعلى صفيح ساخن جاء الصباح مشرقاً على القدس التي تستعد لاقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى مع استمرار دعوات منظمات الهيكل إلى ذبح القرابين الأمر الذي من شأنه أن يولد شرارة تندلع نيرانها فوق رؤوس الصهاينة والمستوطنين.

الأوضاع في القدس وكافة الأراضي الفلسطينية "متوترة"، والكل يرقب ما يمكن أن يحدث مساء اليوم في القدس، أو ربما الأيام المقبلة، التي تحمل ناراً موقدة قد تشتعل في كل لحظة.

فالليلة وفجر اليوم، شهد المسجد الأقصى اعتداءً كبيراً على المصلين والمعتكفين في محاولة لإخراجهم بالقوة الأمر الذي أدى للهجوم عليهم والاعتداء عليهم وإصابة أكثر من 200 مواطن بينهم حالات خطيرة.

المحلل السياسي أحمد عبد الرحمن، رأى أن الذهاب للتصعيد أمر "متوقع بشكل كبير" والكرة الآن في ملعب "إسرائيل"، فإذا لم تتراجع حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" ووزرائها المتطرفين عن عدوانها على المسجد الأقصى والمعتكفين، فالأوضاع ذاهبة للتصعيد.  

وأوضح عبد الرحمن في تصريح خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن بنيامين نتنياهو يحاول الهروب من الأزمة الداخلية الإسرائيلية باتجاه التصعيد تجاه الفلسطينيين لا سيما في شهر رمضان المبارك.

وبين، أن مايجري عدوان واضح وصريح ضد شعبنا، يريد منه نتنياهو الهروب إلى الأمام، إلا أن شعبنا أظهر قدرة كبيرة متعددة الجبهات سواء في القدس المحتلة أو الضفة أو قطاع غزة وكذلك في الأراضي المحتلة عام 1948، فالفلسطينيون جميعهم خرجوا على قلب رجل واحد رغم اختلاف الامكانيات.

رد المقاومة

وفي تعقيبه على رد المقاومة وقصف المستوطنات الليلة، أكد عبد الرحمن أن المقاومة بات لديها حسابات دقيقة لعملها في حال تصاعد العدوان على شعبنا.

وقال :" المقاومة قالت كلمتها بالأمس من خلال قصف مدن الاحتلال حيث كانت قريبة على بعد 20 كم من عسقلان ومن أهداف صهيونية، وأصابت مصنعاً للاحتلال"

ورأى عبد الرحمن، أن الاحتلال حاول تثبيت معادلة التقسيم الزماني للمسجد الأقصى، وقد نجح بذلك من خلال الاقتحام المتكرر والمضاعف للمستوطنين لباحات المسجد الأقصى المبارك، أما ذبح القرابين فهي للمشاغلة.

وتوقع أن يكون يوم الجمعة المقبلة حاسمة وصعبة، خاصةً مع تواجد مئات الآلاف من المصلين في المسجد الأقصى وقد تشهد مواجهات كبيرة مع قوات الاحتلال  

اتصالات مستمرة

وبشأن الوساطة بين الأطراف، أشار عبد الرحمن إلى أن الاتصالات بين الوسطاء والاحتلال والفلسطينيين مستمرة منذ أسبوع، لكن المشكلة أن الوسيط يرى أن المسؤولية يتحملها الطرفان، على الرغم من العدوان الذي ترتكبه "إسرائيل" فيما يدافع شعبنا ومقاومته عن حقه.

وتابع:" الاتصالات لن تثمر عن شيء جديد، ولن تؤدي للجم العدو الصهيوني أو إيقاف عدوانه على شعبنا."

تصعيد كامل

وما إذا كانت الأوضاع تتجه لتصعيد كامل، قال عبد الرحمن:" أتوقع تصعيد كامل يشمل قطاع غزة، فغزة هي درع القدس الحامي ومعادل قوى مهم في الصراع مع العدو، وموجودة على الدوام تملك امكانيات كبيرة، وتستطيع أن تفرض المعادلات، وفي اللحظة الحاسمة ستكون المقاومة جاهزة وتقول كلمتها."

وأضاف:" الاحتلال يريد موجة التصعيد للخروج من أزمة، فيهرب بإراقة الدم الفلسطيني، والاعتداء على القدس والمقدسات الإسلامية والنساء المقدسيات."

وأكد عبد الرحمن أن الرسائل وصلت للاحتلال عبر الوسطاء من قبل المقاومة أن لديها قرار بأنها لن تصمت.

كلمات دلالية