كتب سعيد بشارات.. حرب أهلية طاحنة لكن بدون إراقة دماء

الساعة 11:36 م|26 مارس 2023

فلسطين اليوم

مساء اليوم الأحد استدعى رئيس وزراء العدو “بنيامين نتانياهو” وزير جيشه “غالانت” إلى مكتبه، وأبلغه أنه فقد الثقة به بعد أن عمل ضد الحكومة وضد التحالف وكان ضعيفاً في مواجهة موجة الرفض في الجيش، هذه الإقالة لغالانت تأتي بعد 3 أشهر من تعيينه وزيراً للجيش.

بينما كان رئيس وزراء العدو في زيارة سياسية للخارج، الوزير غالانت لم ينسق كلماته مع رئيس الوزراء مقدمًا، وبالتالي عطّل جهود التوصل إلى حل مع المعارضة كما قال نتنياهو.

هذه الإقالة وحّدت المعارضة ضد “نتنياهو”، حيث اتهمت الأخيرة نتنياهو بأنه يضحي بالجيش وأمن إسرائيل من أجل مصالحه الخاصة بإقالته لغالانت، واتهمته بأنه مجنون ويحتاج لعلاج لأنه تنكر لاحتجاج الجيش وقال لهم باقالته غالانت: اخرسوا ولا تتكلموا.

بانتظار تعيينه وزيراً للجيش، أعلن وزير الزراعة “آفي ديختر” عن تأييده لخطة التعديلات بعد أن كان قد دعا إلى وقفها والتحاور مع المعارضة، لكن بعد ساعات غير ديختر موقفه بعد أن شمّ رائحة إقالة غالانت، ويبدو أن لعابه سال من أجل منصب حياته- وزارة الجيش- ، الذي سال له من قبل لعاب غالانت، الذي فشل في تثبيته للمرة الثانية بعدما كان قد خسر تنصيبه قائدا للأركان في اللحظة الأخيرة قبل سنوات، ويبدو أنه يسعى اليوم للبروز كبطل ضحى من أجل أمن “أسرائيل” كما قال تعقيباً على إقالته، لكنه لا يعلم أن البطولة لا قيمة لها في ميزان “إسرائيل” اليوم، ولو كان لها قيمة لكان “إيزينكوت” هو رئيس وزراء العدو اليوم.

تعيين “ديختر” سيكون أكبر خطأ يرتكبه نتانياهو، وسيكون لتعيينه ضرر كبير على الجيش الذي سلم مطالبه لغالانت، والتي شرح فيها موقف قائد الأركان والشاباك والموساد والطيارين والوحدات الخاصة الرافض لخطة التعديلات القضائية، وخطورتها على أمن الكيان وتأثيرها على ساحات العدو التي قالت إنها تتحين الفرصة للانقضاض على “إسرائيل” التي يرون أنها ضعيفة ولا يمكنها أن ترد.

هذا الموقف الذي قدمه غالانت باسم الجيش والأمن سيمزقه ديختر بعد دخوله الوزارة الجديدة قادماً من الحقول، ولذلك هناك من يرى أنه ومنذ لحظة تعيينه وزيرًا للجيش ، سيصبح ديختر من أسوأ السياسيين في تاريخ إسرائيل، وهذا السوء سيكون السم الذي سيسري في عصب ودم الجيش حتى ينهكه ويفتت كل خلاياه البيضاء التي كانت سبب تماسكه طوال السنوات والعقود الماضية.

بعد هذه الإقالة القاسية ضد غالانت بات واضحاً أن “نتنياهو وروتمان و ليفين” مصرون وحتى النهاية على إنهاء تشريع كل خطة التعديل القضائي التي طرحوها حتى لو أوصلوها للكنيست حتى آخر قانون، على ظهر حرب أهلية لم يسل فيها حتى اللحظة دماء.

كلمات دلالية