بالصور ملك السفرة في رمضان... لوحاتٌ فنية تزينُ الأسواق وتجهيزاتٌ على قدمٍ وساق

فلسطين اليوم

ألوانٌ تشرحُ الصدور كلوحةٍ فنيةٍ...منتشرة في كافة أزقة سوق خانيونس، صناديقٌ متراصةٌ قرب بعضها البعض تفوح منها رائحة البركة والخير لبدء شهر رمضان الكريم، لتتدلل المخللات وسط السوق كونها المحببة لقلوب الصائمين.

البائع خالد سرحان بوجهه المألوف يقفُ في محله بسوق الأربعاء في مدينة خانيونس الذي يبيع فيه "المخللات" قرب ما يعرف بكراج رفح، حيث يمتهن هذه المهنة والتي في الغالب تكون موسمية ومرتبطة برمضان.

إعدادها يستغرقُ وقتاً

سرحان، يستغرقُ بإعداد هذا النوع من المأكولات نحو 3 شهور والتي تزين سفرة الأسرة الفلسطينية في رمضان، حيث يقوم بوضع "المخللات في "براميل" لحفظها من التلف وإبعادها عن ما قد يلوثها، كل هذا العمل الذي يستغرق من المواطن سرحان وقتاً وجهداً كبيراً؛ هو بهدف سد قوت يومه هو وأسرته التي يعيلها في ظل الوضع الاقتصادي الصعب في قطاع غزة.

ويعتبر سرحان أحد موزعي المخللات لحساب مصنع الزيتونة شرق خانيونس وهو أكبر مصنع في هذا المجال على مستوى القطاع، " فلسطين اليوم" أجرت حديثاً مع البائع سرحان، الذي أوضح، أن عملية الإعداد والتحضير للمخللات، يقوم بالاستعداد لها من بداية موسم نضج بعض الخضروات مثل الخيار لكي تباع في الأسواق، وبذلك يتم الاستفادة منه ليس في رمضان بل على مدار العام"

المواد الحافظة قليلة

وبحسب سرحان قال حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية":" إنه في بعض الأوقات يكون هناك زيادة  في البيع من المخللات، مبيناً أنه تكون عملية التخزين للمخللات على مدار العام مفيد جداً للتخفيف من الضغط في توزيع هذا المنتج، حيث أن بعضها يتم إنتاجه على مدى شهرين، ويتم تسويقه بالأسواق بسرعة كبيرة؛ وهذا النوع من المخللات تكون فيها نسبة المواد الحافظة قليلة.   

وعن الحديث عن الكمية المنتجة من المخللات، أكد أنه لا يوجد كمية محددة، وهذا الشيء في الغالب يتعلق باستهلاك المواطنين لهذا المنتج، مشيراً إلى أنه يتم إعداد كميات كبيرة من هذه المخللات للبيع استعداداً لبيعها في شهر رمضان المبارك، حيث يزيد البيع.

مراقبة مستمرة

وبخصوص مراقبة الصحة والاقتصاد لهذه المنتجات، شدد سرحان على أن وزارة الصحة والزراعة والاقتصاد تقوم بمتابعة منتجات المخللات، وفي حال وجود خلل فيها يتم إتلافها بشكل مباشر؛ خاصة وأن المصنع الذي يتعامل معه هو يغطي كافة الأسواق والمطاعم وكافتيريات المدارس في قطاع غزة، والتركيز يكون على الأسواق والمطاعم؛ لأنها الأساس في البيع.

أما عن طريقة الحفظ لهذه المخللات، أضاف سرحان:" مدة انتاج المخللات قبل توزيعها على السوق تستغرق من شهر إلى 3 أشهر، وللشمس تأثير كبير عليها، وفي حال تعرضت للشمس فإن ذلك يساعد على تقصير العمر الزمني لهذه المنتجات، مشدداً على أنه يجب أن لا يكون هناك خلل في حفظها وأن يكون البرميل الذي توضع فيه مغلق بإحكام، وفي حال وجود خلل كهذا قد يعرضها بدرجة كبيرة للتلف وإنقاص عمرها الزمني".

الأنواع المستخدمة 

وبخصوص الأنواع المنتجة من المخللات في هذا المصنع، أضاف: هناك مخلل الخيار والجزر واللفت والفلفل والسلطة، مبيناً أن "مخلل السلطة" يكثر الطلب عليها في شهر رمضان، ومدة بقاء السلطة صالحة للاستخدام قصيرة جدة، فيما تكون صلاحية باقي الأنواع من شهر إلى 4 شهور".

وأشار سرحان، إلى أن في حال أردنا زيادة عمر المخللات الزمني نقوم بزيادة المواد الحافظة، منوها إلى أن المواد اتي يتم إضافتها للمخللات هي مواد حافظة، وخل، وملح، ومياه حلوة، وهي تخضع للمراقبة من خلال الاقتصاد، حيث يتم تنفيذ زيارات من الوزارة للمصنع كل أسبوع مرة.

ومن جانبه، اتفق المواطن "أبو محمد" وهو أحد بائعي المخللات في منطقة سوق الزاوية وسط مدينة غزة، أن الإقبال على شراء المخللات من قبل المواطنين يزيد في شهر رمضان المبارك، موضحاً أنه في بقية العام ينخفض الطلب على هذا النوع من المأكولات.

زيادة الطلب في رمضان

وعن الأرباح والبيع، قال أبو محمد: "في شهر رمضان المبارك يكون هناك ربح أكبر لهذا النوع من المنتجات، لأن الموسم يكون له تأثير على زيادة الطلب وبالتالي زيادة المبيعات؛ ما يؤدي بكل تأكيد لزيادة الأرباح؛ ولكن هذه الأرباح هي تكون بمثابة حصاد لكافة العام لمن يمتهن هذه المهنة".

ولفت البائع إلى أنه في باقي العام يقوم ببيع العديد من المنتجات الأخرى إلى جانب المخللات حتى يستطيع أن ينفق على أسرته طوال العام؛ نتيجةً للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الكثير من العمال في قطاع غزة نتيجة الحصار المفروض على القطاع.