خبر جدول أعمال مناسب-هآرتس

الساعة 09:06 ص|28 مايو 2009

بقلم: أسرة التحرير

بعد اسبوع من المتوقع للرئيس الامريكي براك اوباما ان يهبط في القاهرة كي يلقي منها الى العالم الاسلامي والعربي خطابا افتتاحيا لما يوصف كعصر جديد في علاقات امريكا مع الاسلام. موضوع الخطاب هو مد يد المصالحة الى نحو مليار ونصف مليار مسلم، ممن رأوا في الثماني سنوات الماضية في الولايات المتحدة غازيا عسكريا وثقافيا هدفه تغيير طابع المنطقة حسب المسار الامريكي. هذه رؤيا جديدة ستجتهد الولايات المتحدة اوباما لان تضبط نفسها من فرض القيم، ديمقراطية او اساسات ثقافية، وبدلا منها ترغب في أن ترى في المسلمين وفي العرب شركاء متساوين ذوي مصالح مشابهة لمصالح امريكا.

الناطق بلسان البيت الابيض وان كان سارع الى النفي في أن في نية الرئيس ان يبسط في القاهرة خطة سياسية شاملة للسلام في الشرق الاوسط، الا أنه لا يمكن تجاهل الصلة الوثيقة التي بين الرؤيا الرئاسية وبين السياسة التي من شأن هذه الرؤيا أن تفرزها. الولايات المتحدة تسعى، وليس فقط من خلال خطاب الرئيس، الى أن تستعيد الشرعية السياسية في الشرق الاوسط. هذه الشرعية تآكلت جدا بسبب الحرب ضد العراق وافغانستان، ام بسبب علاقاتها الخاصة مع اسرائيل. في ظل الحروب، التي لا تزال مستمرة، وبسبب ميلها لان تدعم بشكل مطلق مواقف اسرائيل، فقدت الولايات المتحدة مكانتها كوسيط نزيه وكمن يستطيع ويرغب في أن يفحص بشكل متساوٍ احتياجات اسرائيل واحتياجات الفلسطينيين والعرب بشكل عام.

اسرائيل، المتمسكة بقواعد لعبة نتيجة الصفر، وبموجبها كل ميل امريكي باتجاه العرب هو بالضرورة على حسابها، وكل تعبير في صالح اسرائيل هو انجاز على حساب العرب، تنتظر باشتباه، ان لم يكن بتخوف، خطاب الرئيس في القاهرة. حتى الان "تمتعت" بميزان كان فيه العداء الاسلامي للولايات المتحدة يجعل اسرائيل ظاهرا الشريك الاستراتيجي الوحيد في المنطقة. اما الان "فمن شأن" واشنطن ان تجد لنفسها اصدقاء آخرين. حصرية اسرائيل توشك على أن تتصدع إن لم يكن تتحطم.

ولكن يجمل باسرائيل أن تهدأ. فهي بالذات ينبغي لها أن تشجع ترميم مكانة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط، وان تتطلع الى تعزيز نفوذها في هذا الجزء من العالم. الولايات المتحدة التي تستطيع أن تحرك بقوة مسيرة السلام بين اسرائيل والفلسطينيين، تخلق قاسما مشتركا من المصالح بينها وبين الانظمة العربية التي تكافح ضد الارهاب المحلي، تقيم حلفا اقليميا وتعمل على صد تهديدات استراتيجية مثل التهديد الايراني، هي الولايات المتحدة التي جدول اعمالها الجديد مناسب سواء لاسرائيل ام للدولة العربية والدول الاسلامية.

هذه ليست رؤيا ينبغي لاسرائيل أن تطيعها انطلاقا من الضغط والقلق على علاقاتها مع واشنطن، بل رؤيا عليها أن تبناها الى قلبها كبشرى تحمل الامل. الصداقة الامريكية – العربية والاسلامية كفيلة بان تظهر بالذات كذخر استراتيجي. التوقع من واشنطن الان هو انه كاستمرار مطلوب لخطاب اوباما في القاهرة ولقائه مع عبدالله ملك السعودية ان تعرض ايضا خطة سياسية دائمة، تشرع بالمرحلة العملية للرؤيا الامريكية.