خبر حبوب الهلوسة تسرق عقول متعاطيها والمكافحة تلاحق مروجيها

الساعة 05:59 م|28 مايو 2009

حبوب الهلوسة تسرق عقول متعاطيها والمكافحة تلاحق مروجيها

فلسطين اليوم- وكالات

الساعة الخامسة من مساء يوم الجمعة استنفر قسم مكافحة المخدرات بمركز الشيخ رضوان عناصره المجازة استعدادا لانطلاق "كبسية" إلى مدينة رفح ضمن خطة محكمة لضبط مروجين بحوزتهما ألف وخمسمائة حبة سعادة " هلوسة " تم تهريبها عبر الأنفاق .

وتقوم تفاصيل الخطة على الاستعانة بأحد المتعاطين "المندوب" الذي ضبط بحوزته حبة واحدة للوصول إلى المصدر من خلال طلب كمية من الحبوب المخدرة .

 

تخف ومطاردة

المعلومات التي وصلت مكافحة المخدرات كانت تفيد بأن صالون حلاقة تروج بداخله حبوب مخدرة ، وفي إطار البحث والتحري تم استدراج مصدر الحبوب إلى الصالون وضبطه في إحدى المتنزهات العامة وبحوزته حبة مخدرة .

التحقيقات التي خاضها رجال المكافحة كشفت عن مصدر تلك الحبوب الإسرائيلية التي يتم إدخالها لمصر ومن ثم تهريبها عبر الأنفاق إلى داخل القطاع ، حيث اتفقوا مع "ع.ص" كمندوب لاستدراج المهربين .

من داخل قسم المكافحة أجرى المندوب اتصالا مع "م.ك" ، "س.س" اللذين اعترف عليهما خلال التحقيقات ، وطلب منهما تأمين كمية كبيرة من حبوب السعادة " الهلوسة" المخدرة ليعرضها على متعاطين ، وتم تحديد الموعد مساء في دوار النجمة بمدينة رفح .

تسارعت وتيرة التنسيق بين رجال المكافحة ورسم الآلية المتبعة للقبض على المتهمين ، حيث استقلت مجموعة منهم جيب الشرطة الخاص بهم ، وانضم أحد المخبرين إلى المندوب في سيارة مدنية من نوع ميتسوبيشي بيضاء اللون للقاء المروجين .

في الطريق إلى جنوب القطاع تقمص المخبر شخصية متعاطي المخدرات وأخفى مسدسه تحت القميص الذي يرتديه، ومع اقتراب المكان المحدد عاد المندوب "ع.ص" لابلاغهما بقرب وصوله وسيكون في انتظارهما برفقة المتعاطي "المخبر".

مع قرب وصول المروجين إلى السيارة التي يستقلها المخبر والمندوب والتي يراقبها جيب المكافحة عن بعد ، أشعل المخبر سيجارة وتظاهر بالتدخين مع أنه لا يدخن تمويها للقادمين ولإبعاد الشك فيه .

في اللحظة التي حطت أقدام المروجين السيارة اقترح المخبر أن يكون تسليم البضاعة بعيدا عن الدوار وذلك ليكون بعيدا عن أعين المواطنين ، وأخرج هاتفه الخلوي للاتصال برفاقه المتعاطين - رجال المكافحة في الجيب- وإبلاغهم أن عملية الاستلام اقتربت .

في المكان المحدد للتسليم أخرج المروج كمية من المخدرات تقدر بألف وأربعمائة وسبعين حبة مخدرة من حبوب الهلوسة وضعت بداخل كيس نايلون شفاف لعرضها على المشتري ، حينها اعترض جيب المكافحة طريق السيارة لاعتقالهما حيث حاولا الهرب مما دعا المخبر لإشهار مسدسه في وجه المروجين لإيقافهما .

تحقيق واعتراف

في ساعة متأخرة من مساء اليوم ذاته بدأ المحقق بتدوين إفادة المتهمين كل على حدا في غرفة التحقيق الصغيرة التابعة لقسم مكافحة المخدرات بمركز الشيخ رضوان .

