خبر بدأت الحرب العالمية الثالثة -يديعوت

الساعة 09:46 ص|27 مايو 2009

بقلم: ايتان هابر

 (المضمون: بينما العالم يعصف جنونا لاستهتار كوريا الشمالية به من خلال تجربته النووية ونرغب نحن في ان يقوم العالم بمواجهة هذا الاستهتار ننشغل نحن في تفاصيل تافهة كالصفائح والاكواخ في البؤر الاستيطانية - المصدر).

صوت الضحك من الغرفة البيضاوية في البيت الابيض في واشنطن وصل اول امس الى صفائح "معقل استير" الثلاثة والنصف، اكواخ "رمات – كلشونيم" او "يد حرتسنيم" في يهودا والسامرة. وقد قوطعت بصوت صاخب هائل جاء من مسافة الاف الاميال، بيونغ يانغ، من كوريا الشمالية البعيدة. فقد اهتزت الارض (خوفا ايضا) في البيت الابيض وفقط في القدس سأل الوزراء: حسنا، ماذا تقول؟ "خريطة الطريق" واخلاء "تيهيلات – بيشونيم"، هذا ما يريده اوباما؟

في روحي أرى صديقي، رام عمانويل، رئيس طاقم البيت الابيض، يركض مستعجلا في الاروقة المؤيدة الى الغرفة البيضاوية وهناك، على ذات الاريكة التي جلس عليها بنيامين نتنياهو قبل بضعة ايام فقط، يهزأون بالتقارير التي وصلت امس من اسرائيل: الاسرائيليون يريدون ان نقصف المواقع النووية في ايران، وأن نشرع عمليا في حرب، اما هم؟ - ولا يصدق – فسيخلون خيام "يد – نبوت"!

من شبه المؤكد ان الرئيس الامريكي سيسأل في حينه رئيس طاقمه، ذاك الذي هو "نصف اسرائيلي" وأبوه خدم في تنظيم "الايتسل"، ذاك الذي يعرف الاسرائيليين جيدا، اذا كان رفاقه هناك، في الارض المقدسة، قد جنوا، نزلوا عن الشارع، او خرفنوا.

ينبغي للمرء ان يكون أصما، اعمى او غبيا كي لا يفهم بان القنبلة النووية التي انفجرت اول امس في كوريا الشمالية انفجرت ايضا في شارع كابلن 3 في القدس، مقر رئيس الوزراء في اسرائيل: فكوريا الشمالية "استخفت" بالامريكيين وعرضتهم كادوات فارغة في ميدان المدينة، وفي القدس لا يزالون يثرثرون عن "خريطة الطريق" اياها وعن اخلاء "تلة – حامتستسيم". العالم يتقلب امام ناظرينا – وعندما يشرح النواب بجدية هائلة كيف سيوافق الامريكيون على ان نبقى في الاماكن التي نتواجد فيها اليوم في يهودا والسامرة، وفي هذه المناسبة لعلنا نخلي ايضا كوخا ما.

اول امس في كوريا الشمالية، بدأت رسميا الحرب العالمية الثالثة – تلك التي ستندلع بين دول "مجنونة" مثل كوريا الشمالية وايران، وبين دول نسميها معتدلة وبينها مصر، بلدان الخليج والسعودية، تلك التي تقف هذه الايام على راس المبادرة العربية للسلام مع اسرائيل.

منذ اول امس والعالم قد جن، وهذا العالم المجنون يتابع، يتملكه الرعب، ما يجري من صراع بين الدول "المعتدلة" و "المجنونة". المشكلة هي انه يوجد لبعض من الدول "المجنونة" – ايران، باكستان وكوريا الشمالية – منذ الان او سيكون لها زر نووي تضغط عليه، و "المعتدلة"، على رأسها الولايات المتحدة لا تسارع الى المعركة ضدها. لماذا؟ لان امريكا باتت متورطة في حربين، وكان هناك احد ما انتخب مؤخرا للرئاسة ضمن امور اخرى لانه وعد بان يخرج جند الولايات المتحدة من الوحل في العراق وفي افغانستان. وذات الرئيس انتخب ايضا لانه وعد بأن نعيش في عالم دون سلاح نووي. اتذكرون؟

هذه ذات كوريا الشمالية التي بصقت في وجه الامريكيين قبل ثلاث سنوات، وهذا الاسبوع – مرة اخرى، وحسب الردود من واشنطن (الا اذا كان هذا جزءا من عملية تمويه) لا يبدو ان امريكا العظمة سترد. الان ينقص فقط "استهتار" ايراني لامريكا وبنا، كي ندخل جلبة طوارىء حقيقية (وليس فقط مناورة، مثلما هو متوقع في الايام القريبة القادمة).

ايران باتت هنا. توجد صلة مباشرة ووثيقة بين القنبلة الكورية والقنبلة الايرانية المخطط لها. بين بصقة كوريا وايران في وجه الولايات المتحدة وبين ارادة وقدرة واشنطن على قيادة الصراع ضد العالم المجنون وسلوك حكومة اسرائيل. لا حاجة لان نكون من مؤيدي الاستيطان في المناطق او من رافضي هذا الاستيطان كي نلاحظ هذه الصلة – والسؤال هو اذا كنا نريد ان يقطعها السيف الامريكي من اجلنا.

اذا كان الجواب ايجابيا، فيجب ان نعرف الامريكيين كيف نعرف بان ثلاثة صفائح في "معوز استير" لا يمكنها ان "تسوق البضاعة"