خبر أمريكا تسجن الأخ غير الشقيق لخالد مشعل 20 عاماً بتهمة دعم حماس

الساعة 11:41 ص|28 مايو 2009

فلسطين اليوم - وكالات

أصدرت محكمةٌ أمريكية حكما بالسجن لمدة 20 عاما على مفيد عبد القادر، وهو أخ غير شقيق لرئيسِ المكتب السياسي لحماس خالد مشعل.

وذلك في سياق أحكام أخرى بالسجن لعشرات السنوات على 4 أمريكيين آخرين من أصل فلسطيني، من بينهم محمد الزين قريب نائب رئيس حماس موسى أبو مروزق.

والمدانون هم أعضاء في "مؤسسة هولي لاند" (الأرض المقدسة) المحظورة المتهمة بدعم "منظمة إرهابية أجنبية"، ويقصد بها حركةُ حماس.

جاءت الاحكام بعد نحو 6 اشهر على ادانة هيئة محلفين عليا لخمسة من مسؤولي المنظمة بتهم التآمر لمساندة منظمة ارهابية اجنبية وغسل الاموال والاحتيال الضريبي، وتهم اخرى. وحكم على 3 متهمين اخرين بالسجن مددا أقل، تتراوح من 15 إلى 20 عاماً.

وقال مراسل "العربية" في دالاس بيار غانم، ردا على أسئلة المذيع يوسف الهوتي في نشرة الواحدة صباحا بتوقيت السعودية، الخميس 28 -5- 2009، إن ذوي المحكومين اعتبروا الحكم سياسيا، موضحا أنه قابل للاستئناف وهناك إمكانية لتخفيفه.

وأشار إلى أن عائلات المحكومية الخمسة، الذين حضروا في قاعة المحكمة بدأوا بالبكاء حين تلاوة الإدانات في التهم الـ108 الموجهة. وصرخت ابنة أحد المُدانين "والدي ليس مجرماً".

وكانت المؤسسة ومقرها في احدى ضواحي دالاس من أكبر المؤسسات الخيرية الاسلامية في الولايات المتحدة قبل ان تغلقها الحكومة في اعقاب هجمات 11 من سبتمبر ايلول عام 2001. وقالت الجماعة ان انشطتها تتركز على تقديم المعونات والاغاثة من الكوارث الى اللاجئين الفلسطينيين.

وقالت صحيفة دالاس مورننغ نيوز ان شكري ابو بكر (50 عاما) قال لمحكمة اتحادية في دالاس حينما حكم عليه قاضي المحكمة الجزئية الامريكية خورجي سوليس، هو وغسان العشي (55 عاما) بالسجن 65 عاما "فعلت ذلك لانني كنت مهتما لا بناء على اوامر من حماس". وقالت الصحيفة ان القاضي رد بقوله "لم تحك القصة كلها. فالفلسطينيون كانوا في وضع بائس لكن هذا لا يبرر مساندة حماس".

وجاءت الاحكام بعد ايقاف المحاكمة لخطأ في الاجراءات عام 2007، ما أدى إلى إعادة عقدها.

وينظر البعض الى هذه الاحكام على انها معلم بارز في حملة الحكومة الامريكية على تمويل الجماعات الارهابية في الخارج. وقال ديفيد كريس مساعد وزير العدل لشؤون الامن القومي في بيان "هذه الاحكام يجب ان تكون تحذيرا قويا لمن يقدمون عن علم مساندة مالية الى ارهابيين تحت ستار الاغاثة الانسانية".

الحكم بسبب الروابط العائلية

وقال مدّعون ان "الارض المقدسة" قامت بتوصيل أموال الى حركة حماس التي سيطرت على قطاع غزة في 2007.

وأعلنتها الحكومة الامريكية كمنظمة "إرهابية" عام 1995. وتقول الاوساط الاسلامية في الولايات المتحدة ان القضية تلقي الضوء على ما تعتبره حملات تدقيق وفحص ظالمة يتعرض لها المسلمون الامريكيون منذ هجمات 11 من سبتمبر وانها تجرم أنشطة خيرية مشروعة.

لكن وكلاء الدفاع ردّوا بأن الجمعية لم تدعم حماس، وعملت بطريقة شرعية لجمع المساعدات التي يحتاجها الشعب الفلسطيني الذي يعيش في ظروف مزرية في ظل الاحتلال الاسرائيلي.

