الاحتلال يحرم فلسطينيين من الصلاة في المسجد الأقصى...والذريعة أمنية

الساعة 12:24 م|25 مارس 2023

فلسطين اليوم

عندما وصل المواطن الفلسطيني عودة عودة إلى حاجز قلنديا العسكري الفاصل ما بين وسط الضفة الغربية والقدس، وهو في طريقه إلى المسجد الأقصى لأداء الصلاة فيه، في أوّل يوم جمعة في شهر رمضان، منعته قوات الاحتلال الإسرائيلي من المرور، علماً أنّه يواظب على الصلاة في الأقصى أيام الجمعة بوتيرة شبه أسبوعية منذ عام 2021.

عودة واحد من بين كثيرين، نساء ورجالا، وصلوا إلى الحاجز العسكري المقام قبالة مخيم قلنديا إلى الشمال من القدس المحتلة، غير أنّهم حُرموا من الوصول إلى المسجد الأقصى.

يُذكر أنّ شهر رمضان يُعَدّ من الفرص القليلة المتاحة أمام الفلسطينيين في الضفة الغربية لأداء الصلاة في الأقصى.

وقد تذرّعت قوات الاحتلال الإسرائيلي على الحاجز العسكري بـ"المنع الأمني"، عندما أجبرت عودة على الرجوع من حيث أتى.

ويقول :"إنّ "الإجراء المسمّى منعاً أمنياً كان سارياً في حقّي على مدى 20 عاماً، وقد حُرمت بموجبه من الحصول على تصاريح لدخول القدس والأراضي المحتلة في عام 1948. لكنّ هذا المنع أُلغي في عام 2021، ومنذ ذلك الحين صرت أحصل على تصاريح للصلاة في الأقصى، ورحت أواظب على ذلك".

بالنسبة إلى عودة، فإنّ الصلاة في المسجد الأقصى، خصوصاً في شهر رمضان، لها "نكهة خاصة". ويضيف: "أريد الدخول إلى القدس لأنّني أعشقها". وعودة من الأشخاص الذين يُسمَح لهم بالدخول.

ويشير المواطن الفلسطيني إلى أنّه بحسب شروط الاحتلال، "مسموح لمن هم فوق 55 عاماً الدخول لأداء الصلاة، وتاريخ ميلادي في بطاقة هويتي هو 1962، وأنا أملك البطاقة الممغنطة الصادرة عن مؤسسات الاحتلال". ويتابع أنّ قوات الاحتلال أفادته بأنّه "ممنوع عليه الدخول للصلاة في المسجد الأقصى بأمر من الاستخبارات"، متسائلاً: "هل أحتاج إلى إذن من الاستخبارات وأنا أبلغ من العمر 61 عاماً؟".

تجدر الإشارة إلى أنّ الاحتلال أعلن، قبل حلول شهر رمضان، شروطاً خاصة للدخول إلى القدس من دون تصاريح، من بينها أن يكون الرجال فوق 55 عاماً. أمّا الذين تتراوح أعمارهم ما بين 45 و55 عاماً فإنّهم يحتاجون إلى تصاريح خاصة للدخول. في المقابل، الدخول مسموح للنساء من دون تحديد أعمار، كذلك الأمر بالنسبة إلى الأطفال دون 12 عاماً.

وفي المسلك الخاص بالنساء عند حاجز قلنديا، وقفت نساء فلسطينيات قبل ظهر اليوم الجمعة، في انتظار السماح لهنّ بالمرور. المواطنة الفلسطينية عربية الشرفا وبناتها الثلاث (طالبتان جامعيتان وربّة منزل) كنّ من بين هؤلاء المنتظرات، وقد قدمنَ من بلدة بيتا الواقعة جنوبي محافظة نابلس.

تخبر الوالدة أنّها استطاعت عبور الحاجز العسكري، وراحت تنتظر بناتها. لكنّهنّ لم يصلنَ، فعادت لتكتشف أنّهنّ ممنوعات من الدخول بـ"حجج أمنية". تستنكر الوالدة قائلة إنّ "الفلسطينيين، صغاراً وكباراً، ينتظرون هذا اليوم طوال العام من أجل الوصول إلى المسجد الأقصى المحرومين منه في بقية الأيام. نحن ذاهبون للصلاة والتعبّد.. ماذا سنفعل غير ذلك؟".

في الإطار نفسه، يقول ممنوعون كثيرون من الوصول إلى الأقصى إنّهم لا يملكون تفسيرات واضحة لطبيعة وأسباب ما يُسمّى بـ"المنع الأمني".

زياد مسلم (58 عاماً) واحد من هؤلاء، وهو أتى مع بناته من بلدة تلفيت جنوب شرقي محافظة نابلس، لكنّه مُنع من الدخول. يقول لـ"العربي الجديد" إنّ "جنود الاحتلال أبلغوني بأنّني ممنوع أمنياً بسبب اعتقالي في سجون الاحتلال قبل نحو 30 عاماً"، ويسأل: "إلى متى سوف أظلّ ممنوعاً؟ ومتى سوف يُسمَح لي بالوصول إلى الأقصى؟ بعد أن أموت؟".

ومسلم ممنوع من الوصول إلى الأقصى منذ عام 2016، على الرغم من تلبيته الشروط المعلنة من قبل الاحتلال. وقبل ذلك التاريخ، كان الدخول "من دون فحص أمني" بحسب ما يوضح، غير أنّ الأمر اختلف منذ ذلك العام، وصارت بطاقات هويات الراغبين في عبور الحاجز تُفحَص على النظام الإلكتروني الخاص بسلطات الاحتلال.

وعلى الرغم من شرط العمر الذي فرضه الاحتلال، فإنّ كثيرين يصرّون على محاولة الدخول وإن لم يتوفّر لديهم ذلك الشرط. وفي هذا الإطار، يقول محمد منصور، من بلدة بدو الواقعة إلى شمال غرب القدس، إنّ "ما يفصلني عن تحقيق شرط الاحتلال هو عام واحد فقط. فأنا أبلغ من العمر 54 عاماً، لكنّني حاولت المرور ثلاث مرّات حتى الآن"، لافتاً إلى أنّه سوف يعيد الكرّة.

ويرى منصور أنّ الشروط الموضوعة من قبل الاحتلال هي "عقاب جماعي"، مشدّداً على أنّ "الأقصى بالنسبة إليّ وإلى كل مسلم عقيدة، ولا يردّني أيّ شيء عن محاولة الوصول إليه".

ويسمح الاحتلال في كل عام للفلسطينيين من الضفة الغربية، وفق شروطه، الوصول إلى المسجد الأقصى، فقط في أيام الجمعة من شهر رمضان، وكذلك في ليلة القدر، أي ليلة السابع والعشرين من رمضان، وأحياناً في عيدَي الفطر والأضحى. لكنّهم يُحرَمون من ذلك في الأيام الباقية، مع استثناء من يحصل على تصريح خاص للوصول إلى القدس، وهو أمر يعجز الفلسطينيون بمعظمهم عن تحقيقه.

المصدر: العربي الجديد

كلمات دلالية