عشية يوم الأم

هذه الهدية التي تطلبها أم الشهيد جميل العموري..!

الساعة 12:58 م|20 مارس 2023

فلسطين اليوم

عامٌ ثقيلٌ كثقل الوجع والألم فيه، تتوسد فيه النساء معاناتهن وآلامهن لفراق فلذات أكبادهن، بعد أن قتلتهم رصاصات الاحتلال "الإسرائيلي" لتصبح الأعياد في عيونهن مآسي، وذكريات تبكي البشر والحجر، فكل عيد والأم الفلسطينية باتت أكثر حزناً..

فالشهداء يرحلون عنّ أمهاتهم بأجسادهم لا بأرواحهم لكن الأعياد تفتح جراحهن المكلومة، وتبقى الذكريات تحوم حولهن بكلمات أبنائهن ومواقفهم الجميلة.

أم "جميل العموري" الذي يخلد اسمه من بين قادة المقاومة في الضفة المحتلة، استطاع أن ينقش تاريخاً مشرفاً من الجهاد والنضال والرجولة، ومواجهة العدو الصهيوني ليكمل الطريق من بعده جمهور من المقاومين، تستذكر في هذه الأيام نجلها الشهيد.

تقول العموري لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": جميل كان الأقرب لقلبي على الرغم من وجود أربعة أبناء لي ولدان وبنتان، إلا أنه كان الأقرب لها ويعد صديق لها، على الرغم من الوقت الكبير الذي يقضيه خارج المنزل.

وتشير العموري إلى أن جميل كان يفاجئها دوماً بما يعطيه لها، فكان يكرمها دائماً، بما يسر قلبها، ويحرص على رضاها وأن تكون سعيدة، على الرغم من انشغاله الدائم عنها بالمقاومة...

لا تطلب العموري هدايا في عيدها، فهديتها كانت تأتي لها من نجلها بشكل مفاجئ ودون موعد أو مناسبة، لكنها بعد استشهاده تطلب أن يعود لها جثمان نجلها لتحتضنه وتودعه، حيث يحتجز الاحتلال جثمانه منذ استشهاده في 10 يونيو 2023.    

ولد الشهيد العموري في مخيم جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، عام 1996م، وتأثر بعمه الأسير المجاهد شادي العموري المحكوم بالسجن المؤبد والمعتقل منذ 20 عاماً، حيث انتمى شهيدنا جميل لحركة الجهاد الإسلامي، وساهم بشكل فعال في تشكيل خلايا عسكرية نشطة داخل مخيم جنين، وعمل برفقة إخوانه المجاهدين على تأسيس "كتيبة جنين" التابعة لسرايا القدس.

بعد عدة محاولات اغتيال واعتقال فاشلة، وبتاريخ 10-6-2021م تمكنت قوة صهيونية خاصة من نصب كمين لمركبة كان يستقلها الشهيد العموري ورفيق دربه الأسير المجاهد وسام أبو زيد، ولاحقتهما من معبر الجلمة وحتى شارع الناصرة في مخيم جنين، حيث خاضا اشتباكاً مسلحاً معها، حتى باغتت رصاصات صهيونية غادرة جسد الشهيد جميل، واستقرت في أجزاء متعددة من جسده، فارتقى شهيداً فيما أصابت رفيقه أبو زيد، كما استشهد خلال الاشتباك اثنين من عناصر أجهزة السلطة الفلسطينية وهما: أدهم ياسر عليوي من نابلس، وتيسير محمود عيسة من جنين.

كلمات دلالية