واعتبروا أن السبب الرئيس لمحاكمة موكليهم هي روابطهم العائلية. فخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس والمقيم في دمشق هو أخ غير شقيق لمفيد عبد القادر العضو في فرقة موسيقية كانت تحيي حفلات لجمع تبرعات للمؤسسة.

أما موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في سوريا، فهو قريب المتهم محمد المزين أحد مؤسسي "مؤسسة الارض المقدسة"، ومتزوج من قريبة المتهم غسان العشي رئيس مجلس إدارة المؤسسة سابقا.

كما أن شقيق المتهم شكري أبو بكر، هو جمال عيسى ممثل حركة حماس في السودان سابقا وممثلها في اليمن حاليا.

أما المتهم الخامس فهو عبد الرحمن عودة، ممثل المؤسسة في نيو جيرسي. وقد غادر محامو الدفاع المحكمة من دون تعليق.

ويواجه المزين عقوبة بالسجن قد تصل الى 15 عاما بينما يواجه العشي الذي يمضي حاليا عقوبة في السجن مدتها ست سنوات ونصف السنة بتهمة انتهاك قانون الصادرات احتمال الحكم عليه بالسجن مدى الحياة.

ويواجه ابو بكر عقوبة بالسجن مدى الحياة كذلك. اما عودة فيواجه عقوبة بالسجن قد تصل الى 55 عاما. واعتبر اعضاء هيئة المحلفين ان المتمهين يجب ان يسددوا للحكومة مبلغ 12,4 مليون دولار.

واعتبرت حركة حماس وهيئة الدفاع عن المتهمين أن هذه المحاكمة "ظالمة ومسيسة" بسبب ارتباط أغلب المتهمين بعلاقات قرابة مع قيادات في حماس.

فقد قال فوزي برهوم الناطق باسم حركة حماس: "الحكم على الأخ غير الشقيق لمشعل وقريب أبو مرزوق بعشرات السنوات دليل على ظلم وتسييس المحاكمة".

 

واتهم برهوم الإدارة الأمريكية برئاسة باراك أوباما بتضليل الرأي العام وممارسة تزييف الحقائق، وقال: "إن إدارة أوباما تنتهج الدبلوماسية الناعمة في حيـن تقوم على الأرض بعكس ذلك".

 

وتساءل قائلا: "لماذا لا يحاكم رجال الأعمال الأمريكيون الذين يقدمون الدعم لقادة الاحتلال، ولماذا لا تحاكم المنظمات والمؤسسات التي وفرت الدعم المالي الكامل لإسرائيل على حربها الأخيرة على قطاع غـزة والتي قتلت وجرحت الآلاف، من بينهم مئات الأطفال".

 

مسئولو الجمعية اعترضوا بدورهم على الأحكام وقالوا: إن أنشطتها تتركز على تقديم المعونات والإغاثة من الكوارث إلى اللاجئين الفلسطينيين، وقال غسان العشي: "أحب أوضح أني بريء من كل هذه التهم"، معتبرا أن القضية "محاكمة سياسية غير عادلة".

 

من جانبهم قال وكلاء الدفاع: إن الجمعية الخيرية لم تدعم حماس وعملت بطريقة شرعية لجمع المساعدات التي يحتاجها الشعب الفلسطيني الذي يعيش في ظروف مزرية في ظل الحصار الإسرائيلي، معتبرين أن السبب الرئيس لمحاكمة موكليهم هو روابطهم العائلية مع قيادات في حماس.

 

وكانت المؤسسة ومقرها في إحدى ضواحي دالاس من كبرى المؤسسات الخيرية الإسلامية في الولايات المتحدة قبل أن تغلقها الحكومة في أعقاب هجمات 11 من سبتمبر عام 2001.

 

وجاءت الأحكام بعد إيقاف المحاكمة لخطأ في الإجراءات عام 2007 ثم إعادة المحاكمة مرة أخرى في العام الماضي إلى أن صدر الحكم فيه أمس.

 

وتقول الأوساط الإسلامية في الولايات المتحدة: إن القضية تلقي الضوء على حملات تدقيق ظالمة يتعرض لها مسلمو أمريكا منذ هجمات 11 من سبتمبر حيث تقوم بتجريم أنشطة خيرية مشروعة، ولم تتغير تلك السياسة على ما يبدو بقدوم أوباما، بحسب مراقبين.