تقرير في غزة: وين بتروح الفكـة...؟

الساعة 11:15 ص|12 مارس 2023

فلسطين اليوم

اشتد الجدال بين السائق والراكب من مدينة دير البلح حتى غزة، ليس لعدم قدرته على توصيله للمكان المُراد، ولكن بعد أن أعلمه بعدم وجود باقي الـ(10) شيكل التي دفعها، بحجة عدم وجود "فكة" معه.. ليضطر الراكب للنزول والشراء من محل مجاور لإعطاء السائق حقه.. ويسأل بعلو الصوت "وين بتروح الفكة..؟

ظاهرة قديمة جديدة، تتجدد في هذا الوقت بالذات، وتحديداً قبيل شهر رمضان المبارك، حيث تغيب الفكة عن المحال التجارية والمواصلات العامة، ويصعب العثور عليها، ليتحجج الكثيرون بوجود أزمة بسبب شهر رمضان المبارك وعيد الفطر السعيد.

ففلسطين كما العالم الإسلامي يترقب بعد 10 أيام تقريباً شهر رمضان المبارك، في ظل ظروف اقتصادية وإنسانية صعبة، حيث الحصار المشدد والاجراءات العقابية المتواصلة على سكان القطاع.

هذه الأزمة –التي يرى الكل أنها مفتعلة- خلق أزمة بين المواطن وأصحاب المهنة بكافة أشكالها، خاصةً المحال التجارية والسائقين، الأمر الذي من شأنه يخلق استياء وتذمر لدى المواطنين، وسط مطالبات ودعوات بوقف هذه السياسة الاقتصادية من قبل الجهات المختصة.

المواطن أبو عادل سلامة اضطر لترك ما تبضعه من إحدى بسطات الخضار بسبب عدم وجود فكة لديه، ورفض البائع إعطائه فكة بحجة عدم وجودها معه.

أما السائق أبو محمد هاشم، فأعرب عن استيائه بسبب عدم قدرته على إعطاء الباقي لكل الركاب لديه، الأمر الذي يسبب له احراجاً مع الآخرين، ويضعه في مشاكل يومية وصراعات داخل مركبته، لسبب لا يعلمه كثيرون لكنها تحتاج لوقفة عاجلة من قبل المسؤولين.

المحلل الاقتصادي والمختص أحمد أبو قمر، رأى أن المسؤولية عن أزمة الفكة في قطاع غزة مشتركة، حيث أن موسم رمضان يحاول فيه التجار تحصين أنفسهم من العملات النقدية خلال المعاملات اليومية.

وأشار في حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" إلى أن الكثير من التجار لو كان بحاجة لفكة بمقدار (1000 دولار) فإنه يجمع (5000 دولار).

وبين، أن الأمر الآخر يتعلق بطبيعة القطاع المالي الفلسطيني وما يعانيه من حصار "إسرائيلي" مشددًا كما أن سلطة النقد تشارك المسؤولية حيث تقرر تشريعات بلا مراقبة بشأن الفكة والعملات النقدية، الأمر الذي يزيد من الإشكالية.

وأكد أبو قمر، ضرورة تدخل سلطة النقد في تمويل السوق بالفكة والسيولة النقدية وضخ كميات إضافية منها، كما على البنوك المشاركة في حل الأزمة من خلال معرفة نصيب كل تاجر من الفكة والسيولة النقدية.

ولفت أبو قمر إلى أهمية نشر التوعية والثقافة لدى التجار والمواطنين الذين يحتفظون بالفكة، حتى لا يتم خلق أزمة ومشكلة يومية لدى المواطنين تعيق الحركة التجارية.       

 

كلمات دلالية