الأسير خضر عدنان... إضراب خامس لأجل الحرية

الساعة 02:59 م|15 مارس 2023

فلسطين اليوم

كما اعتاد في كل مرة يتم اعتقاله فيها، يصرّ الأسير الفلسطيني خضر عدنان موسى (44 عاماً)، من بلدة عرابة، جنوب جنين، شمال الضفة الغربية، على الاستمرار بإضرابه المفتوح عن الطعام منذ لحظة اعتقاله في الخامس من فبراير/شباط 2023، مطالباً بحريته.

الإضراب الخامس

رغم عدم تحويله إلى الاعتقال الإداري (بلا تهمة)، كما اعتقالاته وإضراباته السابقة، وتوجيه لائحة اتهام له الأسبوع الماضي، بتهمة أنه "قيادي بحركة الجهاد الإسلامي، والمشاركة بفعاليات لمساندة الأسرى في سجون الاحتلال"، وهي تهم حوكم عليها في اعتقالات سابقة، إلا أنه أصرّ على مواصلة الإضراب، مطالباً بحريته والإفراج عنه، وفق ما تؤكده زوجته رندة موسى.

تقول: "زوجي يخوض حالياً الإضراب الخامس، حيث خاض إضراباً عام 2004 مدته 25 يوماً ضد عزله انفرادياً، ثم خاض نهاية عام 2011 وبداية عام 2012 إضراباً مدته 67 يوماً ضد اعتقاله الإداري، وبعدها عام 2015 خاض إضراباً مدة 58 يوماً للسبب نفسه، وعام 2018 خاض إضراباً جديداً مدته 54 يوماً، أمّا إضرابه الرابع فكان عام 2021 لمدة 25 يوماً، والإضراب الحالي هو الخامس".

مواجهة نحو الحرية

"في كل مرة كان خضر عدنان ينتزع حريته بعد تنفيذه إضراباً. فهو يضرب كنوع من مواجهة السجان، ويرفض اعتقاله، وليوصل رسالة للاحتلال بأن الأحرار لم يخلقوا كي يكونوا في السجون، بل ليكونوا في الخارج يمارسون حياتهم"، وفق زوجته.

حُوّل خضر عدنان إلى المحاكمة بقضية ووُجهت له لائحة اتهام، لكنه أصر على مواصلة إضرابه حتى نيل حريته، رغم تدهور حالته الصحية، إذ إنه يرفض تناول الطعام والمدعمات، ويرفض إجراء الفحوص الطبية كنوع من إرباك للاحتلال حتى لا يعرف عن صحته شيئاً، وسط مساومته على شرب الماء الذي لا يتناول سواه، في مقابل تأكيد زوجته أن معنوياته عالية.

ظروف اعتقال صعبة

في سجن الرملة، يخضع خضر عدنان للعزل الانفرادي بظروف اعتقال صعبة جداً، حيث تنتشر الحشرات، ويساوم على شرب الماء، ولم يُسمح له بالاستحمام منذ اعتقاله. كما يجري تفتيش زنزانته بشكل متكرر، وأخيراً سُمح له بزيارة المحامي، حيث أُجبر في مرة سابقة على الخروج لرؤية المحامي مشياً، رغم تدهور صحته، وقبل يومين، أُخرج على كرسي متحرك لزيارة المحامي، وهو، كما تؤكد زوجته، يعاني من هزال وضعف عام، ولديه صعوبة بالنطق وضعف في الرؤية.

تعرض خضر عدنان أيضاً لعمليات تنكيل ممنهجة في زنازين معتقل الجلمة قبل نقله إلى سجن الرملة، وتعرض لضغوط كبيرة من قبل السّجانين، وأجهزة الاحتلال، يرافق ذلك تدهور مستمر في وضعه الصحيّ، خصوصاً أنه كان يعاني من مشاكل صحيّة قبل اعتقاله، وما زاد من معاناته، النقل المتكرر عبر عربة للمحكمة، والتي تشكّل رحلة عذاب إضافية له، عدا عن عمليات التفتيش المتكررة لزنزانته المجردة من أي شيء.

عائلة مساندة

حين اعتُقل خضر عدنان هدّده ضابط مخابرات الاحتلال أمام زوجته وأبنائه بأن مصدر رزقه الوحيد "مخبز المعجنات في بلدته"، سيتم إغلاقه بسبب اعتقاله، لكن زوجته رندة موسى أصرت مع أبنائها على أن تكمل مسيرته ولم يغلق المخبز، حيث تعمل فيه.

كان خضر عدنان قد افتتح قبل 15 عاماً، مخبزاً للمعجنات بعد عدم حصوله على عمل في مجال دراسته، حيث حصل على بكالوريوس في "الرياضيات الإحصائية" من جامعة بيرزيت، ويكمل حالياً درجة الماجستير في "الدراسات الإسرائيلية" من جامعة القدس، ولا يزال يستهدفه الاحتلال بالاعتقال، حيث بلغت مرات اعتقاله 11، وأمضى ما مجموعه نحو ثماني سنوات في سجون الاحتلال، معظمها رهن الاعتقال الإداريّ.

خضر ورندة لديهما عائلة مكونة من 9 أبناء (5 ذكور و5 إناث)، أكبرهم بعمر 14 عاماً وأصغرهم عمره عام ونصف.

لم توفر رندة سبيلاً لمساندة زوجها، وطرقت أبواب المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية، متهمة إياها بالتقصير تجاه الأسرى، فيما تدعو الجميع لمساندة الأسرى وزوجها المضرب عن الطعام رغم تدهور حالته الصحية، محذرة من استشهاده إذا تدهورت حالته أكثر.

الإضرابات متواصلة

على مدار تاريخ الحركة الأسيرة خاض الأسرى بشكل جماعي 25 إضراباً، وأيضاً 410 إضرابات فردية، كان آخرها منذ بداية العام إضراب الأسير خضر عدنان المتواصل، وإضراب الأسيرة ياسمين شعبان ضد عزلها الانفرادي الذي استمر 8 أيام، وفق ما تؤكده لـ"العربي الجديد"، مسؤولة الإعلام في نادي الأسير الفلسطيني أماني السراحنة.

ويبلع عدد الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي حالياً، وفق السراحنة، 4700 أسير، منهم ألف أسير يقبعون رهن الاعتقال الإداري، و600 أسير مريض، و170 طفلاً أسيراً، و29 أسيرة، فيما نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية العام الجاري وحتى الآن 1300 حالة اعتقال على الأقل، والعام الماضي وحده، رُصدت 7 آلاف حالة اعتقال نفذها الاحتلال

المصدر: العربي الجديد.

كلمات دلالية