خبر معابر القطاع.. ورقة تساوم عليها إسرائيل وتستغلها أمريكا

الساعة 04:39 ص|27 مايو 2009

فلسطين اليوم : وكالات

تباينت آراء مراقبين للشأن الإسرائيلي حيال حصول تغير في السياسة الإسرائيلية تجاه فتح المعابر مع قطاع غزة، مؤكدين أن لدى أمريكا الكثير من الوسائل للضغط على إسرائيل لفتح المعابر ولاسيما وأنها تقدم لها سنوياً 3 مليارات دولار كدعم عسكري، إضافة لمشاريع عسكرية تطويرية لأغراض تجارية.

ومن المقرر أن ينعقد الكابينيت الأمني السياسي الاسرائيلي لإقرار السياسة الإسرائيلية تجاه المعابر مع قطاع غزة، وذلك بعد الضغوطات التي مورست على بنيامين نتنياهو من قبل الإدارة الأمريكية.

وبحسب صحيفة "هارتس" العبرية فإن موضوع المعابر تم التطرق له أثناء زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو إلى واشنطن، حيث طالبت الإدارة الأمريكية بفتح المعابر مع القطاع بشكل منتظم لإدخال البضائع التجارية خاصة المحروقات والمواد الطبية وكذلك المواد الغذائية، وهذا ما رفضه نتنياهو بحيث يرى أن إدخال البضائع وفتح المعابر بشكل دائم يقوي حكومة حماس في القطاع، وهذا ما لا يريده نتنياهو وغير معني به.

مجرد كلام

واستبعد المحلل والمختص بالشئون الإسرائيلية، برهوم جرايسي أن يشهد قطاع غزة تغييراً جذرياً في السياسة الإسرائيلية تجاه المعابر، مشيراً إلى أن إعلان (إسرائيل) عن أي تغيير في سياستها تجاه المعابر سيكون مجرد كلام.

وأوضح جرايسي في حديث صحفي، أن سياسة المعابر تعبر عن إستراتيجية إسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني لا تزال قائمة وهي معنية أن تبقى، مشيراً إلى أن ما يمكن أن نشهده في الفترة القادمة هو السماح بإدخال كميات معينة من بعض المواد الغذائية من أجل إرضاء الولايات المتحدة الأمريكية.

وقال جرايسي:" لا أحد ينتظر تغييراً جذرياً إسرائيلياً تجاه سياسة المعابر إن تم الاجتماع السياسي المصغر أم لا، ما هو قائم سيبقى قائماً ربما تحدث بعض التغييرات الدقيقة التي لا يمكن أن تغير الواقع المأساوي الحاصل.

وحول قدرة الولايات المتحدة على إرضاخ إسرائيل لفتح المعابر قال: " هناك تحول جاد في الخطاب الأمريكي ولكن إن بقي هذا التحول مجرد كلام دون ممارسة ضغط على إسرائيل فإنه لن يكون أي تغيير ملموس، ويجب انتظار تطبيق الأفعال على أرض الواقع".

وأضاف: "إن لدى أميركا الكثير من الوسائل للضغط على إسرائيل، وفتح المعابر، فهي تدعمها سنوياً بقيمة 3 مليارات دولار كدعم عسكري، إضافة لمشاريع عسكرية تطويرية لأغراض تجارية، وتستوعب 30% من الصادرات الإسرائيلية".

تغير ملموس

من ناحيته، أوضح المختص بالشئون الإسرائيلية الدكتور محمود يزبك، أن قطاع غزة سيشهد تغييراً إسرائيلياً كبيراً وملموساً تجاه فتح المعابر، وهناك توجه نحو التغيير التدريجي تجاه المعابر، مشيراً إلى وجود ضغط واقعي وحقيقي أمريكي على الحكومة الإسرائيلية في قضية فتح المعابر.

وأوضح يزبك في حديث صحفي أن زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى مصر سيرافقها نوع من التحريك في قضية المعابر الفلسطينية، وهو ما تشير إليه الأوضاع الحالية في المنطقة، مبيناً أن فتح المعابر هو رسالة من أوباما إلي العالم العربي والإسلامي تتزامن مع خطابه في مصر بأنه استطاع أن يغير شيئاً في المنطقة.

وقال يزبك: "إن دخول وفد أمريكي اليوم "أمس"، إلى قطاع غزة بينهم مواطنون من أصل فلسطيني شيء جديد، وإن هذا دليل على أن الإدارة الأمريكية والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشل الذي سيبحث مع الجانب الإسرائيلي طبيعة الخطوات التي سيتم اتخاذها لتسهيل حياة الفلسطينيين جاد بقضية الضغط على إسرائيل من أجل تغيير سياستها في قضية المعابر، وفتحها بحركة متواصلة للفلسطينيين".

وأكد على ضرورة أن يكون هناك ضغط شامل على مصر، والسماح لها بفتح المعابر من جهتها لإدخال البضائع الثقيلة كالأسمنت والباطون إلى قطاع غزة.

وذكر أن إسرائيل ستفتح المعابر إذا ضغطت أمريكا تجاه ذلك وان الأمر قضية مصالح مشتركة، وان فتح المعابر قضية ثانوية بالنسبة لإسرائيل أمام قضايا أخرى أساسية تريد أن تحافظ عليها، مشيراً إلى أن الأمر متوقف على الضغط العربي الذي سيمارس على الولايات المتحدة الأمريكية لتضغط على إسرائيل.