على مكتب المحقق كان يتواجد التعميم الصادر عن مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات المقدم جميل الدهشان والذي يؤكد على عدم الضرب أثناء التحقيق ، والالتزام بتوقيف المتهم بما لا يتجاوز أربعة وعشرين ساعة ومن ثم تحويله للنيابة.

بدأ المحقق بسؤال المتهم "م.ك" عن السبب في تواجده لدى مكافحة المخدرات ؟ ، ومن أين حصل على المواد المخدرة ، وما المبلغ الذي دفعه مقابل الحصول عليها ؟ .......

بعد الانتهاء من التحقيق مع المتهم الأول انتقل المحقق الذي استعان بعنصر من المكافحة في التحقيق وتدوين الإجابة ، لاستجواب المتهم "س.س" الذي ضبط معه وبحوزتهما المواد المخدرة.

الملفت في الأمر أن المتهمين بدت على ملامحهما "البراءة" خلال التحقيق وكأنهما وقعا فريسة في يد المروجين حسب ادعائهما ، ورغم تفاوت إجابات المتهمين ، ومحاولة الهروب من التهم الموجهة اليهما بنسبها للآخر إلا أنهما اتفقا على أن الكمية المخدرة تم تهريبها من أحد الأنفاق مساء الأربعاء الماضي داخل جهاز تلفزيون في انتظار ترويجها .

ويؤكد المتهمين أنهما مجرد عاملين لدى المشرف على تهريبها والذي اتفق مع الجانب المصري المهرب لتلك الحبوب "ع.أ" ودفع مقابلها مبلغ مادي 6200 دولار .

وطلب "ع.أ" الذي لم يحضر التحقيق ، ولا زال البحث عنه جاريا. المروجون يبيعونع الحبة الواحدة بالجملة بستين شيقلا ، بينما يصل سعرها مفرق إلى مائة شيقل ، أي أن ثمن الكمية التي تم ضبطها والتي تقدر بالف وخمسمائة حبة مخدرة يقدر بسبعة وثلاثين ألف دولار .

ويقول مدير مكافحة الشيخ رضوان إيهاب الشيخ يوسف أن حبوب الهلوسة "السعادة" تحتوي على ما نسبته 45% من الهيروين ، ويبدأ مفعولها بعد ساعة أو اثنتين من تناولها حيث يشعر المتعاطي وكأنه سعيد حسبما يقول المدمنين ، لكنها تذهب عقله وتدفعه لتصرفات خارجة عن إرادته .

حبوب مخدرة

أثناء التحقيق مع "س.س" طرق عنصر من المكافحة الباب المغلق لإدخال متهم جديد ، تبين أنه "ع.أ" المتهم بتهريب المواد المخدرة عبر الأنفاق .

وقد تمكنت مكافحة المخدرات من إحضار المتهمين وإلقاء القبض عليهم بوقت قياسي ، واستكمال التحقيق معهم ، واعترفوا بتعاطيهم التريمال الذي يعد من المواد المخدرة.

وفي سؤال وجهه المحقق لـ"س.س" عن إذا ما كان يعرف أحدا يتعاطي تلك الحبوب ، أجاب " كل غزة بتشربها " .

ويدعي المتهمون أن تلك هي المرة الأولى التي يقدمون خلالها على تهريب وترويج المخدرات ، وتظاهروا بأنهم نادمين على فعلتهم ولن يعودوا لتلك الطريق مرة أخرى .

وبعد انتهاء المحقق من تدوين إفادة المتهمين يطلب منهم التوقيع على الإفادة ووضع بصمته على تلك الأقوال التي جرت بإرادته دون إكراه .

وبعد الانتهاء من استجواب جميع المتهمين ، أتمت المكافحة الإجراءات الرسمية لتحويلهم إلى النيابة العامة لاستكمال الإجراءات القانونية بحقهم .

يجدر بالإشارة إلى أن الحبوب المخدرة من نوع تريمال ، والهلوسة انتشرت بين أوساط المتعاطين أكثر من الأنواع المخدرة الأخرى على اعتبار أنها سهلة النقل والترويج ، فيما تبذل مكافحة المخدرات جهود لضبط المروجين والمتعاطين .

وتعد منطقة الأنفاق الممتدة على الشريط الحدودي جنوب قطاع غزة المدخل الأساسي لتلك الحبوب المهربة من الأراضي المصرية.